نظمت حملة الدفاع عن الأسيرة المحررة، رسمية عودة، مهرجانا تضامنيا معها، في العاصمة الألمانية برلين تحت شعار "رسمية تتحدث".
وحضر العشرات من الفلسطينيين والألمان والمتضامنين الأجانب المهرجان، الذي أقيم في منطقة "فيدينغ" وسط برلين، دعما للأسيرة الفلسطينية المحررة، واحتجاجا على قرار منعها من التحدث واعتزام ترحيلها.
ويأتي المهرجان، ضمن حملة دشنت في إطار تحالف تضامني ألماني ودولي، جرى الإعلان عنه مؤخرا للدفاع عن حق المناضلة عودة، في التنقل، والتعبير عن مواقفها عقب القرار الذي استهدفها.
وعلمت "عربي21" بوجود المحررة رسمية عودة، في العاصمة الألمانية برلين، بخلاف ما ادعت تصريحات إسرائيلية، ولكنها لم تشارك في الفعالية بسبب قرار المنع الألماني.
ولا تزال المناضلة الفلسطينية رسمية عودة، تعمل مع طاقم الدفاع القانوني عنها في ألمانيا، لمواجهة حملة تستهدفها من خلال وسائل القضاء.
وأكدت نادية سمور محامية الدفاع، أن "الإجراءات ضد المناضلة رسميّة عودة غير مسبوقة في ألمانيا، وأنها انتهاك لحقوقها الأساسية في حرية التنقل والتعبير"، لافتة إلى وجود "حملة تشويه في العديد من التقارير الصحفية تروج لمعلومات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة".
وكانت السلطات الألمانية، قررت إلغاء تأشيرة دخول سبق أن منحتها للفلسطينية عودة، التي كانت ستشارك في مؤتمر جماهيري عن دور المرأة في الكفاح الفلسطيني" في مركز "كرويتزبيرغ" ببرلين، ومنعتها من المشاركة في أية نشاطات سياسية في ألمانيا، تمهيدا لإبعادها إلى الأردن، بضغوط من سفارتي واشنطن وتل أبيب في برلين، ووزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية، بالإضافة للوبي الصهيوني.
وقالت الناشطة الفلسطينية المقيمة ببرلين، فداء الزعانين: "كنت المقدمة المفترضة لفعالية ستشارك بها عودة في برلين، ولكن للأسف بعد منعها من قبل الأمن الألماني، وسحب فيزتها وحجز جواز سفرها، اضطررنا لإلغاء الفعالية التي كانت مقررة في الخامس عشر من أذار/ مارس".
اقرأ أيضا: رسمية عودة: رمز للنضال الفلسطيني في أمريكا
وأضافت في حديثها لـ"عربي21": "المنع هذا لا يستهدف رسمية وحدها، بل كل أصوات الفلسطينيين في برلين، فلذلك قررنا أن نرفع أصواتنا اليوم من خلال هذه الفعالية تحت شعار رسمية تتحدث، وأن نتحدى قرار القمع الذي جاء بضغط من السلطات الإسرائيلية، وأن نواجه التهديدات التي وصلت مجددا لمكان انعقاد الفعالية عن طريق إيميلات واتصالات".
وفي ظل حملة التشويه التي طالت عودة، ووصفها بالإرهاب ومعاداة السامية، نفت الزعانين بشدة بأن تكون الناشطة عودة تشكل بأي حال، خطرا على ألمانيا، بل إن كلامها كان سيتركز على تجربتها كأسيرة محررة وعن أوضاع النساء الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، مشيرة إلى أنها منذ أن بدأت نشاطها كناشطة مجتمعية لا تزال تحارب كل أنواع العنصرية ضد المسلمين والعرب وضد الفاشية والإمبريالية واليمين المتطرف، وحتى معاداة السامية.
وبحسب صحيفة هآرتس العبرية، فإن إسرائيل أبلغت ألمانيا، أن عودة، شاركت في هجوم بالقدس المحتلة عام 1969، قتل فيه إسرائيليان، وتم اعتقالها وإدانتها والحكم عليها بالسجن مدى الحياة، قبل إطلاق سراحها عام 1979، في صفقة تبادل أسرى، ولكنها تنفي هذه الاتهامات، وتؤكد بأنها انتزعت منها تحت التعذيب، عندما كانت أسيرة لدى الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن يتم الإفراج عنها بموجب صفقة تبادل مع الجبهة الشعبية وإبعادها إلى الأردن.
