ترتفع وتيرة التنسيق الأردني
الفلسطيني، مع
اقتراب إعلان الإدارة الأمريكية عن مشروع السلام الأمريكي أو ما يعرف إعلاميا
بـ"
صفقة القرن" التي من المتوقع أن تميط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب اللثام عنها نهاية نيسان/ ابريل الحالي.
وذكرت مصادر فلسطينية في حركة فتح
لـ"
عربي21" أن "الرئيس محمود عباس في إقامة شبه دائمة في الأردن
للتشاور مع الملك عبد الله الثاني حول سبل التصدي للخطة الأمريكية وتداعياتها، إذ
يرفض الطرفان الخطة بعد الانحياز الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي بالاعتراف الأمريكي
بالقدس عاصمة لإسرائيل".
وبحسب عضو المجلس الوطني الفلسطيني، نجيب القدومي، فإن "التنسيق الأردني
الفلسطيني في أحسن حالاته مراعاة للمصالح المشتركة، كون الفلسطينيين لا يثقون إلا
في الأردن والملك عبد الله الثاني لرعاية المقدسات في
القدس، فالرئيس محمود عباس
دائما يأتي إلى الأردن للتشاور مع الملك وهو يقيم في الأردن كما يقيم في رام
الله".
وحول سيناريو ما بعد إعلان تفاصيل صفقة
القرن، يقول القدومي لـ"
عربي21": "اذا لم تكن هناك موافقة فلسطينية
وثم أردنية على هذه الصفقة فلن تتم"، متوقعا أن تكون تداعيات الرفض الفلسطيني
تداعيات معنوية فقط على غرار الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، فعلى الأرض
مازال الفلسطينيون صامدين في القدس".
وشدد القدومي أن "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن
حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي مصلحة أردنية عليا، إذ شدد الملك في
لقائه مواطنين في الزرقاء على رفض التوطين والوطن البديل والتمسك بالقدس رغم
الضغوط التي تمارس عليه شخصيا وعلى الأردن".
اقرأ أيضا: ما شكل الضغوط
التي تحدث عنها ملك الأردن بملف القدس؟
ومازال مهندسو صفقة القرن يحيطونها بسرية
تامة، إلا أن الصحفي المقدسي داود كتاب يقول نقلا عن مصدر رفيع في البيت الأبيض إن
"الخطة عبارة عن مشروع سياسي وأمني واقتصادي، يتكون من ستين صفحة. ورغم أن
المشروع يرتكز بالأساس على الوضع الفلسطيني-الإسرائيلي إلا أن هناك جوانب إقليمية
للمشروع خاصة فيما يتعلق بالأمور الاقتصادية والحياتية".
الأردن لا يعرف تفاصيل صفقة القرن
وأعلن الأردن
رسميا رفضه المسبق لأي طرح لا ينسجم والثوابت الأردنية، وأطلق الملك عبد الله
الثاني "لاءات ثلاث"، حول التوطين والوطن البديل والقدس، وقالت الناطقة
الرسمية باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات الخميس الماضي، إن "غياب الحل
العادل للقضية لن يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة".
بينما أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن
الصفدي خلال لقائه لجنة الخارجية في البرلمان أن "المملكة لا تعرف ماذا ستقدم
الولايات المتحدة في ما يسمى بصفقة القرن، لكن العالم كله يعرف ثوابتنا وموقفنا،
وأن تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمتها حقه في الحرية
والدولة وعاصمتها القدس على خطوط الرابع من حزيران 1967"، مشددا أن
"الأردن ينسق مع الأشقاء والأصدقاء في التعامل مع المستجدات المرتبطة بالقضية
الفلسطينية".
اقرأ أيضا: دعوات أردنية
بيوم الأرض للوقوف ضد صفقة القرن والتطبيع
هل صفقة القرن أمر واقع؟
الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي د.عبدالله
الصوالحة، يدعو لعدم الالتفات لما ينشر من تقارير حول خطة السلام الأمريكية، ويقول
لـ"
عربي21" إن "ما ينشر عن صفقه القرن ليس له أساس من الصحة والدقة
والموضوعية، الفريق الذي يعمل على الخطه قال لم ننشر أي شيء، حتى على مستوى زعماء
المنطقة لم يطلعوا على تفاصيل تلك الخطة، هناك مئات التقارير التي نشرت، لكن لا
يوجد تقرير موضوعي متماسك حول الخطة".
