نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للمعلق ديفيد ليونهارد، تحت عنوان "ليست معقدة:
ترامب يشجع على العنف"، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي ترامب، وإن لم يتحمل مسؤولية هجوم بعينه، إلا أنه يتحمل مسؤولية زيادة عنف القوميين البيض.
ويقول ليونهارد في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، إن رئيس الولايات المتحدة أشار الأسبوع الماضي إلى إمكانية لجوء أنصاره للعنف إن لم يحصلوا على ما يريدون.
ويشير الكاتب إلى أن "تصريحات الرئيس لم تحظ باهتمام كبير، مقارنة مع فضيحة التسجيل في الجامعات، وتهديدات الرئيس باستخدام العنف القانوني، لكن ما قاله عن أنصاره جاء في مقابلة مع موقع اليمين المتطرف (بريتبارت)، حيث بدأه بالشكوى من رئيس بول ريان الذي منع في أثناء ترؤسه مجلس النواب جهود الأعضاء الجمهوريين لاستصدار دعوات قضائية ضد من ينظر إليهم على أنهم على اليسار، وقال ترامب إن الموالين له في الكونغرس أرادوا (التشدد) و(لم تسمح لهم القيادة)".
ويبين ليونهارد أنه "بالنسبة لترامب فإن الحادثة كانت جزءا من مشكلة كبيرة، (تعلمون أن اليسار يلعب لعبة متشددة، وهذا أمر مثير للضحك لأنني أعتقد أن الناس على اليمين هم أكثر تشددا، لكنهم لا يلعبون بقسوة، حسنا، أحظى بدعم من الشرطة ودعم الجيش ودعم (بايكرز فور ترامب)، وأحظى بدعم الناس الأقوياء لكنهم لا يستخدمون القسوة إلا إذا وصلوا لنقطة معينة، وعندها سيحصل الأسوأ".
اقرأ أيضا: مرتكب مجزرة نيوزيلندا عبر عن إعجابه بترامب.. هكذا وصفه
ويلفت الكاتب إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها ترامب تأملاته حول العنف، فقد تحدث عن التعديل الثاني الذي يمنع تعيين القضاة الليبراليين، وشجع رجال الشرطة لضرب رؤوس المشتبه به في سقف سياراتهم، ودعا أنصاره لمحاسبة من يقاطعونه في أثناء خطاباته، وفي مناسبة انتخابية عام 2018 ذهب بعيدا في حديثه عن العنف، وخطاباته وتغريداته ليست مهمة".
ويستدرك ليونهارد بأنها "مهمة، فمواصلة الرئيس الحديث عن العنف وتشجيعه له والقومية البيضاء هي جزء من السبب الذي زاد فيه عنف المتطرفين البيض".
ويقول الكاتب إنه حاول تفسير كلام ترامب الداعي للعنف مع خبراء في الديمقراطية والديكتاتورية، وقالوا إن الولايات المتحدة ليست عرضة لمخاطر العنف السياسي في أي وقت، إلا أن كلمات ترامب تعمل على تآكل الديمقراطية والسلامة العامة.
وينوه ليونهارد إلى أن "تحريضه الأخير له أصداؤه التاريخية المخيفة، كما يقول دانيال زيبلات المشارك في كتاب (كيف تموت الديمقراطيات؟)، فقد جمع ترامب بين الأكاذيب بشأن معارضيه السياسيين، الديمقراطيين الذين يجب التحقيق معهم (بسبب فضائح مفبركة)، وبإيحاءات إلى الوطنية والرد العنيف يقوم به المواطنون العاديون، واستخدم الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز الأمر ذاته، وكذلك الفاشيون الأوروبيون في الثلاثينيات من القرن الماضي".
ويفيد الكاتب بأن "الولايات المتحدة لا توجد فيها جماعات مسلحة تقوم بهجمات كما هو حال هذه البلاد، لكن وضع أمريكا يظل مثيرا للقلق".
اقرأ أيضا: كاتبة بريطانية: هذا ما يثبته هجوم نيوزيلندا
وينقل ليونهارد عن المشارك في كتاب زيبلات والباحث في العلوم السياسية في جامعة هارفارد ستيفن ليفتسكاي، قوله: "الحديث عن العنف، وحتى في الحد الأدنى، قد يشجع عنف الذئب المتوحد.. قد يطبع العنف السياسي بحيث يحول الخطاب والأفكار التي لم يكن يستطيع أحد قولها أو التفكير فيها إلى أمور يمكن التفكير فيها وقولها".
ويبين الكاتب أن "هذه المخاطر ليست نظرية، ففي عام 2017 قام مرشح بدفع صحافي سأل سؤالا نقديا، وهو تصرف كان مسبوقا، وأثنى ترامب على النائب الآن غريغ جيانفورت، وفي دراسة مسحية قامت بها (برايت لايت وووتش)، قالت نسبة 49% من الباحثين السياسيين إن أمريكا لا تتسامح مع العنف السياسي".
ويستدرك ليونهارد بأنه "رغم عدم مصداقية الأرقام عن جرائم الكراهية، لكن الأدلة تظهر أنها في زيادة، وتكشف أرقام مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) أنها في زيادة، ولا تنبع الهجمات من أشخاص ينتمون إلى اليمين المتطرف، فمحاولة ارتكاب جريمة قتل جماعية لأعضاء الكونغرس في ملعب بيسبول كانت واحدة من أفظع الأمثلة، إلا أن معظم الهجمات تنبع من اليمين المتطرف".
ويشير الكاتب إلى أن "من بين 50 متطرفا تابعتهم منظمة مكافحة التشهير في العام الماضي وجدت أن 39 جاءوا من جماعات التفوق العرقي، وهناك ثمانية هم قتلة ملتزمون معارضون للحكومة".
ويرى ليونهارد أن "محاولة الربط بين المروجين لخطاب الكراهية وأي جريمة بعينها أمر مستحيل، فدوافع هذه الجرائم، سواء كانت جريمة
نيوزيلندا أو بيتسبرغ، هي خليط من المرض العقلي والغضب والارتباك الأيديولوجي".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "ترامب لا يستحق تحمل مسؤولية أي هجوم، لكنه يتحمل مسؤولية هذه الموجة، وهذا أمر غير صعب: فالرجل الذي لديه أكبر منبر للتنمر يواصل التشجيع على العنف والقومية البيضاء، وعنف هذه الجماعة في تصاعد، ويجب أن تحاول إقناع نفسك وبقوة أن هذه ليست مجرد مصادفة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)