ذكرت صحيفة "الغارديان" أن المسؤولين الإماراتيين ألمحوا إلى أن البريطاني المعتقل علي عيسى أحمد بسبب تشجيعه فريق قطر ربما ضرب نفسه.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أصدقاء مشجع كرة القدم الذي اعتقل واحتجز في أبو ظبي، دعوا السلطات الإماراتية للإفراج عنه، وعودته إلى بلاده سالما، بعدما ألمح المسؤولون أنه مسؤول عن ضرب نفسه.
وتذكر الصحيفة أن أصدقاء البريطاني الذي اعتقل بسبب ارتدائه قميصا لفريق قطر أثناء مباراة فريق الأخيرة مع منتخب العراق الشهر الماضي، ضمن تصفيات كأس آسيا لكرة القدم التي نظمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ناشدوا وزارة الخارجية لتبني قضية أحمد والإفراج عنه.
ويلفت التقرير إلى أن أحمد البالغ من العمر 26 عاما، ومشجع فريق أرسنال الإنجليزي من مدينة وولفرهامبتون، سافر في سياحة إلى الإمارات في كانون الثاني/ يناير، وعندما كان هناك حصل على تذكرة لمشاهدة مباراة قطر.
وتنوه الصحيفة إلى أن ارتداء أحمد قميصا يحمل شعار قطر فسر على أنه متعاطف مع الدولة التي يحظر على أي شخص في الإمارات إظهار أي نوع من التعاطف معها؛ بسبب الحصار المفروض عليها من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، مشيرة إلى أن حكومة أبو ظبي أصدرت قرارا بمعاقبة من يظهر التعاطف بالغرامة وعقوبة سجن طويلة.
ويفيد التقرير بأن السلطات الإماراتية اعتقلت أحمد واحتجزته، وسمح له بالاتصال مع صديقه في بريطانيا عامر لوكي، وأخبر صديقهن أنه محتجز، وتعرض للضرب بعد المباراة، واتهم بتشجيع قطر؛ لأنه ارتدى قميصا عليه شعار قطر، وقال إنه ذهب ليبلغ عن الحادث إلى الشرطة، فاتهم بتقديم بيانات كاذبة عن الأمن الإماراتي.
وتقول الصحيفة إن السفارة الإماراتية في لندن أخبرتها في البداية أنها تحقق في اعتقاله، لكن بعد أن اهتم الإعلام بالقصة فإنها أصدرت بيانا قالت فيه إن أحمد ذهب إلى مركز الشرطة في إمارة الشارقة في الشهر الماضي، وزعم أنه تم التحرش به وضربه من مشجعين لمنتخب الإمارات، ولأنه هتف لفريق قطر.
وينقل التقرير عن مسؤول إماراتي، قوله إن الشرطة نقلته إلى المستشفى، حيث كشف عليه طبيب، وتبين أن الإصابات التي تعرض لا تتوافق مع تتابع الأحداث، وأنه ربما تسبب بالأذى لنفسه.
وبحسب الصحيفة، فإنه وجهت لأحمد في 24 كانون الثاني/ يناير تهمة لأنه أضاع وقت الشرطة، وتقدم ببلاغات كاذبة، "ونصحنا بأن اعترافاته تعني أنه سيتم تقديمه للمحاكم في الإمارات".
وقال المسؤول إن "اعتقاله لا يرتبط أبدا بكونه ارتدى قميص المنتخب القطري، بل لأنه شخص يريد الاهتمام الإعلامي وضيع وقت الشرطة".
وينقل التقرير عن لوكي، قوله إن أحمد لم يكن أبدا وراء إلحاق الضرر بنفسه، وأنه ذهب إلى الشرطة ليلفت الإعلام لنفسه، "وعندما تحدثت إليه على الهاتف بدا في حالة سيئة، وطلب المساعدة في الإفراج عنه وخروجه من الإمارات والعودة آمنا إلى بريطانيا، ونحاول أن نلفت الانتباه للقضية؛ أملا في أن يقود ذلك إلى الإفراج عنه والعودة إلى بريطانيا".
وتورد الصحيفة نقلا عن وزارة الخارجية قولها على موقعها في الإنترنت، قولها إنها حذرت البريطانيين المسافرين للإمارات، وذكرتهم بقرار الإمارات في 7 حزيران/ يونيو 2017، الذي جعل التعاطف مع قطر جريمة؛ وذلك بسبب قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وقال متحدث باسم الخارجية إن الوزارة تقدم الدعم للرجل البريطاني الذي اعتقل في الإمارات، وعلى اتصال مع السلطات المحلية.
ويشير التقرير إلى أن المدير السابق لفريق ليدز لكرة القدم ومؤسسة منظمة "معتقلون دوليا" ديفيد هيغ، الذي اعتقل في الإمارات، دعا وزير الخارجية جيرمي هانت ومسؤولي الوزارة للتحرك بسرعة وبشكل صارم، وقال إن "سجون دبي هي بؤر التعذيب والظلم والتمييز والانتهاك".
وتنقل الصحيفة عن رضا ستيرلينغ من جماعة "معتقلون في دبي"، قولها: "نظرا لمحدودية الاتصالات التي تسمح فيها الإمارات لمن هم في المعتقل، فما حدث لعلي عيسى أحمد غامض، وما نعرفه أن الإمارات تعاقب أي شخص يتعاطف مع قطر".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول ستيرلينغ إنه لو تم إجبار أحمد على التراجع عن المزاعم التي قالها في البداية وتمت معاقبته فإن هذا أمر مثير للقلق.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: الإمارات تعتقل بريطانيا شجّع منتخب قطر
فايننشال تايمز: ماذا وراء الدبلوماسية القطرية الحازمة؟
التايمز: كيف كشفت مباريات كأس آسيا عن توسع الصدع بالخليج؟