تعيش
المرأة
اليمنية واقعا مرا وظروفا قاسية، جراء الحرب المدمرة التي تعصف بالبلاد منذ
أكثر من 4 سنوات.
وبالتزامن
مع اليوم العالمي للمرأة، نشرت منظمة "سام" للحقوق والحريات ومقرها جنيف،
إحصائية بالانتهاكات التي تعرضت لها النساء في اليمن خلال 5 أعوام من الحرب.
وقالت
المنظمة، الذي تتخذ من جنيف مقرا لها، إن "اليوم العالمي للمرأة يأتي في وقت تعاني النساء اليمنيات واقعا مرا وظروفا
قاسية تظافرت على صناعتها سياسات أطراف الحرب
متمثلة في مليشيا جماعة الحوثي ودولتي السعودية والإمارات، اللتانن تقودان تحالفا عسكريا
ضد الجماعة".
وأضاف التقرير الذي حصلت "
عربي21" على نسخة منه، الجمعة، أن "المرأة
في أغلب مناطق اليمن تعيش بدون خدمات وتعاني في سبيل الحصول على الاحتياجات الأساسية
من غذاء وكساء ودواء".
وحسب
التقرير فإن "الآلاف من النسوة يخضن محنة فقدان معيلهن من الرجال السجناء والمختفين
قسريا في سجون مليشيا الحوثي شمالا، والمليشيا المدعومة من السعودية والإمارات في الجنوب".
وأشارت "سام" إلى أن المرأة اليمنية "كان لها قدم السبق
في السعي للتغيير وانتزاع الحقوق، وحققت في سبيل ذلك الكثير من المكاسب في سبيل تحقيق
المساواة الكاملة والقضاء على التمييز السلبي تجاه النساء، والحق في تكافؤ الفرص وغيرها
من الحقوق الشرعية والدستورية". مؤكدة أنها "خلقت بذلك حالة متقدمة من الوعي
ونموذجا متفردا في المنطقة يمكن أن يشكل مصدر إلهام لكل النساء التواقات للحرية والمناضلات
لنيل حقوقهن المشروعة".
وأوردت
المنظمة إحصائية مختصرة للانتهاكات التي خلفها الصراع الدائر في اليمن بحق النساء اليمنيات
منذ 2014 وحتى نهاية 2018 والتي تنوعت بين "القتل المتعمد والإعدامات والإصابات
البالغة".
واعتبرت
المنظمة أن نساء اليمن "تعرضن لانتهاكات ترقى لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وتقول
الإحصائية إن عدد اليمنيات اللواتي قُتلن خلال هذه الفترة بلغ 807 امرأة، ذلك أن العدد
الأكبر منهن قتلن في مدينة تعز (جنوب غرب) بعدد 387 امرأة.
وجاءت
مدينة الحديدة (غرب)، بـ 86 امرأة، وفي مدن عدن، ولحج (جنوبا) فقد قتلت 37 و35 امراة
على التوالي.
وفي شمال اليمن، حيث معقل الحوثيين، في صعدة، فبينت منظمة "سام"
أن 34 امرأة قتلن، فيما أصيبت 1633 أخريات.
وأوضح
التقرير الحقوقي أن 479 امرأةً قتلن نتيجة تعرضهن لشظايا قاتلة، و241 أخريات نتيجة
لإصابات مباشرة بالرصاص. فيما قتلت 69 امرأةً إثر إصابتهن بشظايا الألغام، و4 أخريات
جراء إصابتهن بشظايا العبوات الناسفة، فيما قتلت 14 امرأة نتيجة جروح مختلفة.
وأكدت
المنظمة اليمنية للحقوق والحريات أن نحو233 امرأة قتلن بقصف طيران السعودية والإمارات،
في حين قتلت نحو 249 أخريات بالقصف العشوائي لمليشيا الحوثي، و129 بالقنص المباشر،
و69 بانفجارات الألغام التي زرعتها تلك المليشيات.
كما
ذكرت أن جماعة الحوثي المسلحة قتلت 405 امرأة بالاشتراك مع قوات الرئيس الراحل، علي
عبدالله صالح ـ عندما كان متحالفا مع الجماعة قبل أن ينتهي بمقتله نهاية 2017 ـ خلال الخمس السنوات الماضية.
ووفق
التقرير فإن الحوثيين قتلوا بعد انفصالهم عن قوات صالح 117 امرأة، فيما قتلت قوات وطيران
التحالف العربي 228 امرأة.
ولفتت
إلى أن طائرات بلا طيار أمريكية قتلت 8 نساء.
وعبرت
المنظمة في تقريرها عن إدانتها لهذه "
الانتهاكات الجسيمة المتصاعدة بحق المرأة
اليمنية من قبل جميع الأطراف".
ودعت
إلى "دعم أي جهود ترمي لوقف استهداف المدنيين وخاصة النساء، والعمل على تقديم
الدعم النفسي والمادي لهن عقب الانتهاكات التي تعرضن لها"، مؤكدة على "ضرورة
توقف مليشيا الحوثي عن استهداف الناشطات في القطاعات الحقوقية والإغاثية".
كما
طالبت "سام" جميع الأطراف بضرورة "الالتزام بقوانين الحرب في الصراع
الدائر في اليمن"، ودعت لـ"فتح تحقيق جدي ومستقل بشأن جرائم استهداف النساء،
وإحالة كل من ثبت ارتكابه جرائم حرب إلى القضاء".