هاجم المبعوث الأممي
إلى ليبيا، غسان سلامة لأول مرة اللواء الليبي، خليفة حفتر متهما إياه بأنه يسعى
لتحقيق أهداف "سياسية" واضحة عبر السيطرة على العاصمة
"طرابلس"، وأنه رفض شروط التفاوض مع حكومة الوفاق، وسط تساؤلات عن دلالة
وتداعيات هذا الهجوم الآن.
وأكد
"سلامة" أن "الحكومة المعترف بها دوليا وضعت شرطين للتفاوض، الأول
وقف النار، والثاني عودة حفتر إلى مواقعه قبل بدء القتال في طرابلس، وأن
"حفتر قبل الشرط الأول، ورفض الشرط الثاني، وطالما أن هناك طرف مقتنع أنه
يمكنه الانتصار منفردا فلن نصل لمرحلة التفاوض".
إحراج الحلفاء
وبخصوص دعم وتشجيع
"حفتر" من قبل دول إقليمية ودولية على معركة "طرابلس"، قال
سلامة: "لا أعتقد أنه يحتاج أي تشجيع، وأنه قد يكون فاجأ حلفاءه من الأطراف
الأجنبية بالحرب، لكنهم الآن لا يوجد لديهم خيار سوى البقاء بجانبه"، مشيرا إلى أن "الجانب
الآخر (الوفاق) يحصل أيضا على بعض الدعم من الخارج"، وفق تصريحاته لهيئة
الإذاعة البريطانية "BBC".
وعبر المبعوث الأممي
عن مخاوفه من "احتمال وقوع تدخل أجنبي مباشر في الحرب"، مضيفا: "هذا
سيكون تغييرا كبيرا في قواعد اللعبة، وسيجعل الأمور شديدة الصعوبة، لأنه لو حدث
تدخل أجنبي مباشر في الحرب، فذلك سيؤدي لتدخل مضاد من أطراف أخرى"، حسب كلامه.
دلالة التوقيت
وجاءت هذه التصريحات
في توقيت صعب من حيث الوضع الميداني والعسكري لقوات "حفتر" والتي تشهد
خسائر كبيرة يوميا، ما يطرح تساؤلات حول: هل بدأ "التجييش" دوليا ضد
تحركات "حفتر"؟ وهل التلميح بتدخل أجنبي على الأرض من قبل
"سلامة" سيكون أمرا واقعا قريبا؟
وقال الناشط من الشرق
الليبي، أحمد التواتي إن "سلامة يحاول أن يمارس ضغطا على "المشير"
حفتر لتفادي سيناريو ازدياد رقعة الحرب إلى ما يتجاوز الأطراف الليبية نفسها".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"
أنه "في ظل الحديث على توقيع اتفاقات دفاع مشترك مع تركيا وتطور نوع السلاح
الممنوح من دول داعمة للطرفين قد يجبر دول الطرف الآخر على تعميق تدخلها إلى حد قد
يكون فيه التدخل مباشر وهذا سيعقد المشكلة أكثر ويجعل فرص الوصول إلى الحل ضئيلة"،
حسب وصفه.
اقرأ أيضا: بعد زيارة حفتر.. السيسي يتفقد قاعدة عسكرية قرب الحدود الليبية
وتابع: "من أجل
كل هذا يحاول المبعوث الأممي أن يستبق هذه السيناريوهات بالضغط على الأطراف بل
واتهامها بغية التوقف عن الحرب"، كما قال.
ابتزاز وتصدير أزمة
في حين رأى المدون
الليبي، أنور الشريف أن "سلامة يتحدث في كل مرحلة بلون وليس وفق مبدأ التعاون
في حال الأزمة وأن بعثته طرف محايد، وأغلب تصريحاته تزيد الوضع تعقيدا وبعضها يصب
في خانة الابتزاز وتصدير أزمة عبر فرقعات يطلقها من وقت لآخر".
وتوقع في تصريحه
لـ"عربي21" أن "يجد المجتمع الدولي أرضية جديدة للتفاهم حول المعضلة
الليبية كون الحروب دائما ما تخلق واقعا سياسيا واجتماعيا جديدا، لكن هذه المرة
سيكون الأمر بدون "حفتر"، وأن "الجيش" سيحل محله القوة
العسكرية الصاعدة من الغرب الليبي وستنظم مع القوى العسكرية في الشرق بالشكل
والهيكل المألوف حسب النظم والأعراف العسكرية"، حسب تقديره.
وقالت الناشطة من العاصمة
"طرابلس"، سمية محمود إن "هذه التصريحات مستفزة ومستهترة كون
"سلامة" يتحدث عن الحرب وكأنها صراع بين طرفين بينما هي حقيقة رد اعتداء
غاشم من طرف يقول إنه حارب الاٍرهاب بينما هو الاٍرهاب بعينه وهو مشروع إعادة
ليبيا لحظيرة العسكر".
وأشارت في تصريحات
لـ"عربي21" إلى أن "حقيقة الصراع الآن هو بين قوى أجنبية ومصالح
إقليمية حتى لو كان بأيدي ليبية، وأن الغرب لن يتدخل إلا بعد تيقنهم من فشل مشروع
"حفتر" نهائيا، لذا قد يكونون الآن في طور البحث عن بديل له"، كما
رأت.
سلامة: لا يمكن عقد الملتقى الجامع بليبيا والغارات تُشن
ضربة موجعة لقوات حفتر في الزاوية.. وأسراها بالعشرات (شاهد)
حفتر يسيطر على مدينة قريبة من طرابلس ويهدد بصراع جديد