قال خبير إسرائيلي في الشؤون العربية إن "حماس ومصر تذهبان إلى مرحلة جديدة من تسخين العلاقات الثنائية، فقد أزالت الأخيرة جزءا من الحصار المفروض على القطاع، وهناك شكوك بأن إسرائيل مشاركة في هذه التسهيلات".
وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أنه "كان مثيرا حجم التغطية الإعلامية لزيارة الوفد الأمني المصري رفيع المستوى إلى غزة، ولقائه قيادة حماس، فيما تم التعتيم على زيارته لإسرائيل ولقائه نظرائه الإسرائيليين. وحظيت الزيارة المصرية الممثلة بكبار الجنرالات المصريين بتغطية إعلامية واسعة، وصور تذكارية، وتبادل ابتسامات، ومعانقات دافئة، ثم سربت حماس للصحفيين جدول زيارة الوفد المصري".
وأشار إلى أنه "من المنطقي أن تعطي حماس للزيارة المصرية بعدا علنيا، فهي ترغب بالتقارب مع القاهرة، وسعيدة بعودة الدفء في علاقاتهما، وبعد أن تم الإعلان عنها في العديد من دول العالم منظمة إرهابية، فإنها تبدو محتاجة للحصول على شرعية سياسية، كما تمنح هذه الصور التذكارية لمصر نقاطا إيجابية تظهرها حريصة على أوضاع الفلسطينيين في غزة".
وأوضح خوجي، محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أنه "فيما وصل الوفد المصري لمطار بن غوريون صباح الثلاثاء، فقد كان في استقباله عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، وترددوا بين تل أبيب غزة في جولات مكوكية لمدة يومين ونصف".
وكشف النقاب أن "الوفد الأمني المصري هذه المرة جاء لافتا، سواء في عدد أعضائه الخمسة، أو مستواهم القيادي، وترأسهم عمرو حنفي الرجل الثاني في جهاز المخابرات العامة، وأيمن بديع الرجل الثالث، ورئيس الملف الفلسطيني أحمد عبد الخالق الخبير المخضرم بالساحة الفلسطينية، التقوا أربع ساعات في مكتب إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، بحضور يحيى السنوار وآخرين".
وأكد أنه "قبل وصول الوفد المصري لغزة، تحدث هنية عن نتيجة جولته الأخيرة في القاهرة التي استغرقت أكثر من ثلاثة أسابيع، واعتبرها افتتحت صفحة إستراتيجية في العلاقات الثنائية، في اليوم ذاته سمحت مصر لـ260 معتمرا فلسطينيا بالذهاب للسعودية لقضاء مناسك العمرة، للمرة الأولى منذ أربع سنوات، حيث تم فتح معبر رفح بصورة مستقرة منذ عشر سنوات تقريبا، مع أن افتتاحه يعود على مصر بفوائد مالية أيضا".
وأشار إلى أن "مصر قدمت هدية للجناح العسكري لحماس، من خلال إطلاق سراح أربعة من عناصره المختطفين منذ أربع سنوات في سيناء، وكانت إسرائيل في صلب عملية الاعتقال، وحاولت حتى اللحظات الأخيرة الضغط على مصر بعدم الإفراج عنهم، لكن مصر كانت معنية بتقديم سلة هدايا لحماس".
وأكد أنه "مقابل هذه الهدايا التي قدمتها مصر لحماس، فقد طلبت من الأخيرة مقابلا لكبح جماحها، من خلال عدم تصعيد الوضع الأمني في القطاع، على الأقل إلى حين إجراء الانتخابات الإسرائيلية في أبريل، فالمصريون لا يريدون حربا قريبة في غزة، لأسباب تخصهم هم، وكذلك لعدم الإضرار بفرص نتنياهو للفوز فيها".
وختم بالقول إن "المصريين يعتقدون أن نتنياهو شريك لهم؛ لأن الحرب الآن كفيلة بإرباك الأوراق، ومن الأفضل أن تبقى حماس في السلطة أفضل من الإطاحة بها، ولذلك ليس غريبا أن نجد بين القاهرة وتل أبيب لغة مشتركة تجاه حماس في غزة، بحيث يمكن القول إنه مضت الأيام التي كانت ترى مصر في حماس عدوا قاسيا، ولم يمض على ذلك وقت طويل".
ترقب إسرائيلي لتأثير عمليات حماس على الانتخابات القادمة
رؤية إسرائيلية للتعامل مع حماس "الغاضبة" من مصر
جنرال إسرائيلي: المعادلة القائمة أن حماس تبادر وإسرائيل ترد