تساءلت صحيفة الأخبار اللبنانية الجمعة، عن كيفية انتهاء الأزمة التي اندلعت بين رئيس الوزراء سعد الحريري ووزير خارجيته جبران باسيل، مؤكدة أنه "كلما مر الوقت، زادت الهوة بينهما، في ظل صوم الحريري عن الرد المباشر، واستمرار باسيل بتثبيت مواقعه"، على حد قولها.
وأكدت الصحيفة المقربة من حزب الله
أن "الملفات الخلافية كثيرة ويصلح كل منها لتفجير معركة بين الطرفين"، موضحة
أن "هذه الملفات تبدأ من سلوك باسيل في مجلس الوزراء وتعامله مع الموازنة من
موقع الحاكم، مرورا بالحديث عن استعادة خطاب المارونية السياسية، ومن ثم قضية
اللواء عماد عثمان الذي ينسب إلى باسيل حمل لواء تغييره".
وتابعت الصحيفة طرح الملفات الخلافية بالقول: "قضية التدبير الرقم ثلاثة التي
لم يعد باسيل متضامنا مع الحريري بشأن إلغائه، إلى جانب إعادة التحقيق بملف الإرهابي
عبد الرحمن مبسوط في تصويب مباشر على فرع المعلومات، إلى ملف المحكمة العسكرية،
التي يرى الحريري أن حكمها على المقدم سوزان الحاج كان إعلانا من باسيل أن الأمر
له فيها".
وأكدت "الأخبار" أن
"الملفات كثيرة، لكن جامعها هو التوتر المذهبي المتفاقم، الذي تحول إلى توتر
سني- سني، ما يساهم بشكل أو بآخر في إضعاف دور الرئيس الحريري في طائفته
ووطنيا"، مضيفة أن "الحملة صارت واضحة المعالم بالنسبة للحريري، كونها
ليست مشكلة مع باسيل حصرا، وإنما بدأت مع الوزيرين السابقين نهاد المشنوق وأشرف
ريفي".
اقرأ أيضا: باسيل يفجر جدلا جديدا بحديثه عن اللاجئين.. وناشطون يردون
ورأت أن "تيار المستقبل صار يرى
في كل من يقف من تلقاء نفسه في وجه الهجمة الباسيلية، إنما يساهم في تعزيز الهجوم
على موقع الحريري في السلطة"، مشددة على ضرورة أن "لا يتم عزل دار
الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين المستائين مما آلت إليها أوضاع الرئاسة الثالثة،
وإن تعمد الحريري عبر مقدمة نشرة أخبار تلفزيون المستقبل أمس، تحييدهما".
وأشارت الصحيفة إلى أن "حزب
الله نصح باسيل بضرورة التهدئة مع الحريري، علما أن وزير الخارجية كان قد قرر
زيارة دار الفتوى الثلاثاء المقبل، فيما سيزور رئيس الحكومة قصر بعبدا، فور عودته
من إجازته، للقاء الشريك المباشر في التسوية الرئاسية".
وحول خطورة التسوية الرئاسية، قالت
الصحيفة إنها "مستقرة بقوة دفع نتائج الانتخابات وبقوة دفع تتخطى الصراعات
المرحلية واللعبة الداخلية"، مضيفة أن "أداء باسيل الحكومي وإيحاءه بأنه
هو القابض على مجلس الوزراء أو المناوشات غير العلنية التي تجري بينها وبين قائد
الجيش جوزف عون، فلا تساهم إلا بزيادة التوتر، لكن دون أن تؤثر على التوازنات
الداخلية، ومن دون أن تؤدي إلى إطلاق معركة رئاسة الجمهورية باكرا"، وفق
تقديرها.