رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والرفاهية بإندونيسيا لـ"عربي21":
- الرؤية والرسالة المشتركة هي أبرز دوافعنا لدعم سوبيانتو رئيسا لإندونيسيا
- الحكومة الحالية فشلت في الوفاء بغالبية وعودها السياسية والاقتصادية
- نستهدف رفع الأعباء الاقتصادية عن الشعب الإندونيسي بتخفيف الضرائب
- نحرص على زيادة التعاون مع الدول العربية والإسلامية وخاصة السعودية
- سنظل حازمين تجاه إسرائيل وأمريكا حتى يحصل الفلسطينيون على استقلالهم
لأول مرة منذ استقلال إندونيسيا قبل 73 عاما، يصوت 192 مليون ناخب إندونيسي يوم الأربعاء 17 نيسان/ أبريل المقبل في انتخابات رئاسية وبرلمانية في آن واحد، بعد ماراثون طويل من حملات انتخابية انطلقت رسميا منذ نحو 7 أشهر.
ويقتصر سباق الانتخاب الرئاسي في إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، على مرشحين اثنين فقط، بعد قيود فرضها مؤخرا تعديل تشريعي على قانون العتبة الانتخابية تشترط أن يملك التحالف الذي يقدم مرشح للرئاسة 20% من مقاعد البرلمان الحالي أو 25% من الأصوات بالانتخابات السابقة عام 2014.
ويواجه الرئيس الحالي جوكو ويدودو الذي يسعى لولاية ثانية وأخيرة، منافسه الجنرال المتقاعد برابوو سوبيانتو القائد السابق للقوات الخاصة، الذي يحظى بدعم من أحزاب إسلامية ذات ثقل شعبي.
جوكووي يفتت أصوات الإسلاميين
ولاستقطاب شريحة كبيرة من أصوات الإسلاميين، أعلن ويدودو، ذو التوجه اليساري، والمعروف شعبيا باسم (جوكووي)، اختيار رئيس مجلس علماء إندونيسيا معروف أمين (الذي يحظى بشعبية في الأوساط الإسلامية) ليكون مرشحه كنائب للرئيس في انتخابات 2019.
ومن بين الأحزاب الإسلامية التي تدعم المرشح الرئاسي برابوو سوبيانتو، في مواجهة الرئيس الحالي (جوكووي)، حزب العدالة والرفاهية (تأسس في 20 يونيو1998) يعد من أكثر الأحزاب الإسلامية محافظة.
وفي أول مشاركة سياسية لحزب العدالة والرفاهية عام 1999 حصل في الانتخابات البرلمانية على سبعة مقاعد (مليون ونصف المليون صوت)، ثم على 47 مقعدا بالبرلمان (ثمانية ملايين صوت) في انتخابات 2004، ثم على 57 مقعداً في انتخابات 2009، من 560 مقعدا بنسبة 11.9% وليصبح ترتيبه رابعا، ثم شارك في تحالف مع الحزب الديمقراطي الحاكم في الانتخابات الرئاسية عام 2009 التي فاز فيها أول رئيس إندونيسي منتخب للمرة الثانية، سوسيلو بامبانج يودويونو، وشارك "العدالة والرفاهية" حينها في الحكومة بأربع حقائب وزارية ليكون ثانيا بعد الحزب الحاكم الذي شارك بست حقائب.
دوافع دعم أحزاب إسلامية للجنرال سوبانتو
وعن دوافع حزب العدالة والرفاهية لدعم المرشح الرئاسي برابوو سوبانتو، قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب جزولي جويني، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن "أبرز هذه الدوافع هي الرؤية والرسالة المشتركة في الحفاظ على كيان الشعب ووجودها في المستقبل، وتوافقها مع مشاكل الأمة الإندونيسية وكذلك قرار العلماء".
وأضاف جويني: "كما أننا نرى أن الحكومة الحالية فشلت في الوفاء بغالبية وعودها السياسية والاقتصادية خاصة المتعلقة تحديدا بالنمو الاقتصادي، والعمالة المفتوحة، والحد من البطالة".
وأكد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والرفاهية، أن أهم ما يتضمنه برنامج الحزب في الانتخابات المقبلة لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن الشعب الإندونيسي، هو إلغاء الضرائب على الدراجات النارية، وتطبيق رخصة قيادة مركبة آلية مدى الحياة، وإلغاء ضريبة الدخل للأشخاص الذين يقل دخلهم عن 8 ملايين روبية إندونيسية (نحو 114 ألف دولار)، كما يتضمن برنامج الحزب صياغة قانون حماية العلماء والشخصيات والرموز الدينية.
