نشر موقع "نيوز.
ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن حاجة "حزب الله" اللبناني إلى تلميع
صورته، وذلك بمساعدة حلفائه في منطقة الشرق الأوسط، على غرار إيران وروسيا التي
تلعب دورا محوريا في العديد من القضايا الحاسمة في المنطقة.
وقال الموقع في تقريره
الذي ترجمته "عربي21"، إنه بحسب مصادر إسرائيلية، تبحث كل من روسيا
وإيران عن طريقة لضمان استقرار الوضع في لبنان. وفي هذا الإطار، وعدت القيادة
الإيرانية مرة أخرى بتسليح الجيش اللبناني. ومن جهتهم، يدعي صحفيون إسرائيليون أنه
خلال الاتصالات رفيعة المستوى بين روسيا وإسرائيل، أوضح الجانب الروسي دعمه لفكرة
سحب هذا التنظيم اللبناني من عزلته.
وأوضح الموقع أنه بحسب
مصادر إسرائيلية مطلعة على جزء من المفاوضات الروسية الإسرائيلية، حاول ممثلو
وزارة الخارجية الروسية خلال المحادثات، إقناع الجانب الإسرائيلي بأن أتباع
"حزب الله" ليسوا إرهابيين. وبحسب المنهج السياسي الذي تتبعه القيادة
الروسية في الوقت الراهن تجاه "حزب الله"، يبدو أن موسكو تعتبر هذه
المنظمة بمثابة قوة إيجابية من شأنها ضمان استقرار منطقة الشرق الأوسط. وبناء على
ذلك، يعتقد دبلوماسيون إسرائيليون أن سياسة الكرملين تغيرت تجاه لبنان، ما يعني
أنها قد تتغير كذلك تجاه إسرائيل.
وأشار الموقع إلى أنه
لا يمكن اعتبار العلاقات الروسية مع "حزب الله" علاقات ودية. لكن، في
حقيقة الأمر، تُقاتل موسكو و"حزب الله" في سوريا على نفس الجانب تقريبا
أي إلى جانب الحكومة السورية. لكن، تعلم
المنظمة الشيعية أن موسكو في انتظار التطورات في الجمهورية العربية السورية والتي
من شأنها أن تدفعها لاتخاذ مواقف مؤيدة لإسرائيل.
وأورد الموقع أنه على
خلفية عمليات إزالة الأنفاق تحت الأرض، على الحدود مع لبنان، أعلمت الدبلوماسية
الروسية قيادة "حزب الله" بمدى استيائها من نشاط التنظيم العسكري. وبحسب
بعض المصادر، ذكّر الجانب الروسي "حزب الله" بضرورة الالتزام بقرار
الأمم المتحدة رقم 1701، الذي تم اتخاذه إثر النزاع المسلح واسع النطاق الذي اندلع
بين إسرائيل و"حزب الله" خلال سنة 2006. كما دعت موسكو لحل مشكلة
الأنفاق تحت الأرض، التي تُستخدم وفقا لتصريحات الجانب الإسرائيلي، من أجل تنفيذ
عمليات على أراضيها.
وأفاد الموقع أنه من
الواضح أن القيادة الإيرانية تدرك جيدا مدى التغيير في السياسة الروسية، تجاه
"حزب الله". وتجدر الإشارة إلى أن إيران في خضم ذلك قدمت العديد من
القرارات الجريئة المتعلقة بهذا الشأن. وخلال زيارته إلى بيروت، أعلن وزير
الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده مُستعدة لتقديم أسلحة إلى الجيش
اللبناني. والمثير للاهتمام أن ذلك جاء نتيجة طلب زعيم "حزب الله" حسن
نصر الله بتزويد "حزب الله" بالأسلحة لمحاربة إسرائيل.
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: لماذا أصبح نزاعنا مع إيران أمرا حتميا بسوريا
وذكر الموقع أنه بحسب
مصادر في الصحافة الإسرائيلية يتعلق الأمر بتوصيل أنظمة "باور 373"
للدفاع الجوي إلى لبنان، التي تعد مشابهة لأنظمة "إس-300" الروسية
الصاروخية. في المقابل، أشار مراقبون وخبراء إلى أن إيران لن تكون قادرة على إرسال
هذه الأسلحة إلى لبنان. وعلى الأرجح، سترفض الحكومة اللبنانية اقتراح القيادة
الإيرانية، وستظل مسألة نقل الأسلحة مجرد كلمات، مثلما كان الوضع سنة 2014.
وأكد الموقع أن لبنان
نفسه لا يزال مضطربا سياسيا، إذ استغرق رئيس الوزراء سعد الحريري حوالي ثمانية
أشهر لتشكيل الحكومة. وقد شملت الحكومة الجديدة 30 شخصا، من بينهم أربع نساء، كما
ذهبت ثلث المناصب الوزارية (10 من أصل 30)، إلى الكتلة المسيحية من التيار الوطني الحر،
الذي يترأسه صهر الرئيس، جبران باسيل.
وأضاف الموقع أن
"حزب الله" الشيعي وحركة "أمل" تمكنا من الحصول على ثلاث حقائب مهمة في الحكومة الجديدة على غرار وزارة الصحة ووزارة الزراعة ووزارة شؤون
الشباب. وبعد الإعلان عن تشكيل مجلس الوزراء في لبنان، قال رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن "حزب الله" لا يكتفي بالانضمام إلى
الحكومة فقط، وإنما يسيطر عليها من خلال الائتلافات السياسية التي يشكّلها.
ناشونال إنترست: ماذا يعني انسحاب أمريكا من سوريا لروسيا؟
بلومبيرغ: هذه هي التطورات المهمة الواجب مراقبتها في سوريا
لاكروا: هل هناك بوادر مواجهة بين إسرائيل وسوريا؟