واشنطن تبتز حلفاءها بسلاح "المعلومات" لمعاقبة "هواوي"

كثفت الولايات المتحدة الضغط على حلفائها الغربيين في ما يتصل بشبكات اتصالات الجيل القادم حيث قالت إن الدول التي ستسمح لشركة هواوي بتشييد البنية التحتية للاتصالات لديها قد لا تتمكن من الحصول على معلومات مهمة من واشنطن.

جاء تحذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بعد اجتماعه مع نظيره الألماني هايكو ماس في برلين التي لا تزال تقف صفا واحدا مع بريطانيا وفرنسا في رفض دعوات حظر شركة الاتصالات الصينية المملوكة للدولة من المشاركة في شبكات الجيل الخامس التي يجري تشييدها بالفعل.

وفي أحدث تصعيد للتوتر بين جانبي المحيط الأطلسي بشأن التجارة والأمن قال بومبيو في أول محطة في جولته الأوروبية إنه على الرغم من أن البلدان ستتخذ "قرارا سياديا" بشأن المعدات التي ستستخدمها فإن هذا القرار ستكون له تبعاته.

وقال خلال مؤتمر صحفي: "(هناك) احتمال أننا قد نضطر لتغيير مسلكنا إذ إنه من غير الممكن السماح لبيانات بشأن المواطنين أو الأمن القومي أن تمر عبر شبكات لا نثق بها".

وحث بومبيو بريطانيا هذا الشهر على عدم استخدام تكنولوجيا هواوي في بناء شبكات الجيل الخامس الجديدة بسبب مخاوف من أنها قد تكون وسيلة للصينيين للتجسس.

وردا على تعليقات مماثلة بشأن هواوي لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس في كندا أمس الخميس، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة لم تثبت بعد أن منتجات هواوي تمثل خطرا أمنيا.

اقرأ أيضا: "هواوي" تبدأ مقاضاة إدارة ترامب لشطبها من القائمة السوداء

وقال غنغ شوانغ: "نأمل أن تتمكن الولايات المتحدة من إيقاف هذه التصرفات الخاطئة التي لا تتناسب على الإطلاق مع وضعها ومكانتها كدولة كبرى".

من جهة أخرى هاجمت الصينُ الولايات المتحدة الأمريكية واتهمتها بـ"الكذب"بشأن الآثار المترتبة على فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات التجارية الصينية.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تصريحات مكررة خلال الأيام القليلة الماضية، إن حرب الرسوم الجمركية تحمل "أثرا مدمّرا" على اقتصاد الصين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غنغ شوانغ خلال مؤتمر صحفي دوري، إن "الجانب الأمريكي أدلى بتصريحات كاذبة لا مرة ولا مرتين، وفي كل مرة تكشفهم الصين في الوقت المناسب، لكن الولايات المتحدة تبدو دؤوبة وحتى مهووسة وتواصل تكرار هذه الأكاذيب".

 وفي تطور جديد، أعلنت الصين الجمعة أنها ستضع قائمة سوداء للأفراد والشركات الأجنبية "غير الموثوق بها" في تصعيد جديد في حربها التجارية مع الولايات المتحدة.

وتأتي الخطوة بعد أسبوعين من إدراج وزارة التجارة الأمريكية لمجموعة هواوي الصينية العملاقة على ما يسمى "قائمة الكيانات"، وهو ما يعني منعها من الحصول على مكونات أمريكية الصنع لمنتجاتها، لكنها منحتها مهلة 90 يوما قبل بدء تطبيق الحظر.

وعلى إثر القرار، أعلنت سلسلة شركات أمريكية أنها ستتوقف عن التعامل تجاريا مع هواوي بينما تنظر شركات أجنبية في مسألة ما إذا كان القرار ينطبق على تعاملاتها مع المجموعة الصينية.