نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا لمراسله سبنسر إكرمان، يكشف فيه عن مشاركة محققين أمريكيين وإماراتيين في التحقيق مع معتقلين يمنيين في السجون التي تديرها الإمارات في اليمن.
ويتحدث التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن شهادة لمعتقل يمني سابق رمز إليه بسلفاتور، حيث تم تعصيب عينيه، وتقييده، ووضعه أمام محققين أحدهما إماراتي بجانبه رجل ينادى بجون، وعرف سلفاتور من حديثه أنه أمريكي.
ويقول إكرمان: "الآن وقد أصبح الأمريكيون جزءا من التحالف الإماراتي السعودي في اليمن، فإن وجود أمريكي في جلسة التحقيق مع سلفاتور، الذي اعترف بأنه كان قبل 20 عاما مع تنظيم القاعدة، وحقق معه الأمريكيون في الماضي، يشير إلى أنهم بدأوا يهتمون بحالته من جديد".
وينقل الموقع عن سلفاتور، قوله إن جون كان يهمس للإماراتي ليقوم بدوره وتوجيه السؤال للمعتقل، وبعد انتهاء التحقيقات كانت جلسات المعاملة القاسية، عندما ينادي المحقق زملاءه بألقابهم، ويقول لهم: "تعرفون مهمتكم"، مشيرا إلى أن أحد الزملاء يعرف بلقب "هتلر"، الذي كان يقوم "بتعريضي للصعقات الكهربائية.. كانوا يجردوني من ملابسي تماما، ويضربونني بقسوة، وعندها تبدأ بمعرفة ما يجري في الغرفة، حيث يوجد شخصان يراقب أحدهما التحقيق كله"، ويعني به الأمريكي جون، أما الثاني فهو الإماراتي، الذي "يقوم بتوجيه الأسئلة وإصدار الأوامر للتعذيب".
ويشير التقرير إلى أن معتقلا سابقا، واسمه عادل سالم ناصر الحسني، قدم شهادة مماثلة، وتشير إلى حضور أمريكي جلسات التعذيب، لافتا إلى أنه بناء على شهادته، فإنه في الغالب لا يتم تعصيب عيون المعتقلين، وقد سمع وعرف من سجناء قالوا إن هذا لم يكن الروتين دائما.
ويعلق الكاتب قائلا: "إنك لا تحتاج لأن تأخذ كلام المعتقلين السابقين على أنه حقيقة، وذلك لأن الأمريكيين أنفسهم يعترفون بوجود عناصرهم في المعتقلات، وتكذب رواية المعتقلين اليمنيين ما يقوله المسؤولون الأمريكيون إنهم لا يعرفون عن حالات تعذيب قام بها حلفاؤهم، رغم وجود عناصر أمريكية فيها".
ويلفت الموقع إلى أن تقريرا مختصرا للكونغرس في كانون الأول/ ديسمبر، نشره أولا موقع "ذا إنترسيبت"، كشف عن اعتراف وزارة الدفاع "البنتاغون" بشكل رسمي، بأن عناصر في الجيش الأمريكي يعملون بشكل رسمي في السجون اليمنية، لكن البنتاغون قالت: "لا تقوم القوات الأمريكية بعمليات اعتقال في اليمن، لكنها تقوم بتحقيقات أمنية مع المعتقلين في معتقل مشترك".
ويذهب التقرير إلى أن "وجود الإماراتيين في اليمن هو من أجل هزيمة المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، إلا أن المحققين مع سلفاتور في قاعدة التحالف في منطقة البريقة في مدينة عدن لم يسألوه عن الحوثيين، ولم يتم اعتقاله لانتمائه للحوثيين، بل كان يعمل في المقاومة ضدهم في منطقة أبين، وكان المحققون يسألونه عن رجل اعتقل معه في سجن تمارس فيه الانتهاكات وقضى فيه عامين، رجل يعتقد سلفاتور أنه ذهب للقتال مع الجهاديين في العراق".
وينقل إكرمان عن سلفاتور، قوله: "كان ذلك الرجل مهما للأمريكيين"، ولهذا السبب تقوم الولايات المتحدة باستخدام التحالف السعودي الإماراتي الذي يقاتل الحوثيين لملاحقة تنظيم القاعدة والفروع التابعة له، مشيرا إلى أن سلفاتور لا يعرف إن كان جون أمريكيا، أو أنه عنصر أمريكي أو عميل استخباراتي، فقد كان معصوب العينين، ولا يعرف ملامحه أو شكله وماذا كان يرتدي.
ويستدرك الموقع بأن سلفاتور والحسني أخبرا "ديلي بيست" عن الحضور الأمريكي الواضح في السجون المتعددة في عدن، حيث تم تعذيبهما وصعقهما بالكهرباء، وهددا بالاعتداءات الجنسية، فيما تم اغتصاب آخرين فيها، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كانا فيه معصوبي العينيين في أثناء التحقيقات، إلا أنهما لم يكونا في الزنازين، حيث كانا يستطيعان ملاحظة وجود أشخاص بملامح غير عربية تمر بين الزنازين.
وينوه التقرير إلى أن الكاتب استطاع مقابلتهما من خلال منظمة حماية السجناء "ربيريف".
ويقول الكاتب إن وجود الأمريكيين كان عابرا ومن أجل التفتيش أو الزيارة، فيما قال السجينان السابقان إنهما شاهدا أمريكيين بالزي العسكري والشارات والعلم الأمريكي، ويعتقدان بوجود متعهدين أمنيين داخل السجون.
