أثار المسلسل الدرامي "شتاء 2016"، الذي يُعرض حاليا على قناة "مكملين" الفضائية، ردود فعل إيجابية بين جمهور مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر كثير من المتابعين أن أهمية المسلسل تكمن بالدرجة الأولى في تقديمه لقضية هامة بكل جرأة، على عكس ما تقدّمه الدراما الرمضانية هذا العام، ووقوعها تحت سيطرة الأجهزة الأمنية في مصر.
حقق المسلسل نسب مشاهدات عالية على منصّات التواصل الاجتماعي حتى الآن، وقد تجاوزت تلك المشاهدات على موقعي "يوتيوب" و"فيسبوك" ستة ملايين مشاهدة حتى الآن، في حين بلغت أعداد المتفاعلين مع حلقات المسلسل نحو 15 مليون متابع.
يُعد المسلسل الإنتاج الدرامي المصري الأضخم في تركيا، وبرغم الصعوبات الإنتاجية إلا أن صنّاعه بذلوا -بحسب مراقبين- جهدا في تقديم حالة درامية غير تقليدية على الشاشة الرمضانية، لا تخضع لتحكمات السوق الفنية من ناحية، ولا لتوجيه الأجهزة الأمنية من ناحية أخرى، وهو كذلك يحمل جرعة عالية من الحرية والجرأة غير المسبوقة، واشتباك مع الواقع السياسي المصري بكل تعقيداته الحالية.
يقوم ببطولة المسلسل الفنان هشام عبدالحميد في أول عمل درامي له في تركيا، ويشاركه البطولة كل من الفنان هشام عبدالله والفنان محمد شومان، والفنان المصري الأمريكي "سيد بدرية"، بالإضافة إلى الفنان السوري همام حوت، والفنانة التونسية ريم جبنون.
كما يشارك في بطولة المسلسل عدد من الوجوه الشابّة، من بينهم أسامة صلاح، وعبدالرحمن الشافعي، وعمرو مسعد، وصلاح عبدالله، وعلي رزق، ومحمد عبداللطيف، وإسلام علي.
يقول الفنان "هشام عبدالحميد" عن عمله الدرامي الأول منذ خروجه من مصر قبل ثلاثة أعوام، إنه كان متحمسا للغاية للمشاركة في هذا المسلسل الذي يؤسس لسوق درامية جديدة بعيدة عن يد الأجهزة الأمنية.
وأكد أن المسلسل يشتبك مع واقع سياسي بات مؤثرا بشكل غير مسبوق على الحالة الفنية، ويتدخل في تلك الصناعة الضخمة، ما أثر عليها بالسلب كثيرا، واعتبر أهمية المسلسل في كونه يفتح بابا لمزيد من الأعمال الدرامية التي ستجذب الجمهور المتعطش لأعمال فنية حقيقية تتماس مع واقعه وأزماته.
وتدور أحداث المسلسل حول قصة مجموعة من الشباب المصري الذي يقرر الهرب من مصر عبر الصحراء المصرية السودانية، وذلك بعد ملاحقة الأجهزة الأمنية لهم على أعقاب نشاطهم السياسي.
ويناقش المسلسل المستوحى من تجارب حقيقية مساحات مختلفة لم تتطرق لها الدراما المصرية، إذ يلقي الضوء على نتائج ما أصاب شرائح واسعة من المجتمع المصري عقب الثورة ومن بعدها الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، وكيف توحشّت الأجهزة الأمنية المصرية منذ ذلك الحين حتى بات ملايين المصريين مطاردين.
يقوم الفنان هشام عبدالحميد بدور "عامر"، واسم شهرته "جورباتشوف"، وهو مهرّب قديم، تتسم شخصيته بالحيطة والذكاء وعدم الثقة في الآخرين، وتعطي الحلقات الأولى من المسلسل انطباعا عنه بأنه قاس وحاد، إلا أن بمرور الحلقات تتكشف جوانب أخرى إنسانية في شخصيته، وتكشف أبعادا أخرى.
"جورباتشوف" يعمل تحت إمرة "الطحاوي" المهرّب الكبير ذي النفوذ والعلاقات الواسعة مع شخصيات نافذة، أما "الطحاوي" فيتعاون مع رجل آخر أكثر نفوذا والملقب بـ"الباشا"، ويقوم بدوره الفنان محمد شومان.
مع هؤلاء يشتبك في صراعهم الدرامي "عم الطريق"، وهو الرجل الذي لديه أتباع كثر، ويعلم خفايا الصحراء ودروبها السريّة.
ويشارك الشباب الهارب رحلة هروبهم ضابط شرطة لديه ماض سيئ في جهاز الداخلية، وقد قرر الهرب هو الآخر بعد صدام مع الجهاز الأمني تتكشف ملامحه حلقة تلو أخرى، ويلعب دوره الفنان "هشام عبدالله".
أما الشباب الهارب فهم مختلفون في انتماءاتهم، فهناك الطبيب المطارد لدوره في المستشفى الميداني أيام الثورة وما تلاها من أحداث، وهناك المهندس الذي له نشاط سياسي هو الآخر منذ الثورة، وهناك الصحفية التي هرب زوجها فجأة وتحاول الوصول إليه.
وكذلك الشاب الصعيدي الذي تم تصفية صديق له على يد رجال الشرطة، وهناك الفلاح الشاب الذي لا يوجد له اشتباك بالواقع السياسي، إلا أن وضعه الاقتصادي الصعب هو ما دفعه للهروب.
تلتقي كل تلك الشخصيات المتناقضة حينا والمتوافقة حينا في رحلة هروب صعبة، يطاردون من الأجهزة الأمنية من ناحية، ومن آخرين غامضين من ناحية أخرى، وهم كذلك جزء من عملية تهريب كبرى متورط فيها رجال نافذين، وتتكشف خلال تلك الرحلة الشاقّة في ماضيهم وشخصياتهم جوانب إنسانية عميقة، وتعكس شرخا أصاب شرائح واسعة من المجتمع في السنوات الأخيرة.
المسلسل من تأليف "إبراهيم حسن كرم الله"، وإخراج أحمد أبو الفتوح، وهو من إنتاج شركة AtoZ ويعرض حصريا على قناة "مكملين".
في وداع "قيامة أرطغرل".. تفاعل كبير بآخر حلقاته (شاهد)
دراما المعارضة المصرية تتفوق على دراما النظام لهذه الأسباب
حلا شيحة: لهذا عدت إلى التمثيل.. تحدثت عن طليقها (شاهد)