علاقات جاكرتا مع العواصم العربية
وكون إندونيسيا تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، فإنها تحظى باهتمام عربي وإسلامي سواء على مستوى الشعوب أو العلاقات بين غالبية الدول العربية والإسلامية. وفي هذا الإطار يقول جويني، إن الدول العربية كانت الأولى من بين دول العالم التي أعلنت اعترافها باستقلال جمهورية إندونيسيا قبل نحو 73 عاما.
وأوضح جويني أن إندونيسيا تهتم كثيرا بإقامة علاقات جيدة، وتحرص على التواصل المستمر مع الدول العربية، لافتا إلى أن تأسيس التواصل الإندونيسي مع الدول العربية لا يكون فقط على مستوى العلاقات الدولية فحسب، وإنما على كافة المستويات التجارية والعلاقات الخاصة بين المواطنين، من أجل بناء علاقة جيدة وخالدة.
وأردف: "من المهم جدا، أنه في ظل عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية العالمية، أن إندونيسيا والدول العربية من الحفاظ على هذه العلاقات الجيدة وتعزيزها، لاسيما أن لدينا وحدة العلاقة الدينية وهو الإيمان و الإسلام".
وبالرغم من أن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والرفاهية، يرى أن المملكة العربية السعودية هي أكثر البلدان نفوذا في الشرق الأوسط، وأن إندونيسيا تتمتع بعلاقات جيدة معها خاصة في مجالات الحج والتعليم والتجارة، وتستفيد بالجزء الأكبر من حصة الحج، إلا أنه دعا المملكة إلى إعادة النظر في تعديل حصة إندونيسيا من الحج مرة أخرى خاصة مع تزايد رغبة الشعب الإندونيسي في أداء فريضة الحج.
وأضاف: "وفي مجال التعليم، نعتبر المملكة أحد المراكز الرئيسية في التعليم الإسلامي، وتأهيل رجال الدعوة الذين ينتشرون في جميع أنحاء إندونيسيا، لذلك نحن نحرص على تعميق العلاقات مع السعودية، ونتجنب أي عوامل تؤدي إلى فتور العلاقات بين البلدين، ونأمل ألا يحدث ذلك".
زيارة ابن سلمان
وفي رده على سؤال "عربي21"، عن سبب تأجيل زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى إندونيسيا على الرغم من أنه زار الهند والصين مؤخرًا، وخيبة الأمل الإندونيسية من حجم الاستثمارات البينية مقارنة بدول أخرى، قال جويني إنه في جو الاقتصاد العالمي الذي يتباطأ كما هو اليوم، تأمل كل دولة في جذب استثمارات كبيرة لمساعدة نموها الاقتصادي على النمو بشكل جيد. وبالتالي فنحن دائما نأمل في أن يكون دخول الاستثمار من السعودية في ضوء إمكانات إندونيسيا الهائلة.
وتابع: "أما فيما يتعلق بالتأخير في زيارة الأمير محمد بن سلمان، فإننا نقدر القرار، ونأمل أن تحقق نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بفوز تحالفنا انعكاسا إيجابيا على زيادة عمق العلاقات الإندونيسية مع السعودية.
وحول الدور الإندونيسي في دعم القضية الفلسطينية ومقاومة عمليات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، قال جويني إن موقف إندونيسيا واضح للغاية، ووفقًا لدستورنا، فإننا ندين بشدة ممارسة الاستعمار والقمع التي تمارسها دولة ضد أخرى.
واستطرد: "والصراع في فلسطين يبعث القلق الشديد بالنسبة لنا، وإنهاء هذا الصراع هو محور اهتمامنا الرئيسي. كما أن حزب العدالة والرفاهية هو أسبق الأحزاب الإندونيسية في دعم الشعب الفلسطيني حتى يحصل على استقلاله".
استقلال فلسطين
وأضاف: "نحن نؤمن إيمانا يقينا أن فلسطين ستحصل على استقلالها وحقوقها في وقت قريب"، معربا عن إدانتهم بشدة ممارسة أي عنف ضد الشعب الفلسطيني".
وأكد أنهم سيحاولون الاستمرار في التعامل مع مختلف القنوات الدبلوماسية الدولية لمنع أعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني، مضيفا: "نحن صارمون للغاية لأن دستورنا يرشدنا إلى أن نكون حازمين في منع أعمال القمع والاحتلال كما فعلت إسرائيل في الأرض الفلسطينية".
واختتم حديثه مع "عربي21" قائلا: "طالما أن فلسطين لم تحصل على استقلالها سنظل حازمين تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، حتى يتحقق السلام ويحصل الفلسطينيون على استقلالهم وحقوقهم".
بن قرينة: نطالب بالعودة للانتخابات ونحذر من تقسيم الجزائر
"عربي21" تحاور مقري حول انتخابات الجزائر ووعود بوتفليقة