ماذا وراء تسيير دوريات تركية روسية مشتركة بتل رفعت؟

يتصاعد التنسيق التركي الروسي حول منطقة تل رفعت بريف حلب الشمالي، مع الكشف عن مقترح جديد لتسيير دوريات مشتركة في المنطقة التي تشهد من حين لآخر تبادلا لإطلاق النار بين المعارضة والوحدات الكردية.

وفي هذا السياق، كشفت وزارة الدفاع التركية، عن محادثات تجرى بين أنقرة وموسكو، بشأن تسيير دوريات مشتركة، في منطقة تل رفعت بهدف منع هجمات الوحدات الكردية.

يأتي ذلك بعد مضي ثلاثة أيام على عقد اجتماع عسكري تركي روسي في المنطقة القريبة من مدينة إعزاز، وسط أنباء عن خطة لفتح الطريق الدولي "حلب-غازي عنتاب" أمام حركة النقل والتجارة ضمن مسار أستانا، ما يثير تساؤلات عن الهدف من هذه الدوريات المشتركة.

فتح طريق دولية

وبهذا الصدد رجح الكاتب الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو، أن يكون الهدف من تسيير الدوريات المشتركة في هذه المنطقة القريبة من طريق حلب-غازي عنتاب هو فرض الاستقرار تمهيدا لفتح الطريق المذكور أمام حركة النقل.

وأضاف لـ"عربي21"، أن لتركيا، كما لروسيا، مصلحة كبيرة في إعادة تشغيل الطرق الدولية.

من جانب آخر، لفت أوغلو إلى وجود خطة لإعادة سكان مدينة تل رفعت والبلدات المحيطة فيها الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية، مشيرا في هذا الصدد إلى المطالبات الشعبية من أهالي هذه المناطق بالعودة إلى منازلهم.

اقرأ أيضا: مباحثات تركية روسية حول دوريات مشتركة بتل رفعت السورية

وقال "إن التفاهمات التي تعقدها تركيا مع روسيا وأمريكا بالملف السوري ليست دائمة، ودائما ما تكون محط شد وجذب"، مضيفا أن "أنقرة تحاول إمساك العصا من المنتصف، حيث تحاول أن توازن في علاقتها مع موسكو وواشنطن".

الانتهاء من ملف تل رفعت

وأكد أن من شأن التنسيق التركي، الروسي الحالي، أن يسرّع الانتهاء من ملف تل رفعت، الملف الذي يشكل عقدة كبيرة في الشمال السوري، على حد وصفه.

وأكد مصدر عسكري من المعارضة لـ"عربي21" أن الغرض من التحركات الروسية التركية في شمال حلب هو التوصل إلى اتفاق بشأن مدينة تل رفعت.

وأوضح أن الجانبين التركي والروسي عقدا العزم على حل شامل لملف تل رفعت، لإدراكهما أن فتح طريق "حلب-غازي عنتاب" لن يتم ما لم يتم الانتهاء من ملف تل رفعت.

واستدرك المصدر بقوله: "لكن ذلك لا يعني الانتهاء من كل النقاط الخلافية، وخصوصا أن روسيا ما زالت تصر على أن يكون لها دور قوي في المنطقة".

وسبق أن أشار رئيس المكتب السياسي في تل رفعت، بشير عليطو، في حديث لـ"عربي21" إلى بدء القوات التركية والروسية بخطة عمل لإزالة الألغام على جانبي مناطق السيطرة.

وأوضح أن المناطق الجنوبية الغربية من مدينة إعزاز تشهد إجراءات تركية لنزع الألغام، بالتزامن مع تحركات عسكرية روسية مشابهة سُجلت في جانب سيطرة القوات الكردية وقوات النظام بالقرب من مدينتي نبل والزهراء.

اقرأ أيضا: اجتماع عسكري تركي روسي شمال حلب.. هذا ما تم بحثه

وسيطرت الوحدات الكردية على مدينة تل رفعت وقرى عدة في محيطها بدعم جوي روسي، مطلع العام 2016، ومن ثم قامت القوات الروسية بنشر نقاط مراقبة فيها.

يذكر أن القوات التركية والروسية سيرت يوم الجمعة الماضي دوريات في إدلب، لكن ذلك لم يحد من وتيرة قصف قوات النظام على مناطق سيطرة المعارضة.