بات تحالف السعودية والإمارات العسكري مرتهناً لنمط مستهجن من الحروب، وهو ذلك الذي يهدف في الغالب إلى الترويع، والذي يرقى إلى الأعمال الإرهابية.
الأمر هنا لا يتوقف على القصف الخاطئ عبر الطيران الحربي، كالذي استهدف أحد أحياء صنعاء فجر الخميس الماضي، ولكنه يتعداه إلى أشكال أخرى من الترويع الذي يمارسه التحالف على الأرض مباشرة، أو عبر أدواته في شكل اعتقالات وتعذيب واغتيالات، مضاف إليها الدعم المباشر لأكثر الخيارات سوءا في ما يتعلق بمستقبل اليمن.
لكن هذا التحالف الذي جاء لدعم السلطة الشرعية يدرك (وربما لا يدرك) أنه بهذا النمط من الحروب الانتقائية والاستعلائية معاً؛ إنما يرسخ نفوذ الحوثيين، ويشرعن لدولة الأمر الواقع التي أسسوها في صنعاء.
بهذا النمط من الحروب الانتقائية والاستعلائية معاً؛ إنما يرسخ نفوذ الحوثيين، ويشرعن لدولة الأمر الواقع التي أسسوها في صنعاء
إحدى الضربات العديدة التي نفذها التحالف في اليمن خلال السنوات الماضية من زمن الحرب، استهدفت فجر الخميس الماضي حياً مكتظاً بالسكان وسط المدينة، يعرف بحي الرباط. والنتيجة أن عائلة مكونة من ستة أفراد قتلوا وجرح العشرات، ولم يتبين أن الهدف كان ثميناً أو أنه استحق هذا العدد من الضحايا المدنيين.
لا ينتظر سكان صنعاء أو أي مدينة وقرية أخرى في اليمن؛ من هذا التحالف أن يواصل ترويع أطفالهم بهجمات جوية تستغل سيطرته على أجواء البلاد وبرها وبحرها، فيما الحرب بكل جبروتها أبعد ما تكون عن إلحاق الأذى الجوهري بقدرات الحوثيين، وبمشروعهم السياسي الخطير والمدمر.
يقول هذا التحالف إنه يستهدف تحييد قدرة الحوثيين على إطلاق صواريخ أو طيران مسير باتجاه السعودية. وهذا استفزاز يفترض أن يوقظ الحكومة الشرعية من سباتها، وأن يدفعها على الأقل للملمة أشلاء الكرامة المهدرة في الرياض، لكي تقول لهذا التحالف: لا يمكن لهذه الحرب المفتوحة أن تستمر وتحدث كل هذا الخراب؛ لنصل إلى هذه النتيجة الأنانية والغبية، وهي تحييد قدرة الحوثيين لكن مع الإبقاء على دولتهم راسخة في الجزء المأهول بالسكان من البلاد.
استفزاز يفترض أن يوقظ الحكومة الشرعية من سباتها، وأن يدفعها على الأقل للملمة أشلاء الكرامة المهدرة في الرياض
السعودية لا يبدو أنها ما تزال متحمسة لتحقيق هدف إزاحة الحوثيين من المشهد وإعادة السلطة الشرعية الحالية؛ لإدارة البلد وقيادته ضمن مرحلة انتقالية تنتهي إلى انتخابات حرة يشارك فيها جميع اليمنيين
الرداءة الراهنة وخطرها على سلامة العرب العقلية
مهددات الانسحاب الأحادي الجانب من موانئ الحديدة
عودة المواجهة مع عبث التحالف في اليمن