جاء الإعلان عن
مؤتمر للمصالحة في
ليبيا برعاية الاتحاد
الأفريقي ليطرح بعض التساؤلات عن جدوى تكرار الاجتماعات الدولية بخصوص الأزمة الليبية
وما الذي سيقدمه هذا المؤتمر، وما إذا كان سيتعارض مع مخرجات الملتقى الوطني الذي تحشد
له الأمم المتحدة في الشهر المقبل.
وأعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقّي، عن
التجهيز لمؤتمر للمصالحة الوطنية بين الأطراف الليبية سيعقد في تموز/يوليو القادم بالعاصمة
الأثيوبية "أديس أبابا" من أجل إيجاد مخرج للأزمة الليبية، واصفا المؤتمر
بأنه "فرصة لليبيين لحل خلافاتهم"، حسب تصريحه في الاجتماع الرباعي حول ليبيا
بتونس.
ما علاقة الملتقى الوطني؟
ونظم الاتحاد الأفريقي من قبل مؤتمرين حول الأزمة الليبية
وطرح مبادرات لكنها لم تأت بنتائج ملموسة، خاصة بعدما انتقل الملف الليبي لأروقة مجلس
الأمن والدول الكبرى، التي نجحت في عقد عدة مؤتمرات برعاية أممية.
ورأى متابعون للشأن الأفريقي وللملف الليبي، أن
"محاولة الاتحاد الأفريقي الوجود في الملف الليبي، سينجح فقط إذا كان قادرا على
إلزام الأطراف الليبية بمخرجات أي ملتقى ينظمه، وكون مصر تترأس الدورة الحالية، ربما
يساهم ذلك في دور أكبر بدعم من دول الجوار واللجنة الرباعية المختصة بليبيا في تحقيق
ذلك".
لكن التساؤلات التي تطرح الآن: ما جدوى عقد مؤتمر دولي
برعاية أفريقية، بعد عقد ملتقى وطني يحشد له المجتمع الدولي منذ أشهر؟ هل سيتشاركان
أم يصطدمان؟
مؤتمر "مفصلي ومكمل"
من جهته، قال البرلماني الليبي، صالح فحيمة، إن
"الإعلان عن مؤتمر مصالحة ليبي هو عمل يحسب للاتحاد الأفريقي، بصرف النظر عن توقيته
الذي لن يقلل من أهميته، كونه يأتي بعد المؤتمر الجامع، فإنه إذا كتب له النجاح وحقق
أهدافه، سيمثل عملا مفصليا في تحديد اتجاه سريان الأحداث في ليبيا" .
وأضاف في تصريحه لـ"
عربي21": "أعتقد
أن يكون مؤتمر المصالحة مكملا للمؤتمر الجامع، ويصب في الاتجاه نفسه، بل وسيعزز ويضمن
قبول كل الأطراف السياسية بنتائجه، ولا أظن أنه سيكون منافسا له. أما البعثة الأممية
فتكتنف الكثير من خطواتها الغموض، وهي لا ترى الحل في ليبيا إلا عن طريقها".
"إرباك
وصيغة ملزمة"
وأكد الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الأفريقية،
خيري عمر، أن "المؤتمرات الدولية لا تتعارض مع الملتقى الوطني الجامع الذي ترعاه
الأمم المتحدة، بل ربما تسهل الحوار الداخلي، لكن مشكلة الاتحاد الأفريقي أنه لا يملك
أجندة مسبقة واضحة تستوعب المطالب المتنافرة لليبيين".
وأوضح عمر في تصريحات لـ"
عربي21" أنه
"إذا لم يضع الاتحاد الأفريقي صيغة ملزمة أو إطارا يفكر فيه، فلن يكون هناك جديد يقدمه بخصوص الملف الليبي، لا سيما أنه حاول من قبل تقريب وجهات نظر الليبيين، لكن كلها
جهود كانت متواضعة ولم تستطع مواجهة التدخلات الأخرى في الأزمة الليبية".
وبخصوص ترؤس مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي حاليا، قال
عمر: "مصر تركز في الإطار العربي، ويمكنها الاستفادة من وضعها الحالي في الاتحاد
بدعم مبادرات دول الجوار بخصوص ليبيا، لكن يجب أن نلتفت إلى الدور الدولي وتدخل الأوروبيين
في ليبيا، وهو ما قد يربك أي دور للاتحاد الأفريقي أو مصر".
"تشتيت
للبعثة"
وبدروه، رأى الباحث السياسي السوداني، عباس محمد صالح
أن "الأزمة الليبية داخل الاتحاد الأفريقي ظلت في حالة "يُتم"، ولم
تكن من أولويات الاتحاد، فضلا عن افتقار هذا الاتحاد للإسهام الفعال في تفاعلات النزاع
الليبي، ويفتقر للنفوذ على الفرقاء الليبين، وربما تنعدم قنوات التواصل مع أطراف ذات
شأن هناك".
وأشار إلى أن "الكشف عن مؤتمر
للمصالحة الليبية، يعكس التضارب بين المجتمع الدولي والإقليمي، فأي جهد دبلوماسي مواز
سيثير حفيظة البعثة الأممية، كونه يعني "تشتيتا" لجهودها وتعميقا لانقسام
الليبيين، خاصة أن "غسان سلامة" يقاتل الآن على عدة جبهات لضمان نجاح خطته، لإحداث انتقال سياسي جدي في ليبيا"، وفق تصريحاته لـ"
عربي21".
اقرأ أيضا: مؤتمر للمصالحة الوطنية الليبية بأديس أبابا في تموز المقبل