نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، أعده كل من ديون نيسباوم ووارن ستروبل، يقولان فيه إن المتمردين في الشرق الأوسط دخلوا "عصر حروب الدرون".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الحوثيين في اليمن كثفوا من هجمات استخدموا فيها طائرات دون طيار بكفاءة ودقة عالية، أكثر مما اعترفت به الولايات المتحدة وحلفاؤها دول الخليج، لافتا إلى أن هذا الأمر يكشف عن المخاطر التي باتت تشكلها التكنولوجيا الجاهزة للولايات المتحدة وحلفائها.
ويلفت الكاتبان إلى أن طائرة دون طيار ضربت مصفاة البترول التابعة لشركة "أرامكو" خارج الرياض في تموز/ يوليو، وفي الشهر ذاته، تجنب صاروخ حوثي الدفاعات الإماراتية، وانفجر في مطار أبو ظبي الدولي.
وتذكر الصحيفة أن الهجوم دمر شاحنة، وأدى إلى تأخير بعض الطائرات، وكان الهجوم جريئا لدرجة أنه أثار قلق الحكومة الإماراتية، التي أنكرت وقوعه، وهو موقف دعمته الولايات المتحدة، بحسب مسؤول أمريكي سابق، مشيرة إلى أن المسؤولين السعوديين نفوا علانية مزاعم الحوثيين بأنهم استهدفوا المصفاة النفطية، التي تعرضت لضرر محدود.
ويفيد التقرير بأن الحوثيين، الذين نظر إليهم على أنهم أعداء ورجعيون قبليون، شنوا حوالي 140 هجوما بطائرات دون طيار، مشيرا إلى أن التكنولوجيا تطورت من طائرات استطلاع بدائية مصنوعة من مروحيات تعمل على الطاقة إلى طائرات كبيرة ومجسمة، أطلق عليها محققو الأمم المتحدة "يوإي في- إكس"، وتستطيع التحليق على مدى 900 ميل، وبسرعة 150 ميلا في الساعة، ما يعني أن معظم دول الخليج، وبينها السعودية والإمارات، تقع في مداها.
ويورد الكاتبان نقلا عن إدارة دونالد ترامب والمسؤولين السعوديين، قولهم إن إيران حققت تقدما سريعا في هذا المجال وفي دعم الحوثيين، مع أن المراقبين يتساءلون عن دور إيران والمساعدات التي قدمتها للمتمردين، وهو ما تنفيه إيران.
وتقول الصحيفة إن هجوما آخر، اعترف الجميع بحدوثه، استهدفت فيه طائرة دون طيار استعراضا عسكريا للحكومة اليمنية، وقتل فيه ستة جنود، منهم ضابط بارز، وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي استخدم فيها الحوثيون طائرة دون طيار، أو "يو إي في" لاغتيال مسؤول حكومي.
ويجد التقرير أن الهجوم يكشف عن الطريقة السهلة التي يمكن من خلالها تزويد الطائرات المسيرة بالسلاح، خاصة أن التكنولوجيا متوفرة، ومن السهل الحصول عليها، مشيرا إلى قول الخبراء إن لديها القدرة على تغيير طبيعة النزاعات العالمية.
وينوه الكاتبان إلى أن الحوثيين أظهروا براعة في استخدام الطائرات دون طيار، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تقول إنهم يحصلون على دعم إيراني، ويقاتلون جماعات مسلحة ومن يقومون بشن حملة غارات جوية سعودية تدعمها أمريكا.
وتبين الصحيفة أن الغارات باستخدام طائرات دون طيار أدت إلى نقاش في واشنطن حول الدعم الذي قدمته إيران للتمرد اليمني، رغم كونها هدفا للعقوبات الأمريكية المشددة؛ بسبب مساعدتها للمليشيات المسلحة في الشرق الأوسط.
وينقل التقرير عن مسؤول دفاعي أمريكي، قوله: "زاد الدعم العسكري الإيراني للحوثيين من قوة ومدى أنظمتهم، ما أدى إلى تهديد واسع للقوات السعودية والإماراتية"، فيما قال مسؤول دفاعي ثان إن المخابرات الأمريكية توصلت إلى أن برنامج طائرات الدرون محلي، ولا يحتاج الحوثيون لأي مساعدة خارجية.
