تناقلت وسائل الإعلام خبر تقديم رئيس الوزراء الفلسطيني غير الشرعي الحالي استقالته لعباس على أن يستمر في تسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة. ويبدو أن رئيس السلطة غير الشرعي قد شكل لجنة من حركة "فتح" للبحث في كيفية تشكيل الجديد. وهنا أقول غير شرعي بناء على أن أي حكومة تتشكل لا تصبح شرعية إلا بعد نيل الثقة من المجلس التشريعي، والمجلس التشريعي فقد شرعيته عام 2010 بسبب انتهاء مدة انتدابه، وقضى عليه محمود عباس عندما قررت محكمة تابعة له حل المجلس بسبب انقضاء مدة صلاحيته. والسبب الآخر أن محمود عباس نفسه غير شرعي أيضا بسبب انتهاء مدة صلاحيته، وكل ما يصدر عن غير الشرعي غير شرعي. الحكومة الحالية غير شرعية، وكذلك الحكومة التي سبقتها والحكومة التي ستأتي. وواضح أن العالم المناصر للصهاينة يتجاوز الشرعية الفلسطينية ويعترف بغير الشرعيين. هذا عالم معني بفوضى الشعب الفلسطيني لما في ذلك من إضعاف للشعب وقوة للصهاينة.
إقرأ أيضا: عباس يقبل استقالة حكومة الحمدالله ويكلفها بتسيير الأعمال
هل هناك من موجب لحكومة جديدة؟ عادة تستقيل حكومات أو تُسحب منها الثقة بسبب إخفاقات أو انتهاء مدتها المتلازمة في الغالب مع مدة المجلس التشريعي، أو بسبب ظروف طارئة تتطلب برامج وزارية جديدة تتصدى لهذه الظروف. ومن الملاحظ أن الحكومات الفلسطينية تتشكل دون أن تطرح برامج على الناس، وتختفي دون تحقيق إنجازات في مختلف مجالات الحياة.
ولماذا الحكومة الجديدة؟ هل سيكون لديها برامج اجتماعية واقتصادية وثقافية وتربوية وتعليمية وفكرية تُخرج الشعب الفلسطيني مما هو فيه من أوضاع غير مريحة بتاتا ومزرية أيضا؟ هل هناك برنامج لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وهل هناك برنامج للخروج من مصيبة أوسلو ومن الارتباطات مع الكيان الصهيوني؟ وهل ستكون لها رؤية مختلفة لاستعادة الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني؟ تقديري أنه لن تُطرح على الشعب برامج جدية، وإنما ستطرح بعض الأفكار الخجولة المغلفة بالغوغائية حول قضايا إدارية ومؤسسية يومية. سيد الحكومة الجديدة عباس لم يتقدم بأي برنامج أو خطة أو رؤية أو استراتيجية للشعب الفلسطيني منذ أن تسلم رئاسة السلطة عام 2005، ولا أظن أنه سيبحث عن حكومة لدى أفرادها قدرة علمية أو معرفية لوضع خطط يمكن تنفيذها وإخراج الشعب من الشدائد التي تواجهه.
إقرأ أيضا: هكذا علقت فصائل على استقالة حكومة الحمدالله.. بماذا طالبت؟
أشد ما يحتاج إليه الشعب الفلسطيني الآن هو إعادة بناء المجتمع الفلسطيني الذي تهشمت منظومته القيمية على مدى سنوات سيطرة السلطة على المشهد الفلسطيني. نحن بحاجة إلى إعادة بناء المجتمع الفلسطيني، وإعادة بناء الشخصية الفلسطينية وتثبيت منظومة قيمية أخلاقية تجمع الفلسطينيين وتوحدهم وتمكنهم من مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الصهيوني. ونحن بحاجة بعد ذلك إلى بلورة نظام اقتصادي يتناسب مع احتياجاتنا في ظل احتلال يعمل دائما على هدم كل ما هو فلسطيني. وهذا يعني القضاء على الفساد والفاسدين، ويعني الحد من الاستيراد وتطوير الإنتاج، وكبح جماح النفقات التي تصل في الغالب حدود التبذير والإسراف. وأثناء ذلك، من الضروري مواجهة ثلاث أزمات رئيسية يعاني منها الفلسطينيون في الأرض المحتلة 67 وهي: أزمة الشرعية، وأزمة الهوية، وأزمة التوزيع.
هناك هيمنة فصائلية أو استعمار فصائلي مفروض على شعب فلسطين
الامتيازات قبل العقيدة: بنكيران إلى التقاعد السياسي المبكر..
حركة المحاور في المنطقة العربية
المسارات المتوقعة لقضية فلسطين في سنة 2019