تواصل مسيرات العودة وكسر الحصار فعاليتها للجمعة الخامسة والأربعين على التوالي، في الوقت الذي يستمر الاحتلال في التنصل من تفاهمات تثبيت اتفاق التهدئة، وتصاعد وتيرة عدوانه بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
واعتبرت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات، مسيرة العودة الجمعة؛ بمنزلة "دعم وإسناد للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال"، وأطلقت عليها جمعة "أسرانا ليسوا وحدهم"، لتأكيد "وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانبهم في مواجهة الهجمة الصهيونية المتواصلة بحقهم".
وشددت الهيئة في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، على أهمية "استمرار الإسناد الشعبي للأسرى، وتضييق الخناق على المستوطنين في الضفة كي يخضع السجان لمطالبهم ويوقف عدوانه"، محذرة "الاحتلال من مغبة التمادي في جرائمه ضد الأسرى، فهذا سيصب الزيت على النار وسيشعل النار في وجه الاحتلال".
وأشادت بـ"المشاركة الجماهيرية المتواصلة في ميادين العودة التي تؤكد استمرار مسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها جميعا، ولن تتراجع في هذه المحطة النضالية المهمة بطابعها الشعبي، وستستمر الجهود لنقل تجربتها إلى عموم أراضينا المحتلة".
وحمّلت الهيئة، الاحتلال "المسؤولية المباشرة باستمراره في المماطلة في كسر هذا الحصار وإنهاء معاناة شعبنا"، معتبرة أن "استمرار هذا التلاعب والتنصل سيفتح الأبواب مشرعة أمام تصعيد كبير، سيذوق من خلاله الاحتلال وسكان ما يسمى غلاف غزة الألم والمعاناة".
ودعت الهيئة، الشعب الفلسطيني لـ "المشاركة الواسعة"، في فعاليات اليوم عقب صلاة العصر في المخيمات الخمس المقامة بالقرب من السياج الأمني، الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، مطالبة الفلسطينيين في الضفة بـ"تحويل كل مواقع الاحتلال إلى بؤر للاشتباك المفتوح والمتواصل".
رسالة واضحة
بدورها، أكدت حركة "حماس"، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن "استمرار مسيرات العودة للشهر العاشر، بعد 300 يوم؛ هي "رسالة واضحة بأن هذا الشعب لن يقبل إلا العيش بحرية وكرامة فوق أرضه بكسره للحصار المفروض على قطاع غزة منذ 13 عاما".
وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أن هذه "المسيرات هي حلقة في تاريخ نضال شعبنا ضد الاحتلال، حيث يشكل الأسرى في السجون الإسرائيلية أحد أيقونات هذا النضال".
ونوه قاسم إلى أن "هذه الجمعة التي تحمل اسم أسرانا ليسوا وحدهم، تؤكد أن شعبنا في قطاع غزة وهو يسعى لكسر الحصار عن نفسه، لا ينسى كل مكونات القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية الأسرى في سجون الاحتلال".
وشدد على أن هذه "الجمعة تثبت فشل ووهم الاحتلال، أن بإمكانه وقف هذه المسيرات عبر ابتزازه لشعبنا أو تلاعبه بالتفاهمات التي تمت بوساطة عربية وأممية"، مؤكدا أن "شعبنا الفلسطيني سينتزع كامل حقوقه عبر استمرار هذه المسيرات الشعبية".
"حالة نضالية"
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس أن "مسيرات العودة أصبحت حالة فلسطينية نضالية خالصة، تمثل التحدي لقوات الاحتلال، خاصة في ظل تملص الحكومة الإسرائيلية من التزاماتها تجاه قطاع غزة وتجاه القضية الفلسطينية بشكل عام".
ونوه في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "هذه المسيرات الشعبية لم تتوقف منذ 30 آذار/مارس2018، واتخذت أشكالا مختلفة وزادت وخفت وتيرتها حسب تعاطي قوات الاحتلال مع المتطلبات الفلسطينية".
وذكر أن "هذه المسيرات تعود الآن بشكل أكبر مما كانت عليه من قبل، نتيجة تعنت قوات الاحتلال وعدم الالتزام بتفاهمات التهدئة التي تم التوصل إليها برعاية أممية وعربية؛ عبر مصر وقطر".
وأوضح أن هناك "تخوفات إسرائيلية من انفلات الأوضاع وزيادة الاشتباكات لتصل حد المواجهة العسكرية خاصة قبل الانتخابات الإسرائيلية"، لافتا إلى وجود "محاولات لضبط النفس، لكن كل الاحتمالات واردة والميدان سيد الموقف".
وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة في 30 آذار/مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى "يوم الأرض"، وتم تدشين 6 مخيمات؛ خمسة منها على شرقي غزة على مقربة من السياج الفاصل الذي يفصل قطاع غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، والسادسة على البحر في الجهة الشمالية الغربية للقطاع.
إصابات برصاص الاحتلال بغزة واستهداف سيارة إسعاف (شاهد)
غزة تشيع جثماني شهيدين قضيا خلال مسيرات العودة (شاهد)
شهيد في غزة متأثرا بجراح أصيب بها برصاص الاحتلال (صورة)