ويشير الكاتبان إلى أن أحجام الدرون تتراوح من تلك التي يستخدمها الجيش الأمريكي إلى الألعاب التي توجد عادة في مراكز التسوق، لافتين إلى أن تجربة الحوثيين تكشف عن إمكانية تهريب التكنولوجيا بعد شرائها إلى مناطقهم، ويتم بعد ذلك تركيب السلاح عليها.
وتقول الصحيفة إن السعوديين والإماراتيين يحاولون تحييد الخطر، من خلال استهداف المغاور التي يتم فيها تجميع الطائرات دون طيار، ورد الحوثيون من خلال تكثيف الحملات، فيما اعترضت الدفاعات السعودية في الأسابيع الماضية 17 طائرة مسيرة للحوثيين، مشيرة إلى أن الحوثيين عادة ما يحتفلون بالضربات التي يوجهونها للمدن السعودية والإماراتية.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول أمريكي، قولهم إن السعوديين والإماراتيين يستثمرون مبالغ ضخمة في تكنولوجيا مكافحة الطائرات دون طيار، إلا أن سهولة بناء هذه التكنولوجيا والحصول تجاريا عليها تظل تحديا لهذه الجهود.
وينقل الكاتبان عن المسؤولين الأمريكيين وفي الأمم المتحدة، قولهم إن الحوثيين عادة ما يصنعون الطائرات في اليمن، وهم بحاجة لتهريب القطع التي تشغلها، مثل المحركات القوية وأنظمة السلاح، مشيرين إلى أن السعوديين والأمريكيين يتهمون إيران بتدريب الحوثيين على الطائرات دون طيار.
وتلفت الصحيفة إلى أن محققي الأمم المتحدة عثروا داخل طائرة دون طيار على محركات مصنعة في اليابان والصين والولايات المتحدة وألمانيا، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن قلقهم من أثر طائرات الحوثيين على حركة الملاحة التجارية والسفن العسكرية في المنطقة.
وينقل التقرير عن مسؤول بارز في إدارة ترامب، قوله: "يفهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة الأثر العنيف المزعزع للاستقرار لما يقوم به الحوثيون، حلفاء إيران في اليمن، وهناك الكثيرون لا يتعاملون مع هذا التهديد بجدية كافية".
ويقول الكاتبان إن الهجمات بالطائرات دون طيار تأتي بعد إطلاق صاروخي ناجح، للصواريخ التي سقطت في السعودية والإمارات، وبلغ عدد ما أطلق من صواريخ باليستية خلال الحرب 225 صاروخا، بما فيها على الرياض، وكان آخر صاروخ باليستي في 2018، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وعمان عملت على خنق طرق التهريب للصواريخ الباليستية.
وتقول الصحيفة إن طائرات دون طيار عادة ما تصنع من القطع التجارية المتوفرة، التي وفرت للحوثيين بديلا عن الصواريخ الباليستية، لافتة إلى أن الحوثيون بدأوا في عام 2015 باستخدام طائرات بمحركات للرقابة، وتحولوا في عام 2017 لاستخدام طائرات مسيرة أفضل، وبدأوا في الوقت ذاته بتسيير قوارب تحرك بـ"الريموت كونترول"؛ لاستهداف السفن قرب شواطئ اليمن.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى قول مدير "ريد سيكس سوليوشنز" في واشنطن، سكوت كرينو: "زادت الكفاءة سريعا"، واستهدفوا بالإضافة إلى مطار أبو ظبي، دبي، لكن المسؤولين الإماراتيين امتنعوا عن التعليق.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
لوب لوغ: كيف يعيق تحيز الغرب في اليمن جهود السلام؟
تقرير سري يكشف "تبعية" الرياض وأبوظبي للأسلحة الأمريكية
الغارديان: بريطانيا دربت عسكريين سعوديين بعد حرب اليمن