علقت كل من السعودية والإمارات، الخميس، على ما تشهده السودان من اضطرابات، لا سيما بعد مقتل أكثر من نحو 100 من المدنيين في اعتصام الخرطوم، وتعثر التفاوض، واستمرار المعارضة بالعصيان المدني.
واعتبرت السعودية على لسان وزيرها للشؤون الإفريقية، أحمد قطان، الأربعاء، أن ما يحدث في السودان قد "يشعل الفوضى والاضطرابات والحرب الأهلية"، وفق تعبيره.
وأكد أن المملكة "لن تسمح بدخول السودان إلى أتون الفوضى".
جاء ذلك في تصريح أوردته فضائية "العربية" السعودية، عقب إعلان رئيس المجلس العسكري الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، في خطاب متلفز الأربعاء، عن استعداده للتفاوض وفتح صفحة جديدة، وأسفه لسقوط ضحايا خلال الأيام الماضية.
اقرأ أيضا: السعودية ترسل وفدا وزاريا اقتصاديا للتضامن مع السودان
وأوضح قطان، أن "استقرار السودان وأمنه هو غايتنا. ولن يسمح الشعب السوداني ونحن معه بإذن الله، بدخول البلاد إلى أتون الفوضى والاضطراب والحرب الأهلية التي لا ينتفع منها سوى قوى الإرهاب والتطرف والدمار".
ودعا الوزير السعودي "السودانيين بمختلف مكوناتهم إلى تغليب منطق الحكمة والحوار وتقديم مصلحة السودان على كل اعتبار (..) قيادة السعودية وشعبها سيقفون مع السودان حتى يستعيد أمنه واستقراره".
وشدد على أهمية استئناف الحوار بين مختلف القوى السودانية.
ويعد تصريح قطان، ثاني تعليق سعودي بشأن تطورات الأحداث بالسودان، عقب ساعات من بيان للمملكة دعت فيه إلى استئناف الحوار بين القوى المختلفة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني ولتجاوز الخرطوم سريعاً الظروف والصعاب التي يمر بها.
الإمارات تعلق
من جهتها، أعلنت علقت أيضا الإمارات، على تطورات السودان، وقالت إنها "تتابع باهتمام بالغ وبقلق" ما يحدث، داعية إلى "حوار بناء" بين مختلف الأطراف للحفاظ على استقرار البلاد.
وعبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان أوردته وكالة الانباء الاماراتية الرسمية (وام)، عن الأمل في "تغليب منطق الحكمة وصوت العقل والحوار البناء لدى الأطراف السودانية كافة بما يحفظ أمن السودان واستقراره ويجنب شعبه العزيز كل مكروه ويصون مكتسباته ومقدراته ويضمن وحدته".
وأكدت الامارات "أهمية استئناف الحوار بين القوى السودانية المختلفة لتحقيق آمال وتطلعات شعب السودان الشقيق".
وشددت على "موقفها الثابت الداعم للسودان وشعبه وكل ما يحقق أمنه واستقراره و ازدهاره ويعود عليه بالخير متمنية أن يتجاوز السودان سريعا الظروف التي يمر بها".
ويأتي الموقفان السعودي والإماراتي بعد فض اعتصام المحتجين في الخرطوم الذي أوقع عشرات القتلى.
وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أوّل ركن عبد الفتاح البرهان زار القاهرة والرياض وابوظبي قبل أيام على حصول فض الاعتصام في الخرطوم.
وتلقى دعوة البرهان رفض المعارضة وقوى سودانية، متمسكة بـ"العصيان المدني الشامل وإغلاق الطرق الرئيسية والكباري والمنافذ بالمتاريس وشل الحياة العامة"، و"الإضراب السياسي المفتوح في كل مواقع العمل والمنشآت والمرافق في القطاع العام والخاص"، و"التمسك والالتزام الكامل بالسلمية"، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان.
اقرأ أيضا: البرهان يدعو للتفاوض.. والمعارضة ترفض وتصعّد (شاهد)
واقتحمت قوات الأمن ساحة الاعتصام في وسط الخرطوم في ساعة مبكرة الاثنين الماضي، وقامت بفضه بالقوة، بحسب قوى المعارضة التي أعلنت مقتل 35 شخصاً على الأقل آنذاك.
ويحظى الدور السعودي والإماراتي في السودان، بانتقاد المتظاهرين، الذين يتخوفون من التدخلات الخارجية، ومن تكرار تجارب الثورات العربية التي أجهضتها الثورات المضادة، متهمين الرياض وأبوظبي بالوقوف خلفها، محذرين من علاقة المجلس العسكري لا سيما الجنرال محمد دقلو "حميدتي" بالدولتين الخليجيتين.
الرياض تعبر عن "القلق" من أحداث السودان وتدعو للحوار
حصري: وفد سعودي برئاسة خالد بن سلمان يزور السودان سرا
كاريكاتير سوداني يهاجم دور السعودية والإمارات بالبلاد (شاهد)