تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها عن التحقيقات التي يتعرض لها صهر الرئيس دونالد ترامب بشأن تصريح عدم الممانعة الذي تدخل الرئيس نفسه لمنحه إياه.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "مسألة رقابة الكونغرس للرئيس ترامب تتحول إلى مسألة عالية: الرئيس وأبناؤه الثلاثة، إيفانكا ودونالد جي أر وإريك، وربما أصبحت العائلة كلها محلا للتحقيقات المتعددة، إلا أن احدا لن يكون عرضة للرقابة مثل صهره وكبير مستشاريه في البيت الأبيض جارد كوشنر".
وتشير الصحيفة إلى أنه كان من بين قائمة طويلة في "عالم ترامب" وأصدقائه، ممن طلب منهم تقديم وثائق إلى اللجنة القضائية في مجلس النواب، التي تقوم بالنظر في تصرفات رئاسية خاطئة.
وتلفت الافتتاحية إلى أن الطلب جاء في وقت تزداد فيه حدة النزاع بين كوشنر ولجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب، وهي اللجنة التي تقوم بالنظر في مزاعم تتحدث عن قيام ترامب بالضغط لحصول صهره على تصريح أمني "عدم ممانعة" من الدرجة الأولى، رغم معارضة مسؤولي الاستخبارات.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "البيت الأبيض سيتحدى الكونغرس في الحالتين؛ متذرعا بالسلطات التنفيذية والتشريعية الممنوحة له، وأرسل مستشار البيت الأبيض القانوني بات سيبلون رسالة إلى رئيس لجنة الرقابة والإصلاح ألايجا كامينغز، رافضا طلبه، ومتحديا إصدار مذكرات استدعاء، وكان رد كامينغز أنه سيتشاور مع زملائه في اللجنة، وسيقررون الخطوة التالية".
وتفيد الافتتاحية بأن "الإجراءات التي يقوم بها الديمقراطيون عن دور كوشنر المميز في بيت ترامب الأبيض أثارت قلقا واسعا ذا ملمح خاص أكثر من كونه مرتبطا بالمحاسبة والكفاءة التي تربط عادة بمشكلة المحاباة العائلية".
وتجد الصحيفة أن "عدم الارتياح من اطلاع كوشنر على المعلومات السرية المهمة يذهب أبعد من السياسة، فقد تردد المسؤولون الأمنيون في إدارة ترامب في السماح لصهر الرئيس بالحصول على هذه المعلومات، وفعل الأمر ذاته دونالد ماغان خلال عمله القصير مستشارا في البيت الأبيض، وتجاوز الرئيس هذه النصيحة وأمر بمنح كوشنر التصريح الأمني في أيار/ مايو".
اقرأ أيضا : عميلة "CIA" سابقة تعلق غاضبة على منح "تصريح" لكوشنر
وترى الافتتاحية أن "الاعتراضات على التصريح ليست مجرد اعتراضات مرتجلة، بل هي قائمة على مراجعة وتفكير، فبعد اتخاذ الرئيس قراره، فإن ماغان، الذي شعر بالقلق، كتب مذكرة داخلية فصل فيها اعتراضاته على منح كوشنر التصريح الأمني (عدم الممانعة)، بما فيها اعتراضات (سي آي إيه).
وكان واضحا في توصيته ضد أي تحرك باتجاه السماح له، فيما شعر مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي، بالحاجة ليكتب مذكرة يوضح فيها أنه (أمر) من الرئيس ليعطي كوشنر (عدم ممانعة أمنية)".
وتعلق الصحيفة قائلة إنه "لو كان هذا صحيحا، فإن هذه نقطة أخرى قام فيها الرئيس بتضليل الرأي العام، وذلك أنه أكد في كانون الثاني/ يناير، أنه لم يؤد أي دور في ترتيب حصول صهره على التصريح الأمني، وفعلت ابنته إيفانكا الأمر ذاته، حيث أكدت الشهر الماضي أن والدها (لا علاقة له فيما يتعلق بالتصريح الأمني لي أو لزوجي، صفر)".
وتعتقد الافتتاحية أن "هذه الأكاذيب مثيرة للقلق، مثل حقيقة سخط المسؤولين في الإدارة والأمنيين لمنح كوشنر منفذا إلى أسرار الدولة المهمة".
وتتساءل الصحيفة عن الأسباب الحقيقية التي جعلت "سي آي إيه" مترددة في منح كوشنر منفذا إلى المعلومات السرية، و"لماذا تواصل الوكالة حرمانه من الحصول على المعلومات السرية المصنفة؟ ولماذا طرح مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي أي) أسئلة عن التأثير الأجنبي على كوشنر؟".
وتنوه الافتتاحية إلى ما جاء في تقرير "نيويورك تايمز" الشهر الماضي، الذي قال: "من غير المعلوم مدى قلق المسؤولين الأمنيين من كوشنر، لكن حجب تصريح عدم الممانعة عنه جاء بسبب الأسئلة التي طرحتها (سي آي إيه) و(أف بي آي) حول صلاته الأجنبية والتجارية، خاصة المتعلقة بإسرائيل والإمارات العربية المتحدة وروسيا.
وذلك بحسب عدة أشخاص مطلعين على الأحداث"، مشيرة إلى أن المعلومات غير الدقيقة التي قدمها كوشنر لمكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن تفاعله الأجنبي أدت إلى قلق إضافي.
وتقول الصحيفة إنه "بالإضافة إلى هذا كله فإن الكثيرين استهجنوا علاقته الخاصة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهي علاقة استراتيجية مريحة عمل السعوديون بقوة على بنائها.
وخوفا من تعرض كوشنر، الساذج في الشؤون الدبلوماسية الأجنبية، للتلاعب على يد الأمير، فإن كيلي قام بمحاولات للحد من اتصالات الرجلين، وعمل على التأكد من وجود مسؤول من مجلس الأمن القومي أثناء المكالمات بينهما".
وتستدرك الافتتاحية بأنه "مع ذلك فإن العلاقة بين كوشنر والأمير استمرت وكبرت وصمدت أمام استنتاج الوكالات الأمنية الأمريكية من أن ولي العهد هو الذي أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي، ووسط رد الفعل الدولي الشاجب للجريمة كان كوشنر من أشد المدافعين عن الأمير".
وتقول الصحيفة إن "كوشنر ليس موظفا عاديا في البيت الأبيض، فقد أوكلت إليه مهمة تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وهو المبعوث (النجم) الذي أرسله الرئيس إلى الحكومة السعودية، وبناء عليه، فإن الرأي العام يحتاج لمعرفة السبب الذي جعل الوكالات الأمنية تشعر بالتوتر منه".
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إن "وضع واحد من عائلة الرئيس على كرسي التحقيق الساخن أمر حساس، وسيشعر الناخبون بالغثيان وهم يراقبون زوجة الرئيس أو ابنته أو صهره يجيبون على أسئلة صعبة، وهذا ليس مبررا لتجنبهم المحاسبة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
WP: متى يتحرك ترامب لوقف تعذيب أمريكي بالسعودية؟
كريستوف: هل ناقش كوشنر المشروع النووي مع ابن سلمان؟
هيل: حان الوقت لأن تدعم أمريكا القوى الديمقراطية لا الطغاة