تفاعلت الأوساط السياسية والشعبية في تونس، مع تصاعد وتيرة المواجهات بين الفرقاء الليبيين، وسط انقسامات واضحة بين مؤيد لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وداعم للمجموعات المسلحة بقيادة خليفة حفتر.
حياد الموقف الرسمي
وحاول الموقف الرسمي لتونس أن ينأى بنفسه عن التجاذبات والمواقف الداخلية، من خلال بيان صادر عن زارة والخارجية، دعا خلاله "للوقف الفوري للاقتتال وحقن الدماء الليبية".
وشدد على "ضرورة التزام جميع الأطراف بالتهدئة وضبط النفس وتغليب الحوار لتجنيب الشعب الليبي الشقيق مزيدا من المعاناة والاقتتال".
وذكر أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية، داعيا "الأطراف الليبية إلى الحفاظ على المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة، وتوفير كل ظروف نجاح المؤتمر الوطني الجامع".
تأييد لحفتر
واختارت أحزاب سياسية أن تعبر عن مواقف صريحة تقف مع طرف ليبي ضد آخر، حيث أعلن الأمين العام لحزب "مشروع تونس" محسن مرزوق دعمه للمشير المتقاعد خليفة حفتر.
وقال في تدوينة له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "نعتقد أن مصلحتنا في تونس وشمال إفريقيا تتقاطع مع جهود الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، في مكافحة الإرهاب والتطرف وفوضى السلاح..".
اقرأ أيضا: هدوء حذر بعد قصف متبادل بين حفتر والوفاق بطرابلس
وعبر بالمقابل، عن أمله في الوصول إلى توافق بين حفتر والسراج، مع المحافظة على المكاسب الديمقراطية للشعب الليبي، مشددا على استقبال تونس لجميع الليبيين دون تفرقة أو تمييز.
واعتبرت القيادية بحزب "مشروع تونس" وطفة بلعيد في تصريح لـ"عربي21" أن مواقف الأحزاب لا تعبر بالضرورة عن الموقف الرسمي للدولة، مشددة على أن حزبها غير مطالب بالبقاء على الحياد.
وأكدت أن ما صدر عن الأمين العام، من دعم للمشير خليفة حفتر، تتبناه بالضرورة قيادات الحزب، مذكرة بزيارة قام بها محسن مرزوق وعدد من نواب حزبه إلى مدينة بنغازي في 2017، ولقائهم بالمشير المتقاعد.
النهضة تدين وتحذر
من جانبها، أدانت حركة النهضة، ما أسمته "لجوء بعض أطراف الصراع إلى التصعيد العسكري قبل أيام من موعد انعقاد الملتقى الوطني الجامع المزمع عقده بمدينة غدامس، وبعد أيام من دعوة قمة الجامعة العربية إلى الحوار والتوافق بين جميع الفرقاء".
واعتبرت في بيان لها أن "النزوع إلى التصعيد العسكري مدخل لاستباحة دماء الليبيين وتهجيرهم ومقوض للمسار السياسي السلمي ومهدد للسلم الاجتماعي والأهلي في ليبيا..".
وأدانت الحركة ما قالت إنه "تدخل سلبي لبعض الأطراف الأجنبية، الإقليمية والدولية في الشأن الليبي"، داعية الفرقاء إلى "رفض الحلول العسكرية وتغليب لغة الحوار في إطار حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا".
اقرأ أيضا: الرئاسي الليبي: هجوم حفتر يأتي خدمة لنزواته التسلطية
محور الشر العربي
وكان موقف الرئيس التونسي السابق ومؤسس حزب "حراك تونس الإرادة" المنصف المرزوقي أكثر حدة، حين اعتبر خلال مداخلة له عبر قناة الجزيرة أن "حفتر ليس سوى أجير عند محور الشر العربي المتمثل في النظام السعودي والإماراتي والمصري".
وأكد الرئيس السابق أن هذه الأنظمة تسعى جاهدة من خلال دعم حفتر في ليبيا للإجهاض على آخر ما تبقى من الربيع العربي، خدمة للدولة العميقة في الغرب ولإسرائيل، وتحت ذريعة محاربة الإسلاميين.
وسبق أن أكد المرزوقي عبر تدوينة له أن هجوم حفتر على طرابلس لا يستهدف فقط زعزعة السلطة الشرعية المعترف بها دوليا، بل أيضا حراك الشعوب في كل من الجزائر، والسودان، ومسار الانتقال الديمقراطي في تونس.
واعتبر القيادي بالحراك البشير النفزي في تصريح لـ"عربي21" أن الموقف الصادر عن المرزوقي تشترك فيه جميع قيادات حزبه، مشددا على أن حفتر انقلب على الشرعية المتمثلة بحكومة الوفاق، قبل أسابيع من مؤتمر السلام بغدامس.
وأدان النفزي، ما وصفه بـ"البيان الهزيل" للدولة التونسية، التي سبق أن كان لها دور في رعاية المفاوضات بين الأطراف الليبية المتقاتلة.
عداء حفتر لتونس
من جانبه، استنكر رئيس أركان جيش البر الأسبق الجنرال محمد صالح الحامدي في تدوينة له، مباركة بعض التونسيين للهجوم العسكري الذي يقوده خليفة حفتر على طرابلس، مذكرا بمواقف المشير العدائية ضد تونس.
وحذر من انعكاسات الفوضى في ليبيا على الوضع العام في تونس، متسائلا:" هل حفتر صديق لتونس؟ هل من يحرك ويدعم حفتر خاصة من دول الإقليم يريد الخير لتونس؟".
وذكّرت بعض الصفحات التونسية التي تحظى بنسبة متابعة كبيرة على "فيسبوك" بعداء حفتر لتونس، من خلال إعادة نشر تصريحات للمشير قال فيها إن "بعض الدول كتونس والجزائر ومصر والسودان، يجب اعتبارها عدوة لأنها فقيرة وتطمع في ثروات ليبيا".
السراج يوجه خطابا للشعب الليبي مع تراجع قوات حفتر (شاهد)
"النهضة" بتونس تعلق على تصعيد حفتر في طرابلس
سلامة يتحدث عن "مستوى فساد عال" بالطبقة السياسية بليبيا