نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لكل من آن غيران وجون واغنر، يقولان فيه إن الزيارة الرسمية التي وعد بها الرئيس ترامب قبل أكثر من عامين ستتم قريبا في بداية حزيران/ يونيو، مع أن السبب الرئيسي للتأخير -الفوضى بسبب البريكسيت ومعارضة الزيارة من سكان لندن- لم يتغير.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن كلا من قصر بكنغهام والبيت الأبيض أعلنا يوم الثلاثاء أن الرئيس ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب سيقومان بزيارة إلى بريطانيا لثلاثة أيام، في أوائل حزيران/ يونيو، لافتا إلى أن الزيارات الرسمية عادة ما تتضمن مأدبة مع الملكة، وموكبا رسميا في لندن باستخدام عربة تجرها الأحصنة.
ويورد الكاتبان نقلا عن بيان من البيت الأبيض، قوله: "هذه الزيارة الرسمية ستؤكد العلاقة الخاصة والراسخة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
وتنقل الصحيفة عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، قولها في بيان لها، بأن هذه الزيارة ستكون "فرصة لتقوية علاقاتنا الحميمة أصلا في الجوانب مثل التجارة والاستثمار والأمن والدفاع، ولمناقشة كيف يمكن البناء على هذه الروابط في السنوات القادمة".
ويلفت التقرير إلى أن الملكة إليزابيث الثانية، التي حكمت بريطانيا منذ عام 1952، لم تستقبل سوى رئيسين أمريكيين، هما جورج بوش الابن وباراك أوباما.
ويفيد الكاتبان بأن هذه الزيارة تأتي بعد ما وصفت بـ"زيارة عمل" إلى بريطانيا في شهر تموز/ يوليو الماضي، التي شهدت احتجاجا شارك فيه عشرات الآلاف من المتظاهرين، قاموا خلاله بإطلاق بالون يصور ترامب على أنه رضيع يلبس حفاظة.
وتنوه الصحيفة إلى أن هذه الزيارة تأتي وسط علاقة متوترة بين ترامب وماي، حيث نشرت الصحف البريطانية عشية زيارة ترامب العام الماضي أقوالا لترامب ينتقد فيها مقاربة ماي لبريكسيت، وهدد بقلب العلاقات التجارية بين أمريكا وبريطانيا، مشيرة إلى أن ترامب والمرتبطين به ظلوا يدعمون البريكسيت هذا العام، وفي الوقت ذاته يلمحون إلى أن ماي فشلت في هذا الأمر.
ويشير التقرير إلى أن "وضع ماي السياسي يمر في مرحلة خطرة، ومع أن بيان البيت الأبيض قال إن ترامب سيلتقيها خلال الزيارة، إلا أنه ليس من الواضح إن كانت ستكون لا تزال رئيسة للوزراء حينها".
ويقول الكاتبان إن ماي وعدت بالدعوة ابتداء بعد تنصيب ترامب بفترة قصيرة، في كانون الثاني/ يناير 2017، وتم انتقاد عرضها هذا في بلدها، بالإضافة إلى أنه تم انتقاد الصورة التي أخذتها معه ممسكة بيده عندما زارته بصفتها أول زعيم أجنبي يزوره بعد تنصيبه.
وتلفت الصحيفة إلى أنه تم تأجيل الزيارة الرسمية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي طالت إجراءاته، والذي شغل ماي، وبسبب قلق مستشاري كل من الزعيمين حول الاستقبال البارد الذي سيقابله ترامب في بريطانيا.
وبحسب التقرير، فإن نسبة معارضة ترامب بين البريطانيين بقيت أكثر من 70% في الاستطلاعات كلها منذ بروزه بصفته مرشحا للحزب الجمهوري عام 2016، مع أن بعض أكثر الناس تحمسا للخروج من الاتحاد الأوروبي ينظرون إليه على أنه حليف.
وينقل الكاتبان عن عمدة لندن، صديق خان، قوله لـ"بي بي سي" يوم الثلاثاء: "أعتقد أنه ستكون هناك احتجاجات.. فأعتقد أن الشخص لا يحتاج أن يكون عرافا حتى يتوقع أن تكون هناك احتجاجات، فكثير من الأشياء التي قالها هذا الرئيس يجدها الناس مرفوضة"، وأشار بالذات إلى "تضخيم" ترامب لآرائه العنصرية، واستفراده بالمسلمين.
وتنوه الصحيفة إلى أن ترامب انتقد في كل بريطانيا ومن ماي علنا، عندما أعاد نشر فيديو معاد للمسلمين على "تويتر" كان قد نشره يميني بريطاني متطرف، مشيرة إلى أن خان، وهو مسلم وناقد لترامب، دعا لأن تكون الاحتجاجات سلمية وملتزمة بالقانون، وقد أعلنت مجموعة تدعو نفسها "معا ضد ترامب" عن مظاهرة في لندن في 4 حزيران/ يونيو.
