لم يحسم حزب النور السلفي موقفه من مسألة التعديلات الدستورية التي وافق مجلس النواب المصري على مناقشتها، الأسبوع الماضي، خاصة فيما يتعلق بتمديد فترة الرئاسة من أربع إلى ست سنوات، وبدور القوات المسلحة الجديد.
ونفى مصدر مسؤول بالحزب في تصريحات لـ"عربي21" إعلان موقفه من التعديلات الدستورية، مؤكدا أن كلام وكيل المجلس، سليمان وهدان، بشأن اعتراض الحزب على معنى كلمة بالتعديلات المزمع مناقشتها "غير دقيق".
وقال وكيل مجلس النواب، النائب سليمان وهدان، في مداخلة هاتفية بإحدى البرامج التلفزيونية، إن حزب النور أبدى تحفظه على كلمة "مدنية"، الواردة في المادة المقترحة الخاصة بحفاظ القوات المسلحة على الديمقراطية والدولة المدنية.
وأوضح أن الحزب تخوف من أن تعني كلمة "مدنية" معنى "العلمانية"، مشيرًا إلى إيضاح هذا الأمر للحزب بأن هناك فرقا بين المصطلحين، فوافق حزب النور على موضوع التعديلات بعد إيضاح الأمر.
وتنص إحدى المواد المزمع استحداثها في الدستور، المثيرة للجدل، "على أن القوات المسلحة هي الحامية والضامنة للديمقراطية ومدنية الدولة".
وقررت أحزاب وقوى وشخصيات سياسية معارضة داخل مصر تشكيل جبهة واسعة لرفض تعديل الدستور، تحمل اسم "اتحاد الدفاع عن الدستور".
موقف الحزب
ونفى عضو الهيئة العليا لحزب النور، شعبان عبدالعليم، أن يكون الحزب قد أعلن موقفه من التعديلات الدستورية، قائلا: إن "الحزب لم يعلن موقفه حتى الآن"، مشيرا إلى أن "الهيئة العليا للحزب سوف تجتمع في القريب العاجل ثم يعلن الحزب موقفه".
وبشأن تصريحات وكيل البرلمان بخصوص موقف الحزب أكد في تصريحات لـ"عربي21": أن "مندوبي حزب النور قالوا إن التصريحات التي نشرت على بعض المواقع غير دقيقة، ربما يكون نواب الحزب اعترضوا لكن ليس بهذا الشكل".
وبخصوص موقف الحزب بشأن التعديل من حيث المبدأ بغض النظر عن مواقفه من جميع المواد، قال إنه "لا أحد في الحزب يمكن أن يعبر عن رأيه حتى تعلن الهية العليا للحزب رأيها؛ لأن الجميع يأخذ برأي الأغلبية".
وتقلص عدد مقاعد حزب النور السلفي في مجلس النواب الحالي إلى 12 مقعدا فقط، بدلا من 111 مقعدا بنسبة 22% من عدد أعضاء مجلس الشعب المنحل عام 2012.
اقرأ أيضا: هل يضحي السيسي بحزب النور بعد قانون حل الأحزاب الدينية؟
"صنائع الأمن"
وعلق المحلل السياسي، عزت النمر، بالقول: "لا يجب أن نناقش حزب النور في موقفه المخزي؛ لأن موقفه ليس بجديد، فالحزب مبدؤه معروف منذ نشأته دعماً وسنداً للاستبداد، كما أن رموزه كانوا صنائع الأمن منذ زمن مبارك وما زالوا للآن، ولم يقفوا يوماً موقفاً جاداً من السلطة إلا يوم أن جاءت بإرادة شعبية وشورى حقيقية".
وأضاف لـ"عربي21": "لذلك لن يتفاجأ أحد من موقف الحزب القذر من التعديلات وتركهم للكوارث الظاهرة، ويتمحكون في سخافات لفظية، لأن مواقفهم ومسيرتهم خالية من أي موقف مبدأي محترم أوشريف".
ورأى أن أعضاء الحزب "لا تعنيهم حرية ولا تشغلهم إرادة الشعوب ولا كرامتها، وهم في حقيقتهم ما بين عابد لنفسه وشهواته يدور مع الاستبداد حيث دار- وهؤلاء هم الكثرة الكاثرة - التي تؤيد العسكر لقاء مكتسبات ومصالح، أما قلة منهم ربما تعبد الاستقرار والخنوع عن جهل وسذاجة، والجميع تصنعه المخابرات والأجهزة الأمنية في مصر".
فيما انتقد البعض على وسائل التواصل الاجتماعي موقف حزب النور من التعديلات الدستور، مشيرين إلى أن الحزب منفصل عن الواقع، ولا يمثل إلا نفسه والنظام، وطالبه باعتزال العمل السياسي.
فيما رأى البعض أن موقف حزب النور معروف سلفا، ولكنه تساءل كيف ستكون مبررات الحزب لأنصاره ومؤيديه بتأييدهم التعديلات الدستورية.
هكذا يغازل السيسي قضاة مصر لتمرير التعديلات الدستورية
ما علاقة "فتيات خالد يوسف" بالتعديلات الدستوربة في مصر؟
مصادر نيابية: التعديلات الدستورية تسمح للسيسي بالبقاء لـ2034