ويذكر الموقع أن القيادة المركزية لم ترد على أسئلة "ديلي بيست" في الموعد المحدد، ولا السفارة الإماراتية في واشنطن، ولا المخابرات المركزية "سي آي إيه".
ويؤكد التقرير أن الحسني كان مشاركا في القتال ضد الحوثيين قبل أن يتهمه الإماراتيون وشركاؤهم اليمنيون بتشويه التحالف على "تويتر"، مع أنه لا يملك حسابا عليه، لافتا إلى أنه مثل سلفاتور، فإنه قال إنه شاهد رجالا غربيين بزي عسكري في قاعدة التحالف في عدن والسجون الأخرى مثل بير أحمد، وأضاف أن الزي العسكري يشبه الخاكي الذي عادة ما يرتديه الجنود الأمريكيون، ووصفهم بـ"الطوال والكبار والضخام"، وسمع من بقية المعتقلين بأنهم متعهدون على ما يبدو، أي من موظفي "بلاكووتر".
ويورد إكرمان نقلا عن محام يعمل مع المعتقلين السابقين وأشخاص للبحث عن الذين اختفوا في السجون التي تديرها الإمارات، قوله إن معظم الأسئلة لا علاقة لها بالقتال ضد الحوثيين، أو تهم الحكومة اليمنية التي يقول الإماراتيون إنهم يقومون بإعادتها إلى العاصمة صنعاء، وأضاف المحامي أن الأسئلة لها علاقة بمكافحة الإرهاب، وهو ما يهم الأمريكيين.
وبحسب الموقع، فإن كلا من الحسني وسلفاتور وصفا التعذيب الوحشي الذي مورس عليهما في سجون الإمارات في اليمن، حيث مورس التعذيب في أثناء التحقيق، وفي مرات أخرى كان دون مبرر، مشيرا إلى أن الحسني تذكر التحقيق معه عدة مرات على مدى أسبوعين قضاهما في قاعدة التحالف، فقد جردوه من ملابسه، وأشعلوا أجهزة كهربائية كان يستطيع تمييز بريقها من خلف عصابة العينيين، وقال إنهم استخدموا الأجهزة الكهربائية لضربه تحت أبطيه وعلى أعضائه الحساسة.
ويفيد التقرير بأن الإماراتيين توقفوا بعد أسبوعين عن التحقيق مع الحسني، لكنهم لم يتوقفوا عن ضربه، ويقول: "كانوا يأتون إلى زنزانتي ويعلقوني من يدي ومن ثم ضربي.. في بعض الأحيان كانوا يجرونني من زنزانتي، ويقومون بركلي على أعضائي الحساسة -ولا أزال أعاني من آثار التعذيب حتى الآن- دون أي سؤال".
ويكشف الكاتب عن أن الحراس الإماراتيين استخدموا التهديد والهجمات الجنسية جزءا من أساليبهم، ققال الحسني إن الإماراتيين كانت لديهم أداة اسمها "المفتاح"، الذي يستخدمونه في انتهاك أعراض المعتقلين، وأضاف: "كان السجناء يعودون إلى الزنازين وهم ينزفون.. لقد عانى الكثير من السجناء من المفتاح"، مشيرا إلى أنهم كانوا يظلون بعد الانتهاك الجنسي ينزفون ليومين أو ثلاثة أيام.
ويبين الموقع أنه مع أن سلفاتور لم يعان من "المفتاح"، إلا أن المحققين كانوا يجردونه من ملابسه ويهددنه بالاغتصاب، مشيرا إلى أن محامي المعتقلين وصفوا كلبة داخل قاعدة التحالف لتهديد المعتقلين واسمها "شاكيرا"، وقال الحسني: "كانت ضخمة بحجم حمار.. كانوا يستخدمونها للتخويف.. لو لم تتحدث كما يريدون كانوا يطلقونها عليك"، وفي معظم الحالات كان الحرس يمسكون بزمامها، إلا أنه يعرف عن حالة مزق فيها الكلب بطن وصدر معتقل.
ويشير التقرير إلى أن سلفاتور وصف الكلبة شاكيرا، قائلا: "تشعر بنفسها قريبا منك، وكانت غاضبة، وتشعر أنها تريد أكلك، وهو نوع من التخويف ولم تعضني، لكنها عضت أشخاصا آخرين".
ويعلق إكرمان قائلا إن وصف السجينين السابقين يقدم صورة مختلفة عما ورد في تقرير مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة العام الماضي، عندما قام الحراس الإماراتيون في القاعدة التي اعتقلا فيها ذاتها بتجريد السجناء من ملابسهم، وفحصهم من مؤخراتهم، وانتهاكهم باستخدام أنابيب وعصي، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إنها لا تعرف عن تعذيب شارك فيه الأمريكيون أو حلفاؤهم.
ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن سلفاتور يرفض التأكيدات الأمريكية، لافتا إلى أنه متأكد من تواطؤ الأمريكيين في تعذيبه، ويقول: "الأمريكيون موجودون هناك 100%.. لماذا عصبوا عيوننا؟ حتى لا نقول شيئا وكي لا نستطيع فضحهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
معارضة سعودية: إلى متى يمكن للملك سلمان حماية نجله؟
بزنس إنسايدر: هل تحد إلهان عمر من صفقات السلاح للسعودية؟
ديلي بيست: مولر يحقق في علاقة مساعد لترامب بإسرائيل