اتهم الرئيس
التونسي
الباجي قائد
السبسي رئيس الحكومة يوسف الشاهد بالتمسك بالسلطة، معتبرا أن حزب
النهضة سيدعم الأخير "سرّا" في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال السبسي في حوار
مع صحيفة "العرب" اللندنية صدر الثلاثاء إن "الشاهد يريد أن يبقى
في السلطة، فقال إن عنده خلافا مع حزب
نداء تونس، لا أعتقد أن هذا هو الأصل".
وأضاف أن حزب النهضة
"فهم طموحه وتعامل معه بذكاء ودفعه إلى تكوين حزب جديد يشاركه الحكم بعد
انتخابات 2019". وتأتي تصريحات السبسي في جو سياسي مشحون قبيل الانتخابات
التشريعية والرئاسية المقررة نهاية العام، وبعد أن اطلقت الكتلة البرلمانية
"الائتلاف الوطني" والمقربة من يوسف الشاهد حزبا "تقدميا ومنافسا
لحركة النهضة"، باسم "حركة تحيا تونس" استعدادا للانتخابات.
وتتشابه "حركة
تحيا تونس" ببعدها التقدمي مع حزب "نداء تونس" الذي استطاع الفوز
في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2014.
وكان السبسي أعلن عن
توافق بين حزبه "نداء تونس" وحزب "النهضة" إثر انتخابات 2014.
إلا أن الرئيس التونسي
عاد وأعلن نهاية التوافق بينه وبين حزب "النهضة" في الخريف الفائت، إثر
تصريحات لرئيس الحكومة الشاهد اتهم فيها نجل الرئيس حافظ قائد السبسي بتدمير حزب
نداء تونس.
واعتبر السبسي في
حواره أن "راشد
الغنوشي سيدعمه في السرّ ليترشّح لرئاسة الجمهورية. هذا لم
يعد خافيا على أحد في تونس".
وأضاف أن حزب النهضة
"مسيطر على المشهد السياسي التونسي، باعتبار أنه المساند الرئيسي للحكومة،
ورئيسها. والأكيد أنه بلا دعم النهضة لن تكون هناك حكومة".
من جهة أخرى، أكد
مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "النهضة" التونسية، رفيق عبد السلام،
أن "حركته ليست في عداوة أو خصومة مع الرئيس الباجي قايد السبسي ولا مع نداء
تونس جناح حافظ قايد السبسي، كما أنها ليست في خلاف مع أي دولة عربية بما في ذلك
الإمارات العربية المتحدة".
وقلل عبد السلام في
حديث خاص مع "
عربي21" من أهمية ما وصفه بـ "الحملات
التضليلية" التي قال بأنها "تستهدف حركة النهضة في هذه السنة الانتخابية".
وقال: "الحملة
التي تخوضها بعض الأطراف السياسية والإعلامية ضد حركة النهضة، ليست مستغربة، فهي
تأتي في بداية سنة انتخابية لتعزيز المواقع الانتخابية للأحزاب المعنية بهذه
الحملات، ومحاولة إضعاف حظوظ النهضة".
وأضاف: "هذه
حملات مضللة، وهي تأتي لتحقيق غايات سياسية وحسابات انتخابية، ولذلك لن نعيرها
اهتماما، على الرغم من قوة الآلة الإعلامية العاملة لها، ونعتقد أن الرأي العام
التونسي أصبح ملقحا ضد مثل هذه الدعايات، التي كلما اقتربت المواعيد الانتخابية،
إلا وتحركت".
وأشار عبد السلام إلى
أن "المستجد الوحيد في هذه الحملة، هو محاولة استغلال خلاف حركة النهضة مع
نداء تونس جناح حافظ قايد السبسي، الذي ضاعف من حدة هذه الحملة".
ونفى عبد السلام أن
تكون النهضة قد وقفت إلى جانب الشاهد ضد حافظ السبسي، وقال: "نحن لسنا مع
الشاهد ضد حافظ، نحن التقينا مع الشاهد حول فكرة الاستقرار الحكومي، ورؤيتنا قائمة
على أن البلاد في حاجة إلى الاستقرار في ظل مناخات أمنية مضطربة وأوضاع اقتصادية
صعبة، وهذا الموقف ليس انحيازا لهذا الطرف أو ذاك، وإنما هو تقدير لمصلحة
وطنية".