تسببت المكالمة التي كشف عنها البيت الأبيض من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع اللواء الليبي، خليفة حفتر بالتزامن مع عدوان الأخير على طرابلس، انتقادات حادة وهجوم من قبل مسؤولين
أمريكيين حالين وسابقين، معتبرين ما حدث تخبط في الإدارة الأمريكية.
واستهجن المنتقدين مكالمة "ترامب" وتوقيتها والتواصل مع شخصية عسكرية تقوم بقصف العاصمة الليبية بالصواريخ وترفض الحلول السياسية وتفشل خطة الأمم المتحدة ومساعيها في تحقيق الاستقرار، معتبرين هذا التواصل الآن تخبط وتناقش مع سياسة الولايات المتحدة.
"إدارة مشتتة"
من جهته، انتقد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، ريتشارد هاس، "سياسة واشنطن تجاه ليبيا، واصفا إياها بسياسة مضللة وأنه "ليس هناك دليل على وجود عملية سياسية بالأساس، وهو ما أنتج فجوة بين الرئيس "ترامب" وإدارته، في ظل غياب أي اتساق بينهما وهو ما يعني سياسة سيئة ووصفة لكارثة منتظرة"، وفق صفحته الرسمية على "تويتر".
في حين، حذر المبعوث الأمريكي السابق إلى ليبيا، جوناثان واينر من الدعم الذي يقدمه "ترامب" للجنرال المتقاعد "حفتر"، موضحا أن الأخير أبلغه سابقا برغبته في حكم ليبيا بمرسوم مؤقت، وأنه يرفض الخضوع لأي سلطة مدنية، أو أي جهة أخرى، حسب تصريحاته.
"جنرال مستبد"
وهاجم رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، آدم شيف دعم الرئيس الأمريكي لمن أسماه "الجنرال المستبد" في ليبيا، خليفة حفتر رغم أن الأخير يهاجم حكومة تدعمها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مؤكدا أن "تصرفات ترامب" تتناقض مع تصريحات إدارته".
اقرأ أيضا: هل تؤثر مكالمة ترامب لحفتر على المشهد في ليبيا؟
وطرح هذا الهجوم على موقف "ترامب"، تساؤلات من قبيل: هل سيتحول الأمر إلى رأي عام في الداخل الأميركي للضغط على الرئيس وإدارته للتخلي عن "حفتر"؟ وهل فعلا المكالمة كانت مدفوعة الأجر؟.
سياسة "ارتجالية"
وبدوره، وصف الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، إدارة ترامب بأنها "تعمل بشكل ارتجالي ودون تنسيق مع بقية الإدارة الأمريكية خاصة إذا قارنا تواصل ترامب مع حفتر بتصريحات وزير خارجيته، مايك بومبيو الذي طالب قوات الأخير بالعودة إلى مواقعها السابقة".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "مكالمة " ترامب – حفتر" تأتي في سياق علاقته الوثيقة بالسعودية والإمارات اللتان صار لهما نفوذ كبير في البيت الأبيض، لكن الكثير من المسؤولين الأمريكيين يخشون التقارب مع "حفتر" بسبب علاقته الوثيقة مع روسيا، وهو في نظر دوائر القرار الأمريكي وخاصة الأمني منها ليس محلّاً للموثوقية أو التعويل عليه"، حسب رأيه.
طلب من "السيسي"
لكن الناشط السياسي الليبي، محمد خليل أشار إلى أن "هذا الاتصال جاء بطلب من "السيسي" أثناء زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، وأن هذا التواصل من قبل "ترامب" لا قيمة له كون الإدارة الأمريكية تعمل كمؤسسات وليست أشخاص".
وأضاف لـ"عربي21" "هذه المؤسسات كالخارجية والبنتاغون وغيرها ستضغط على "ترامب" من أجل السير وفق دعم حكومة الوفاق والابتعاد عن "الانقلابي" حفتر، خصوصا بعد تجريمه رسميا من قبل الحكومة الشرعية في "طرابلس"، على حد تعبيره.
وقال المحلل السياسي، إسماعيل المحيشي إن "سياسة "ترامب" غير واضحة المعالم بخصوص ليبيا، وسيستمر هذا النهج حتى يحدث تغيير جذري في المشهد العسكري على الأرض، مضيفا لـ"عربي21": "ورغم أن استقرار ليبيا سيخدم "واشنطن" إلا أن القضية الليبية ليست من أولويات إدارة ترامب"، كما قال.
اقرأ أيضا: المشري يلتقي أردوغان.. وترامب يهاتف حفتر
نفوذ "إماراتي –سعودي"
وقال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إن "المكالمة ما هي إلا "جبر خاطر" من قبل "ترامب" لحلفائه الإقليميين كالسعودية والإمارات تحديدا، خاصة مع خسارة "حفتر" في مغامرته على "طرابلس" وبحثه عن مواقف خارجية داعمة حتى لو معنويا".
واستبعد أن "يتم تبني موقف أمريكي مساند لحفتر بسبب مكالمة جاءت للاستهلاك الإعلامي فقط، وأتوقع أن تقوم المعارضة الأمريكية لهذا التواصل بمنع "ترامب" من أي دعم معنوي مباشر لحفتر مستقبلا"، حسب تصريحاته لـ"عربي21".
هل تؤثر مكالمة ترامب لحفتر على المشهد في ليبيا؟
هجوم حفتر على طرابلس مغامرة متهورة أم مناورة محسوبة؟
حفتر.. أسير الحرب التشادية الساعي لاحتكار النفوذ بليبيا