حذّر خبير أمني جزائري من أن السلطات الجزائرية قد تلجأ لمحاولة جر قادة الحراك إلى المربع الأمني، من خلال اختراق التحركات الشعبية السلمية والعمل على دفعها إلى العنف.
ورأى الخبير الأمني الجزائري المنشق عن النظام كريم مولاي، في حديث مع "عربي21"، أن "الخطوات التي اتخذها قائد الأركان قايد صالح، سواء لجهة دعمه للرئاسة المؤقتة لعبد القادر بن صالح أو لحكومة نورالدين بدوي، أو اعتقاله لشقيق ومستشار الرئيس السابق، والجنرالين توفيق وطرطاق، رئيسي جهاز المخابرات السابقين، ليست إلا فصلا من فصول صراع الأجنحة على السلطة، ولا علاقة لها من قريب أو من بعيد بتحقيق أهداف الحراك".
وأشار مولاي، إلى أنه تبين بالملموس، أن "أمر الاعتقالات لم يكن إلا ردا على المحاولة الانقلابية الفاشلة، التي كان السعيد يخطط لها على قيادة الجيش قبل أن يكتشف أمرها".
لكن مولاي، أشار إلى أن "قدرة القايد صالح على حسم معركته مع جناح السعيد بوتفليقة والجنرالين توفيق وطرطاق، ليست مضمونة ولا مأمونة العواقب".
وقال: "علينا أن نتذكر أن الجنرالين التوفيق وطرطاق، كلاهما ليس فقط على دراية وعلاقات وطيدة بأجهزة الدولة العميقة، وإنما أيضا لهما أذرع اقتصادية وإعلامية معروفة وعلاقات دولية أيضا قوية، وهو ما سيجعل أي مواجهة معهما مكلفة".
واعتبر مولاي، أنه ولهذا السبب فإن "سيناريو التصعيد الأمني في مواجهة المتظاهرين يبدو مستبعدا، بالنظر إلى أن مطلب التغيير أصبح مطلب غالبية الشعب، ولأن أي تصعيد أمني لن يزيد الأوضاع إلا تعقيدا"، على حد تعبيره.
ونظم الطلبة الجامعيون، في الجزائر اليوم الثلاثاء، تجمعا أمام ساحة البريد المركزي رددوا خلاله الشعارات المناهضة للنظام القائم، مبدين عزمهم على مواصلة الإحتجاج حتى تحقيق جميع المطالب.
ووفق الإذاعة الجزائرية، فقد شهدت أغلب جامعات الوطن توقفا عن الدراسة بسبب الإضراب المتواصل منذ بدء الحراك الشعبي، مشيرة إلى أن الطلبة ليسوا في وارد التوقف عن إضرابهم رغم أن شبح السنة البيضاء يلوح في الأفق حيث اعتبر كثير منهم أن "سنة بيضاء أفضل من مستقبل أسود".
ورفضت أحزاب المعارضة الجزائرية أمس الاثنين خطاب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الذي أكد فيه أن الحل الأمثل للأزمة هو تنظيم انتخابات رئاسية في آجالها (4 تموز / يوليو المقبل)، مستنكرة تمسكه بهذا الموعد الانتخابي الذي قالت بأنه سيرهن مصير الوطن ويعيده إلى الاستعباد والشمولية، في حين ترى أحزاب أخرى أن قضية التأجيل ليست بيد ابن صالح.
إقرأ أيضا: تظاهرات طلابية بالجزائر: "لن نصوم عن الحراك الشعبي"