تسببت هجمات النظام السوري، مؤخرا على مناطق
خفض التوتر في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بموجة نزوح جديدة في المنطقة، حيث
اضطرت أكثر من 6 آلاف عائلة للنزوح منذ بداية شباط/فبراير الحالي.
وكثفت القوات التابعة للنظام السوري
والمليشيات الأجنبية المدعومة من قبل إيران، من هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة،
على مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان، كبرى مدن محافظة إدلب، ما دفع سكانها
المدنيين إلى النزوح باتجاه المخيمات الواقعة على الحدود التركية، وإلى مناطق أخرى
في المحافظة، تعد آمنة نسبيا.
وقال مدير "فريق منسقو الاستجابة"
بإدلب، إن أعداد العائلات التي اضطرت للنزوح منذ بداية شباط/ فبراير الجاري، وصلت
إلى 6 آلاف و900 عائلة في محافظتي إدلب وحماة.
وأوضح أن الأسر النازحة لجأت إلى مناطق آمنة
نسبيا، مقارنة بالمناطق التي تعرضت لهجمات النظام وفقا لـ"الأناضول".
وأضاف "حلاج" أن حوالي 25 ألف أسرة
اضطرت للنزوح نتيجة انتهاكات النظام السوري، منذ التوصل إلى اتفاق إدلب الموقع بين
تركيا وروسيا، في مدينة سوتشي بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر 2018.
من جهته، قال إبراهيم سوسي الذي فقد أحد أبنائه
في الهجمات الأخيرة للنظام السوري، إن الأخير يستهدف مناطق المدنيين في المحافظة.
وأوضح المواطن السوري الذي نزح إلى مخيم
"آل خان شيخون" القريبة من الحدود التركية، أنه فقد ابنه البالغ من
العمر 18 عاما، نتيجة القصف. مبينا أن النظام يستهدف الأطفال.
وأشار "سوسي" إلى أن موجات النزوح
متواصلة ولا تنتهي. متسائلا: "بعد أن نزحنا اليوم إلى المخيمات، إلى أين سننزح
بعد أن يتم استهدافها هي الأخرى أيضا؟".
وشدد على أن المناطق التي يستهدفها النظام
السوري، خالية من "الإرهابيين ومن عناصر تنظيم داعش".
من بين من اضطروا للنزوح أيضا نتيجة الهجمات
الأخيرة، السورية أم أحمد التي نزحت للمرة الثانية من خان شيخون، بعد نزوحها الأول
من ريف حماة الشرقي.
اقرأ أيضا: مقتل 5 مدنيين في قصف النظام لمنطقة "خفض التصعيد" بإدلب
وقالت أم أحمد، إن القذائف بدأت تنهال عليهم،
ما أدى إلى إصابة أحد أبنائها بجروح بليغة، وفقدت أبناءها الآخرين.
وتصف المواطنة السورية لحظات القصف قائلة: "وكأن القيامة قد قامت، فقدت حينها أبنائي، وبدأت بالبحث عنهم فلم أجدهم.
فيما نُقل ابني المصاب إلى تركيا لتلقي العلاج. وهو الآن في العناية المركزة منذ
يومين".
ويروي محمد سرماني (65 عاما)، وهو من سكان خان
شيخون، أنه اضطر للنزوح إلى أحد المخيمات القريبة منهم، مستغلا فترة انخفاض عمليات
القصف على المنطقة بشكل مؤقت.
وأضاف "سرماني" أن البعض من سكان
المدينة ظلوا تحت أنقاض القصف، فيما نزح البعض الآخر إلى الحقول المجاورة للمدينة،
فيما يمكث البعض منهم في العراء بين أشجار الزيتون، على حد قوله.
وطالب "سرماني" بإنشاء نقاط دفاع في
المدينة، إلى جانب نقاط المراقبة التركية.
ومنذ بداية العام الحالي، قتل 68 مدنيا وأصيب
أكثر من 260 آخرين، نتيجة الهجمات البرية والجوية للنظام السوري على مناطق خفض
التوتر في محافظة إدلب.
بثينة شعبان تهاجم أردوغان وتتحدث عن حسم مصير إدلب
تعزيزات للنظام بريف حماة و"قسد" تستعد للهجوم على "داعش"
مقتل طفل بقصف النظام منطقة "خفض التصعيد" شمال سوريا