تسبب الوعد الانتخابي المفاجئ لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بضم مستوطنات يهودية بالضفة الغربية المحتلة في انزعاج الفلسطينيين، في حين شرع إسرائيليون في دراسة مدى خطورة هذا الوعد.
ويرى بعض المعلقين الإسرائيليين تعهد الزعيم اليميني، أمس السبت، قبل الانتخابات العامة المقررة، الثلاثاء، مجرد محاولة لانتزاع أصوات انتخابية من منافسيه القوميين المتشددين الذين طالما أيدوا ضم المستوطنات.
لكن، وبعد سنوات من مقاومة دعوات من اليمين المتطرف بضم أراضي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967 رسميا، ربما يعول نتنياهو على تأييد التحول الكبير لحليفه الوثيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال نتنياهو لقناة "12 نيوز" الإسرائيلية، أمس السبت، عندما سُئل عن سبب عدم اتخاذه قرارا بتوسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل المستوطنات الكبيرة بالضفة الغربية: "من يقول إننا لن نفعل ذلك؟ نحن نمضي في ذلك ونناقشه".
وفي آذار/ مارس، خالف ترامب عقودا من الإجماع الدولي باعترافه بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا. وكان ذلك عقب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول/ ديسمبر 2017، ونقل السفارة الأمريكية إليها في أيار/ مايو الماضي.
وعندما سُئل في مقابلة يوم الجمعة مع القناة 13 بالتلفزيون الإسرائيلي لماذا لا يضغط على ترامب الآن لدفعه للموافقة على تغيير وضع مستوطنات الضفة الغربية، رد نتنياهو قائلا: "انتظروا حتى الولاية المقبلة".
ووصف الفلسطينيون الذين يسعون لإقامة دولة في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس الشرقية التصريحات بشأن ضم المستوطنات بأنها انتهاك للقانون الدولي فيما يخص الأراضي المحتلة.
اقرأ أيضا: وحدات استيطانية جديدة بالضفة بعد "تعهدات" نتنياهو
وقالت حنان عشراوي المسؤولة بمنظمة التحرير الفلسطينية، إن قرار نتنياهو لا يأتي فقط في خضم الحملة الانتخابية، بل هو نهاية لأي فرص للسلام.
وقال متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة، إن الرد على تصريحات نتنياهو سيأتي عبر "المقاومة الشعبية والمسلحة".
لكن وزير التعليم نفتالي بينيت، رئيس حزب اليمين الجديد، الذي أعد خطة لضم مناطق من الضفة الغربية، يرى أن نتنياهو يسعى فقط لانتزاع الأصوات الانتخابية.
وقال بينيت على تويتر: "خلال السنوات العشر الماضية، لم يسمح نتنياهو بتطبيق القانون الإسرائيلي على سنتيمتر واحد من الأرض".
وفي مستوطنة كرني شمرون أبدى بائع التوابل حزقيال شاؤول ثقته في تعهد نتنياهو بضم مستوطنات من الضفة الغربية، واصفا رئيس الوزراء بأنه "أكثر الرجال ثقة وأمانة".
لكن في مدرسة ثانوية محلية عبر هاريل ليفي (18 عاما) عن تشككه قائلا: "إنه وعد انتخابي وسوف يجد عذرا فيما بعد".
قضية ساخنة
المستوطنات من أبرز القضايا الساخنة في جهود استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ عام 2014. ويقول مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) إنها تغطي حوالي عشرة في المئة من أراضي الضفة الغربية.
اقرأ أيضا: تركيا تندد بعزم نتنياهو ضم المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة
وبعد عقود من البناء الاستيطاني، تشير الأرقام الإسرائيلية إلى أن ما يربو على 400 ألف إسرائيلي يعيشون في المنطقة. ويشير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن نحو 2.9 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن 212 ألفا من المستوطنين الإسرائيليين الآخرين يعيشون في القدس الشرقية.
ولا يعترف الفلسطينيون ودول كثيرة بشرعية المستوطنات بموجب اتفاقيات جنيف التي تحظر الاستيطان في الأراضي المحتلة أثناء الحرب. وتفند إسرائيل هذا، وتقول إن وضع الضفة الغربية ما زال محل نزاع. لكن سيكون من الأصعب كثيرا تبرير أي قرار أحادي الجانب بضم الضفة حتى وسط الحلفاء.
ولم يشجع سابقو ترامب في الرئاسة الأمريكية علنا توسيع المستوطنات، قائلين إنها تزيد من صعوبة التفاوض لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تعتبرها الإدارات الأمريكية الجمهورية والديمقراطية السبيل الأرجح لإحلال السلام.
ويقول الفلسطينيون، إن واشنطن لم تبذل ما يكفي من الجهد عمليا للضغط في سبيل وقف الاستيطان.
وتشمل معظم سيناريوهات خطة السلام تفاوض إسرائيل على الاحتفاظ ببعض المستوطنات مقابل إعطاء الفلسطينيين أراضي أخرى. وسيزيل الضم هذه الورقة من على الطاولة.
وقوبل وعد نتنياهو بضم المستوطنات بتشكيك من قبل شاكيد موراج، مديرة منظمة السلام الآن الإسرائيلية، المناهضة للمستوطنات، والتي تراقب توسيع المستوطنات عن كثب.
وقالت موراج: "لذا ينبغي أن نسأل: لماذا قال نتنياهو هذا الآن؟". وأضافت لرويترز أن الإجابة على هذا السؤال هي أن نتنياهو يخشى على استمراره على الساحة السياسية: "والوقت يحتم عليه هذه الإعلانات المبالغ فيها التي لا يعتزم تنفيذها".
اقرأ أيضا: صحيفة: مناورة نتنياهو تعتمد على مواصلة ضم المستوطنات
وقال إسرائيل كاتس القائم بأعمال وزير الخارجية والعضو في حزب الليكود بزعامة نتنياهو إن "مبعث الخوف الكبير" لدى الحزب هو انقسام أصوات التيار اليميني بما يجعله يحل في المركز الثاني بعد تحالف الأزرق والأبيض الوسطي.
وأضاف كاتس أن حزب الليكود اضطر لضمان أن يكون الفائز الأكبر في الانتخابات حتى يصبح نتنياهو في الوضع الأفضل ليكلفه الرئيس الإسرائيلي بمحاولة تشكيل حكومة ائتلافية.
ولم يسبق أن فاز أي حزب في إسرائيل قط بأغلبية برلمانية حاكمة في أي انتخابات.
بومبيو: الرب استخدم ترامب للدفاع عن إسرائيل.. مثل "إيستر"
ترامب: حان الوقت للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان
بومبيو خلال زيارته للاحتلال: نحن الصديق الأفضل لتل أبيب