ويذكر التقرير أن المتحدثة باسم حزب العمال المعارض في الشؤون الخارجية إميلي ثورنبري، انتقدت الزيارة المزمعة، وقالت ثورنبري: "هذا رئيس هاجم بطريقة ممنهجة القيم المشتركة التي توحد بلدينا، وما لم تقف ماي أخيرا في وجهه وتعارض ذلك التصرف، فإنه لا يحق لها أن تنفق أموال دافعي الضرائب على تكاليف الاحتفالات الرسمية وعمليات الشرطة التي ستتسبب بها هذه الزيارة".
ويورد الكاتبان نقلا عن رئيس حملة نزع الأسلحة النووية، وهي مجموعة مقرها في بريطانيا، ديف ويب، قوله إن دعوة ترامب لزيارة رسمية صادمة، وأضاف ويب في بيان لـ"واشنطن بوست": "لماذا تحاول تيريزا ماي أن تطبع تصرفات رجل يهدد بشكل عابر بشن حرب نووي، ويمزق الاتفاقيات النووية، وكسر تقاليد التصرف المقبول كلها، بلغته المعادية للنساء، وحظره دخول المهاجرين المسلمين، وإلغائه لاتفاقيات المناخ، وإعادة نشر مواد من اليمين المتطرف هنا في بريطانيا؟" .
وتبين الصحيفة أن ترامب تجنب، بمساعدة ماي والملكة، التعامل المباشر مع الاحتجاجات في لندن العام الماضي، فعقد لقاء رسميا مع ماي في استراحتها الريفية في تشكرز، وزار الملكة في قلعة وينزور، على بعد حوالي 100 ميل من لندن، بالإضافة إلى أنه زار نادي الغولف الخاص به في أسكتلندا.
وينقل التقرير عن المسؤولين البريطانيين، قولهم لمسؤولي الادارة الأمريكية خلال المناقشات حول الزيارة القادمة، بأن ترامب لن يبيت في قصر باكنغهام -كما هي العادة في الزيارات الرسمية- لأن القصر لا يزال تحت الترميم، ولا يتوفر إلا عدد محدود من الغرف، وأجابت الادارة بأن لا مشكلة في ذلك، فبإمكانهم الاكتفاء ببعض الغرف، لكن البريطانيين أوضحوا بأنهم لا يشعرون أن بإمكانهم استقباله بالشكل المناسب بينما يتم ترميم القصر.
ويقول الكاتبان إن الحكومة البريطانية تعمل على ترتيب آخر لسكن لترامب وفريقه، وغالبا ما يقع الخيار على وينفيلد هاوس، وقال مصدر بريطاني كبير بأن عدم مبيت ترامب في قصر بكنغهام ليس ازدراء، وإنما ببساطة قضية لوجستية.
وتفيد الصحيفة بأن "ترامب إن التزم بتقاليد الزيارة الرسمية فإنه سيتجنب مواجهة الاحتجاجات في لندن، كما يخطط ترامب وزوجته حضور مراسم إحياء ذكرى مرور (D-Day) في بورتسموث، البعيدة أيضا عن لندن، وكانت بورتسموث إحدى نقاط مغادرة قوات التحالف الذي ساعد على هزيمة ألمانيا النازية وتحرير أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية".
ويورد التقرير نقلا عن مكتب ماي، قوله إن البلدان التي حاربت مع بريطانيا في العملية العسكرية، بالإضافة إلى ألمانيا، دعيت لحضور الاحتفالات، التي ستتضمن أداء فرق حية وعروضا عسكرية، وإشادات بقوات التحالف التي حاربت في نورماندي في الحرب العالمية الثانية.
وينقل الكاتبان عن رئيس مجلس مدينة بورتسموث، جيرالد فيرنون جاكسون، قوله لـ"بي بي سي"، بأن حضور ترامب سيشكل عبئا على النشاط، وأن الأمن الاضافي بسبب زيارته سيجعل من الأصعب على المحاربين القدامى حضور الحفل.
وأضاف فيرنون جاكسون: "إن كان ترامب في المدينة فسيكون هناك جدل، وستكون هناك احتجاجات.. ولم يكن هذا النشاط مفتوحا في الأصل، لكن الآن سوف يجري خلف حواجز فولاذية".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب سيكون في فرنسا اليوم التالي، حيث سيقابل الرئيس إيمانويل ماكرون، ثم سيافر إلى نورماندي لحضور احتفالات ذكرى مرور 75 عاما على إنزال قوات التحالف في نورماندي يوم D-Day، ويزور مقبرة الجنود الأمريكيين في كوليفيلي-سور-مير.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويورك تايمز: هؤلاء هم ضحايا الطائرات الأمريكية المسيرة
FP: علاقة واشنطن مع الرياض بأسوأ مراحلها.. هل ينقذها ترامب؟
هآرتس: قرار ترامب بشأن الجولان له عواقب وخيمة