قال خبير إسرائيلي في الشؤون الدولية إن "التقارير الأمنية العالمية حول انهيار تنظيم الدولة لا تعني انتهاء المشكلة نهائيا، فما زال أمامنا تحد أخطر وهو القنابل المتكتكة، المتمثلة في آلاف المقاتلين الأجانب وزوجاتهم وأبنائهم المنتشرين في كل أنحاء العالم، وترفض أي دولة استيعابهم، لاسيما في ظل الرفض الأوروبي القاطع لمنع وصول أي هجرات جديدة من الجهاديين".
وأضاف غيا أليستر في مقاله بموقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21" أن "الأيام القادمة ستشهد إعلان الانتصار النهائي على داعش من جهة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي ينتظر هذه اللحظة منذ بداية ولايته الرئاسية، بعد أن فقد التنظيم معاقله الأساسية الأخيرة في سوريا والعراق، حيث الرقة والموصل، وباقي المناطق التي كان يسيطر عليها في الدولتين، لكن ذلك لا يعني أن التنظيم رفع الراية البيضاء".
وأوضح أن "إعلان هزيمة التنظيم يعطي مصداقية لترامب بإعادة ألفي جندي أمريكي من سوريا إلى بلادهم، رغم وجود خلافات أمريكية كبيرة حول هذه الخطوة، مع أن تفكك تنظيم الدولة ككيان سياسي قائم بذاته هو تقدم جدي وجوهري".
وأكد أن "الواقع الجديد هو إحدى النتائج المترتبة على مقتل وتفرق العديد من قادة التنظيم الخطيرين في كل اتجاه، وأن هذه مرحلة جيدة للانتقال لمرحلة جديدة من محاربة الجماعات المسلحة حول العالم، والحيلولة دون السماح للتنظيم بأن يرفع رأسه من جديد في أي منطقة أخرى من العالم".
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: ما هو مستقبل تنظيم الدولة بعد سوريا؟
وأشار إلى أن "إدارة ترامب تدفع بقوة للضغط على الدول الأوروبية للقبول بإعادة مواطنيها المنخرطين في تنظيم الدولة الإسلامية دون إطلاق سراحهم نهائيا، إلا بعد التحقيق معهم، رغم أن ترامب شخصيا يرفض استقبال المواطنين الأمريكيين من عناصر التنظيم، وأوروبا بدأت تشهد نماذج على هؤلاء الأفراد الذين بدأوا يعودون إليها".
وكشف النقاب عن أن "قوات سوريا الديمقراطية الكردية تعتقل لديها ثمانمائة مقاتل من تنظيم الدولة، في حين أن سبعمائة من نسائهم و1500 من أطفالهم يعيشون في معسكرات منفصلة، يصلها العشرات يوميا، وتعلن هذه القوات أنها لن تفرج عنهم، لكنها تحذر من أن تركيا إن فكرت بمهاجمتها عقب الانسحاب الأمريكي فإن هؤلاء الآلاف سوف يهربون من السجون، ولذلك أرسلت واشنطن تحذيرا لأنقرة بهذا الخصوص".
وأكد أن "الأكراد يرون بقاء هؤلاء المقاتلين من تنظيم الدولة بحوزتهم أمرا خطيرا، وقد يتحولون مع مرور الوقت إلى قنبلة متكتكة، والأفضل لدول أوروبا أن تقبل بعودتهم إليها، وإعادة ترميم عوائلهم، لأنه يصعب تقدير كم من هؤلاء المقاتلين غادروا أفكارهم وأيديولوجيتهم، فقد يعودون من جديد لذات الأعمال التي مارسوها في السابق فور تحررهم من الأسر".
وتوقع أن "بعض هؤلاء المقاتلين ما زال طليقا وهاربا من العدالة، والبعض الآخر نزل تحت الأرض بانتظار جولة جديدة من مواجهة قد يخوضها التنظيم في منطقة أخرى من الشرق الأوسط، لأن فقدان معاقله الأرضية، وإعلانات ترامب والقادة الأوروبيين لا ينبغي أن تضلل أحدا في بقاء التنظيم".
اقرأ أيضا: لوس أنجلوس تايمز: هل انتهى تنظيم الدولة بالفضاء الإلكتروني؟
وأوضح أن "العديد من رجال البنتاغون والسي آي إيه يعلمون أن الفكرة الداعشية لم تهزم بعد، صحيح أن هذه الدولة فقدت سيطرتها على ثلث الأراضي السورية والعراقية، ولم تعد قائمة، لكن أيديولوجيتها موجودة، ويمكن اعتبار مقاتليها منخرطين في خلايا نائمة ينتظرون ساعة الصفر لصدور تعليمات جديدة سواء في سوريا أم في العراق، أو بانتظار تغير الظروف الجيو-سياسية فيهما".
وختم بالقول إن "المعطيات الأوروبية التي حصلت عليها الأوساط الأمنية الإسرائيلية تقول إن خمسة آلاف مقاتل في صفوف تنظيم الدولة من أصول أوروبية، 1500 منهم فقط عادوا إليها، معظم هؤلاء المقاتلين أتوا من دول: بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا. من بريطانيا وحدها خرج تسعمائة مقاتل، 20% منهم قتلوا، ونصفهم عادوا، تبقى 360 آخرون، ماذا يفعل هؤلاء بجانب 300 فرنسي و270 ألمانيا؟".
لهذه الأسباب أطلق ترامب اسم "صفقة القرن" على خطته للسلام
هكذا قرأ كاتب إسرائيلي إقرار واشنطن "قانون قيصر" ضد الأسد
معاريف: دول عربية معتدلة تحثنا على قتال إيران بدلا منها