وبالتزامن مع رفع قضية ضد قرار السلطات الألمانية بمنع عودة، من الحديث وإلغاء تأشيرتها والطلب منها مغادرة البلاد، أكدت بأن حملات التضامن الضاغطة للتراجع عن هذا القرار مستمرة، وأن عددا من المؤسسات المختلفة من بينها ثلاث مؤسسات يهودية داعمة للحملة.
ودعا الصوت اليهودي للسلام والعدالة، في بيان، سلطات برلين إلى "عدم المشاركة في الاضطهاد السياسي الذي يستهدف الفلسطينيين المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعبرون عن أنفسهم بشكل فردي أو كمنظمات لحقوق الإنسان للفلسطينيين".
واعتبر البيان الذي اطلعت عليه "عربي21" "الإجراءات الأخيرة بحق رسمية عودة، بأنها مقلقة وينظر إليها في سياق الحركات المناهضة للديمقراطية وتقليص المساحات المدنية الحرة".
كما أوضح البيان، بأن الاتهامات الموجهة للمناضلة الفلسطينية، تهديد لألمانيا "سخيفة"، وأن وصفها بالإرهاب يستند إلى قرار محكمة عسكرية إسرائيلية غير شرعية، ولا تحكم بالعدالة، كما أن الاعتراف جاء بالإكراه، لافتا إلى أنه "لا يوجد أي دليل على الادعاءات المزيفة بمعاداة السامية".
وأشار البيان إلى أن "تهم معاداة السامية، تُستخدم مرارا وتكرارا، ويتم إساءة استخدامها، لإسكات منتقدي السياسات الإسرائيلية، والمدافعين عن حقوق الإنسان الفلسطينية".
وقالت شارلوت كيتس، المنسقة الدولية لشبكة "صامدون" أحد المؤسسات المشاركة في هذه الفعالية وللدفاع عن رسمية عودة في ألمانيا: "من المهم جدا أن ترى المكان مزدحما بكثير من الناس من جنسيات مختلفة، ضمن حملة أطلقناها لإظهار غضبنا ضد الإجراءات المرعبة التي مورست بحق الناشطة عودة، ولإظهار التعاطف معها ودعما لمسيرتها النضالية من أجل الحرية لفلسطين".
اقرأ أيضا: فلسطينية سجنت واغتصبت بإسرائيل.. أمريكا تسعى لترحيلها
بدورها قالت الناشطة الأمريكية كاتلين بيرن: "إننا نحتفل بمعركة المرأة الفلسطينية والفلسطينيين، ونعبر عن احتجاجنا في قلب برلين ضد التهديدات، فالفلسطيني موجود ويناضل ومعترف بذلك دولياً وخاصة في الولايات المتحدة من حيث أتيت، وبأن رسمية عودة هي بطلة".
وأضافت في حديثها لـ"عربي21": "أعتقد أنه من المهم أن نتظاهر في ألمانيا ونقف بجانب رسمية، وربطها بالكفاح مع كل النساء في العالم، وهي ناشطة معروفة لدى الحركات النسوية، لاسيما الفلسطينية".
وسبق أن رحّلت الولايات المتحدة عودة عام 2017، بدعوى عدم ذكرها في طلب الحصول على الجنسية عام 1995، أنها سجنت في إسرائيل، وحكم عليها بثمانية عشر شهرا، وتقرر سحب الجنسية الأمريكية منها، وإبعادها إلى الأردن.
وقالت ياسمينة، ناشطة ألمانية من أصول جزائرية: "عرفنا رسمية امرأة مكافحة تناضل من أجل العدالة والمساواة، وقد عانت كثيرا في حياتها كما النساء الفلسطينيات، ولكنها لم تنكسر أمام الاحتلال ولا حتى قرار برلين القاضي بكتم صوتها، وهي بالنسبة لي أيقونة للنضال من أجل الحرية ومن أجل المرأة ليست فقط الفلسطينية بل كل نساء العالم، ولهذا من المهم أن نأتي لدعمها".
جولات مكوكية للوفد المصري بين غزة والاحتلال.. تفاهمات جزئية
هل أخفقت مصر بإقناع الاحتلال بالتهدئة؟.. مختصون يجيبون
الفلسطيني أسامة سلوادي.. عين ساهرة على حفظ التراث (صور)