قدم مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق شؤون الإغاثة الطارئة، إلى مجلس الأمن الدولي أربعة مطالب عاجلة للتعامل مع الأزمة الإنسانية في سوريا.
فخلال جلسة للمجلس بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا، خاطب لوكوك، أعضاء المجلس بقوله: "دعوني أجدد التأكيد على الأوليات العاجلة التي نطلب منكم المساعدة الفورية فيها، وهي: أولا دعم جميع الدول الأعضاء لجهود ضمان احترام الأطراف (المعنية بالصراع لالتزاماتها) لحماية المدنيين، مع إيلاء اهتمام خاصة في الشمال الغربي والشمال الشرقي من سوريا".
وأضاف: "ومرة أخرى أود التأكيد على ضرورة تجنب الهجوم العسكري (من جانب قوات النظام وحلفائه) في إدلب والمناطق المحيطة بها بأي ثمن"، مضيفا: "ثانيا يجب السماح للقافلة الإنسانية إلى (مخيم) الركبان (للنازحين السوريين قرب حدود الأردن) بالمضي قدما".
وأردف لوكوك: "ثالثا، يجب على جميع الأطراف تسهيل الوصول الآمن والمنتظم والمستدام إلى المساعدات الإنسانية، حتى تمکننا تقسيم الاحتياجات الإضافية، وتقديمها إلى جميع المناطق".
وأخيرا: "تمويل الاحتياجات الفورية لإنقاذ الحياة في سوريا، ولمساعدة الناس في هذا الشتاء القارس، وضمان تمويل البرامج الإنسانية في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019، حيث سيكون المؤتمر المقرر في بروكسل، يومي 13 و14 مارس (آذار) المقبل، علامة حاسمة في هذا الصدد"، بحسب المسؤول الأممي".
وأوضح لوكوك، أن "الأمم المتحدة قامت، منذ أواخر 2018، مع شركائها بجمع أموال لدعم السوريين في جميع أنحاء البلاد، حيث تم جمع 81 مليون دولار حتى الآن، مما سمح لنا بمساعدة 1.2 مليون شخص".
وشدد على أن "الطقس في غاية الصعوبة على الناس في إدلب (محافظة/ شمال غربي سوريا)، حيث لا يزال خطر التصعيد العسكري يلوح في الأفق، ولا يملك المدنيون مكانا آخر يفرون إليه إذا حدث توغل عسكري واسع في المنطقة".
ومضى قائلا: "أكرر التأكيد على أهمية الحفاظ على الاتفاق بين روسيا وتركيا (للحيلولة دون شن النظام هجوما على إدلب)، وأذكركم بأن عملية عسكرية واسعة في إدلب سيكون لها تداعيات إنسانية كارثية".
وأضاف لوكوك، أن "حوالي 42 ألف شخص تقطعت بهم السبل في الركبان على طول الحدود السورية الأردنية، واستمرت أوضاعهم في التدهور منذ آخر قافلة إنسانية وصلت المنطقة، من 3 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي".
وتابع: "ولذلك من المهم للغاية دعم وصول قافلة ثانية إلى الركبان. وانخرطت الأمم المتحدة على جبهات متعددة لضمان ذلك، بما فيها معالجة المخاوف التي أعربت عنها روسيا والحكومة السورية بشأن أمن القافلة وترتيبات المراقبة لتوزيع المساعدات".
وأعرب لوكوك، عن "القلق إزاء الوضع في الشمال الشرقي، مع استمرار العمليات العسكرية جنوب شرقي محافظة دير الزور، حيث تم تشريد الآلاف، بينما عدد غير معروف من الأشخاص محاصرين تحت سيطرة تنظيم داعش".
واستطرد: "تسببت الغارات الجوية المستمرة والمكثفة والقتال البري في سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية".
وأوضح أنه "منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، نزح حوالي 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، من منطقة هجين (دير الزور)، إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة، وتعرضوا لأعمال عدائية ومخاطر التفجير، وعمليات تفتيش أمنية مكثفة وأجواء باردة طويلة".