وحسب الصوالحة: "لا يجب النظر إلى هذه
الخطة كأنها أمر واقع، إنما يجب النظر إليها كأي مبادرة سلام طرحت في المنطقة، ومن
المتوقع أن يرفض الفلسطينيون الخطة، لكن المنطق يقول لا تستطيع أن تحكم على الخطه
دون أن تكون موجودة، على الفلسطينيين
دراستها وقراءتها والرد بطريقة موضوعية، كما يتوجب أن يكون هناك موقفا عربيا موحدا
منها وطرح بديل كتعديل المبادرة العربية للسلام".
ويخشى الأردن الذي يستضيف أكبر عدد من
اللاجئين الفلسطينيين من تصفية القضية الفلسطينية، وإيجاد وطن بديل لما يقارب (2.2
مليون حسب احصائيات الأونروا)، و سحب الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية
والمسيحية في القدس.
اقرأ أيضا: آلاف الأردنيين
يصرخون نصرة للقدس: لا لصفقة القرن
صمود الشعب
الفلسطيني
بدوره يراهن الكاتب والمحلل السياسي منذر
الحوارات على صمود الشعب الفلسطيني في أرضه لمواجهة صفقة القرن، ويرى في حديث
لـ"
عربي21" أن "الولايات المتحدة الأمريكية في اعترافها بضم إسرائيل
للجولان، بالاعتراف بالقدس عاصمة لما تمسى بإسرائيل، وضم الكتل الاستيطانية تسعى لإزاحتها
عن طاولة المفاوضات، كونها إشكاليات سابقة، الفلسطينيون يدركون المخطط الإسرائيلي-الامريكي
المراد منه أن لا تكون دولة في الضفة، الرئيس عباس قال إن لا دولة في غزة ولا دولة
بدون غزة".
يضيف الحوارات: "تعمل إسرائيل من خلال مشروع القدس الكبرى على
تقسيم الضفة الغربية من خلال المستوطنات بحيث يكون جنوب الضفة وشمالها بحيث لا
يمكن جمع هذا الجغرافيا كيان سياسي واحد يكون نواة لدولة، ما يطرح الآن دولة في
غزة، وضم الكتل الاستيطانية في الضفة، ولا عودة للاجئين، ولا يمكن للفلسطينيين
القبول بهذا الطرح".
وحول سيناريو اندلاع انتفاضة فلسطينية
ثالثة، استبعد الحوارات ذلك لما قد تلحقه الانتفاضة في الضفة من أضرار على
الاقتصاد الفلسطيني، معولا على صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، ويقول
"الفلسطينيون سيرفضون أي حل لا يستند إلى مرجعية مدريد واتفاقية أوسلو
والقرار 242 وقرار التقسيم".
وحول فرض الأمر الواقع بالقوة وضم
المستوطنات في الضفة في حال الرفض الفلسطيني، يرى الحوارات أن ذلك لن يأخذ مشروعية
دولية وستجد إسرائيل نفسها أمام الدولة الواحدة على المدى الاستراتيجي من خلال
وجود قوميتين مما سيجعل اسرائيل دولة أبارتيد (فصل عنصري) تحكم الأقلية الأكثرية
بدون حقوق لهذه الأكثرية بسبب الازدياد السكاني السريع للفلسطينيين مما يجعلها
بصورة اسوأ امام الغرب".
وكانت القناة الأمريكية (ABC) أعلنت أن خطوة التسوية
الأمريكية وما تعرف بـ "صفقة القرن" سيتم الإعلان عنها وعن تفاصيل
تنفيذها وكما هو مقرر في نهاية شهر نيسان/ أبريل الجاري، بعد استكمال تشكيل
الحكومة الإسرائيلية الجديدة بقيادة الليكود.