رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة "السوربون" الفرنسية رئيس المجلس الانتقالي السوري السابق، برهان غليون، أنه لا يمكن المقارنة بين الثورتين السورية والسودانية، ولا بين مسارهما بالنظر إلى اختلاف البيئتين السياسيتين للبلدين.
وقلل غليون في حديث مع
"عربي21"، من المخاوف التي يطلقها البعض من معارضي
ثورات الربيع العربي، من أن هذه الأخيرة جاءت انتقامية، وقال: "المناخ العام لثورات الربيع العربي، هي المساهمة في إنجاز مصالحات وطنية، هذا هو الذي تبشر به الثورات جميعا، ولا أحد من القيادات الثورية العربية له رغبة انتقامية".
وأشار غليون إلى أن "النظام السوري حاول استخدام الورقة الطائفية ردا على شعارات الوحدة والتصالح التي رفعها الثوار، لكنه فشل"، مؤكدا أن "الشعب
السوداني الثائر يستطيع أن يعبر هذه المرحلة من أجل إعادة وحدة الشعب التي مزقها النظام السابق، ليس لأنه إسلامي وإنما لأنه دكتاتوري استبدادي".
وشدّد غليون على أن "الثورات العربية المتنامية في كل العالم العربي، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الشعوب العربية نضجت وترغب في المشاركة في تقرير مصيرها وعدم ترك أمرها بيد عصابات فاسدة".
وحول النجاحات التي حققتها الثورة السودانية بالقياس إلى الثورة السورية، قال غليون: "لا يوجد هنالك مجال للمقارنة، بالنظر إلى التباين في الظروف الجيوبوليتيكية، فالنظام السوري نظام مختلف تماما عن النظام السودان، نظامنا نظام إبادة جماعية، لا علاقة له بالشعب، بالإضافة إلى وجود قوى إقليمية ودولية لها مطامح في المنطقة".
وأضاف: "في
سوريا هناك إيران المحاصرة منذ عقود تريد أن تجد لها طريقا إلى المتوسط، إما عبر احتلال سوريا أو تثبيت نظام قريب منها، وهناك روسيا ترغب في أن تكون لها كلمة في المنطقة، فضلا عن إسرائيل، ولذلك سوريا هي عبارة عن مسرح لصراع إقليمي ودولي على خلاف السودان".
واستبعد غليون وجود أي مخاوف على مصير الإسلاميين في السودان، وقال: "لا يوجد أي خوف على مستقبل الإسلاميين في السودان، فهم جزء من الخارطة السياسية، فضلا عن أن الثورة كما قلت سابقا هي جزء من مسار تصالحي للشعوب العربية".
وأضاف: "بالعكس، ما أكدته الثورة السودانية هو أن ما يجري في دولنا العربية هو حراك شعبي غير مسيس، وإنما هي تعبير عن مطالب شعبية، ومسعى لإنهاء علاقة العداء بين السلطة والشعب، ليكون لهذا الأخير دور في حكم نفسه بنفسه"، على حد تعبيره.