أجرت الصحفية الكويتية، فجر السعيد، لقاءً
مطولا مع الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، نشر في جريدة الأنباء الكويتية،
تحدث فيه عن عدة محطات فاصلة في تاريخ المنطقة العربية وصولا إلى الأوضاع السياسية
الحالية.
وبدأ مبارك حديثة عن زيارة الرئيس المصري
الأسبق أنور السادات، إلى إسرائيل، والعلاقات العربية التي تقطعت بعد ذلك، مشيرا
إلى أن السادات عندما أعلن أنه مستعد للذهاب إلى إسرائيل، صفق ياسر عرفات له،
بينما رفضت سوريا، مؤكدا أن التاريخ أثبت صحة رؤية السادات.
وأشار إلى أنه عندما تولى السلطة لاحقا حافظ
على اتصالات غير رسمية مع عدد من الدول العربية رغم قطعها رسميا، وحضر جنازة الملك
خالد بن عبدالعزيز، وساعد العراق في الحرب ضد إيران رغم انقطاع العلاقات، وحضر
القمة الإسلامية في الكويت، وإن الشيخ زايد دعاه لزيارة الإمارات رغم انقطاع
العلاقة رسميا، ثم توالت بعد ذلك عودة العلاقات العربية المصرية.
ونفى أن تكون مصر قدمت تنازلات في علاقتها
بإسرائيل، وإن موقف مصر كان استراتيجيا لا عودة فيه، دون التخلي عن خدمة القضايا
العربية ومن بينها القضية الفلسطينية.
وتحدث مبارك عن فكرة إنشاء مجلس للتعاون العربي
أسوة بمجلس التعاون الخليجي، وقال إن الأردن عرض تجمعا يضم اليمن، لكن مبارك خشي
أن تفهم السعودية أن التجمع مضاد لها، ورفض فكرة للرئيس اليمني السابق علي صالح،
وملك الأردن حسين بن طلال، بتبادل قوات عسكرية، فرفض مبارك أيضا لأن لديه معاهدة
سلام مع إسرائيل، لكنه رحب بتعاون اقتصادي.
وعن علاقة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين،
بدول الخليج، قال مبارك إنه كان يرى أن الكويت والإمارات لم تدعماه في حربه ضد
إيران، وكانتا تخفضان سعر البترول بما يضر العراق.
وعن غزو الكويت، قال مبارك إن "صدام استمر
يصعد في لهجته إلى أن جاءت معلومات مؤكدة في أواخر شهر يوليو بأن العراق حشد قوات
على الحدود وأنها لم تبدُ من حجمها وتمركزها أنها قوات دفاعية.. طبعا كنت على
تواصل مستمر مع دول الخليج وتحديدا السعودية والكويت والإمارات.. وقررت على الفور
زيارة العراق عشان أقعد مع صدام ونهدي الأمور".
اقرأ أيضا: بذكرى العاشر من رمضان.. كيف تغيرت صورة المقاتل المصري؟
وتابع بأنه عندما حدث الغزو كان في برج العربي،
وأن مكتبه أيقظه من النوم وأبلغه بأن القوات العراقية دخلت الكويت، وقال: "لم
أكن أتخيل أن صدام يقدم على هذا العمل، دولة عربية تعتدي وتحتل دولة عربية أخرى
ذات سيادة وتضمها لها.. كلام مش معقول.. كان أقصى تصور لدى البعض أن تحصل مناوشات
على الحدود عند آبار البترول، لكن اعتداء واحتلال وضم الكويت للعراق.. غير معقول".
وتابع: "قررت يوم 8 أغسطس الدعوة لقمة
عربية عاجلة محذرا من خطورة الوضع.. وعقدت القمة بالفعل تاني يوم على طول.. وشهدت
القمة تراشقات ومحاولات لإفشالها بكل الطرق.. السعودية كانت عايزة قرار يمكنها من
دعوة قوات أجنبية لحمايتها وتحرير الكويت.. القوات العربية لم تكن مشكلة لأن احنا
عندنا اتفاقية الدفاع العربي المشترك.. وأنا لاحقا أخذت موافقة البرلمان وأرسلت
قوات مصرية للسعودية والإمارات".
وأضاف: "الرئيس الأميركي بوش أبلغني
تلفونيا فجر يوم 16 كانون الثاني/ يناير أنه سيوجه خطابا للشعب الأميركي يعلن فيه
بدء تحرير الكويت.. ده كان حوالي ساعة قبل إلقاء بيانه وبدأ الضربة الجوية".
وعن القضية الفلسطينية، قال مبارك إنه يسميها
"قضية الفرص الضائعة"، مشيرا إلى عدد من الفرص التي أتيحت لحل القضية،
وصولا إلى سيطرة حماس على قطاع غزة، والانقسام الفلسطيني، مؤكدا أن إسرائيل
كانت تحاول دائما فصل الضفة عن غزة، وأن نتنياهو يريد سلاما مجانيا ولا يريد تنفيذ
انسحاب من الأراضي المحتلة.
وحول صفقة القرن، قال إنها مجرد كلام، وتسريبات
غير مؤكدة، لكن هنالك مقدمات غير مطمئنة، مثل "نقل السفارة الأميركية للقدس
وإعلان إسرائيل ضم الجولان واعتراف أميركا بذلك وكمان التوسع المستمر في
المستوطنات في الأراضي المحتلة".
وتابع: "نتنياهو أنا أعرفه جيدا.. وهو
أيضا يعرفني ويعرف صراحتي معه جيدا.. هو لا يرغب في حل الدولتين.. هو لا يؤمن
بمبدأ الأرض مقابل السلام.. هو يريد فصل غزة عن الضفة.. وهو كان كلمني في الموضوع
ده لما زارني في أواخر 2010.. وقالي إذا كان ممكن الفلسطينيين في غزة يخدوا جزء من
الشريط الحدودي في سيناء.. قلت له انسى.. ما تفتحش معايا الموضوع ده تاني.. حنحارب
بعض تاني.. فقال لي لأ خلاص وانتهى الحديث".
وعن التهديد الإيراني، قال إنه لا ينكر أن
إيران تسعى للتغلغل في المنطقة، وإنها تهدد الأمن العربي القومي، وإن تهديدها
للخليج لا يمكن السكوت عليه، لكن في نفس الوقت، "أطماع إسرائيل أيضا واضحة
بالذات في ظل الحكومة الحالية، فلا بد من التعامل مع الموضوعين بحيث لا يطغى موضوع
منهما على الآخر".
وعن الدورين الروسي والأمريكي في المنطقة، قال
مبارك إنه يعرف بوتين جيدا، وإنه يعمل على استعادة الدور الروسي في العالم والشرق
الأوسط، أما الرئيس الأمريكي، فإنه لا يعرفه جيدا، لكنها إدارة غير تقليدية خصوصا
تجاه الشرق الوسط، ومشاكل المنطقة.
السلطة الفلسطينية ترد على مؤتمر البحرين لإطلاق صفقة القرن
علاء مبارك يتساءل عن صفقة القرن.. كيف تفاعل نشطاء؟
البرادعي يستشرف نتائج سياسة واشنطن تجاه فلسطين وإيران