أكد رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية، عبد القادر بن قرينة، أن "الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ومن معه فقدوا كل أدوات البقاء، وسقطت شرعية الرئيس برغبة ملحة من ملايين الجزائريين الذين خرجوا في كل شوارع وميادين الجزائر على مدار الأسابيع الماضية".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "بوتفليقة لم يبق له إلا الدعم الخارجي، والزمرة الحاكمة رهنت سيادة البلد من نفط وغاز وغاز صخري وغيرها، لإعطائه هو ونظامه فرصة من أجل ترتيب خليفة يحفظ لهم إمبراطورتيهم التي بنوها من مال الشعب خلال البحبوحة المالية".
وقال ابن قرينة: "لكن لدينا أمل في السلطة الفعلية وفي بعض الخيرين في أن يقتنصوا الفرصة، وأتوقع أن الخناق يضيق والوقت ليس بمصلحة أحد لإيجاد حل عاجل يلبي طلبات الشعب، ويبقى ضمن الدستور وقوانين الجمهورية ويحافظ على الاستقرار".
واستطرد رئيس حركة البناء الوطني الجزائرية قائلا:" أخشى كلما طال الزمن أن يطور الشعب مطالبه وتصعب حينها الاستجابة لها، وقد نتحول -لا قدر الله- إلى انزلاق نحذر منه".
وأردف: "أكد الشعب مرة أخرى وعيه بالإصرار في افتكاك حقه بتعبير حضاري سلمي، ولم تستطع سلطة الأمر الواقع أن تمرر مشروعها أو تقنعه به، لأن الشعب متيقن من تلاعباتها ووعودها المتكررة والأخلاف".
وحول ظروف بوتفليقة الصحية، قال ابن قرينة:" رجل عاجز عن عمل أي إصلاح خلال 20 سنة كيف له وبعد أن اعترف بنفسه بأنه مريض وعاجز (والاعتراف سيد الأدلة)، كيف وهو بهذا الحال أن يصلح أو يقوم بإصلاحات؟ إنه الضحك على الشعب".
وجدّدت حركة البناء الوطني دعوتها إلى "ضرورة التجاوب مع مطالب الشعب والتكييف مع الحالات الدستورية في الحالات المماثلة بدل التوجه إلى حالات فراغ غير مقبولة من شأنها أن تؤسس لمرحلة انتقالية تمرر فيها مشاريع مناقضة لأصالة المجتمع وثوابته ويصعب التحكم في مآلاتها".
وحمّلت الحركة، في بيان لها، مساء الجمعة، وصل "عربي21" نسخة منه، السلطة القائمة مسؤولية تأمين البلاد والمحافظة على الاستقرار، وتعتبرها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن أي انزلاق قد يحدث لا قدر الله نتيجة التعنت".
اقرأ أيضا: مسيرات حاشدة بـ"جمعة الرحيل" ضد التمديد لبوتفليقة (شاهد)
وشدّدت على ضرورة "الحرص على الحل الدستوري المتاح اليوم من أجل استمرار واستقرار مؤسسة الدولة الجزائرية"، مشيدة باستمرار سلمية ووعي الشعب في التعبير عن مطالبه وبالتعامل الإيجابي لمختلف أسلاك الأمن مع المسيرات.
وقالت حركة البناء الوطني إنها "جزء أصيل من هذا الشعب، ولا تتأخر عنه في جميع الظروف"، مؤكدة أن جواب الشعب الجزائري، اليوم الجمعة، بمسيرات حاشدة في مختلف ربوع الوطن حمل رسائل الرفض للتمديد والتأجيل والاستمرارية ورفض ما وصفته بخريطة الطريق الأحادية الجانب.
وسجلت المظاهرات الاحتجاجية في الجزائر رقما قياسيا لأعداد المحتجين في جمعتهم الرابعة أمس، التي تعد الأولى بعد إعلان بوتفليقة تأجيل الانتخابات وتمديد ولايته.
وبلغت المظاهرات ذروتها في الجزائر العاصمة، وواكبتها مظاهرات أخرى في عدد من ولايات البلاد، وسط استنفار أمني.
وقال شهود عيان إن مئات الآلاف من المحتجين تجمعوا وسط العاصمة الجزائرية، أمس الجمعة، في أكبر احتجاجات منذ بدأت المظاهرات الشهر الماضي، ورفع المتظاهرون شعارات منها: "الشعب يريد إسقاط النظام"، و"لا توجد دقيقة يا بوتفليقة"، و"لا يوجد التمديد يا بوتفليقة"، و"لا للتدخل الأجنبي".
تواصل تظاهرات الجزائر.. وفرنسا تراقب الأوضاع عن كثب
تجدد التظاهر بالجزائر ضد "العهدة الخامسة" لبوتفليقة (شاهد)
معارضة الجزائر تفشل بالإجماع على منافس لبوتفليقة