توعد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بالانتقام من واشنطن، بعد فرضها عقوبات على شركة النفط الوطنية، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس البرلمان خوان غوايدو، أنه سيتولى السيطرة على أصول بلاده في الخارج.
وأكد غوايدو في بيان نشره على تويتر "من الآن فصاعدا، نبدأ السيطرة بشكل تدريجي ومنظم على أصول جمهوريتنا في الخارج، لمنع المغتصب وزمرته من محاولة التصرف بها".
ودعا رئيس البرلمان والنائب اليميني البالغ 35 عاما إلى التظاهر من جديد الأربعاء "لمطالبة القوات المسلحة بالوقوف إلى جانب الشعب" ومن ثم السبت "لمواكبة دعم الاتحاد الأوروبي والإنذار" الذي حدده لمادورو.
في سياق آخر، قال الرئيس مادورو في خطاب متلفز "أعطيت تعليمات محددة لرئيس شركة النفط الوطنية الفنزويلية لبدء إجراءات سياسية وقانونية للدفاع عن ممتلكات وأصول (شركة) سيتغو" الأمريكية التابعة لشركة النفط الوطنية الفنزويلية.
وتابع "بهذا الإجراء، يحاولون سرقة سيتغو منا، الشعب الفنزويلي. احذروا، فنزويلا!".
وكان مادورو يتحدث خلال احتفال للترحيب بدبلوماسيين فنزويليين استدعوا من واشنطن بعد قرار فنزويلا قطع علاقتها مع الولايات المتحدة إثر اعتراف الأخيرة بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا بالوكالة.
اقرأ أيضا: أسبوع جديد من تظاهرات فنزويلا ومادورو يواجه الإنذار الأوروبي
وأمهلت ست دول أوروبية (إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا) الرئيس مادورو ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات، وإلا فإنها ستعترف بغوايدو رئيسا، وتنتهي هذه المهلة الأحد.
أما الاتحاد الأوروبي فقد لوح بتهديد غير واضح، مؤكدا أنه "سيتخذ إجراءات" إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات "في الأيام المقبلة"، بما في ذلك "الاعتراف بقيادة البلاد".
وخلال الأسبوع الجاري، قتل 35 شخصا، وجرى توقيف 850 شخصا خلال المظاهرات التي تشهدها البلاد، بحسب حصيلة جديدة أفادت بها منظمات غير حكومية، وفي وقت اتُّهمت فيه قوات الأمن بإعدام ثمانية أشخاص "من دون محاكمة".
وتخوف البابا فرنسيس، الاثنين، بعد عودته من زيارة لبنما من أن تغرق الأزمة السياسية المتفاقمة فنزويلا في "حمام دم".
في الأثناء حض البيت الأبيض الجيش الفنزويلي، الاثنين، على القبول بانتقال "سلمي وديمقراطي ودستوري للسلطة".
وأكد مستشار الأمن القومي جون بولتون للصحفيين في البيت الأبيض أن "كل الخيارات متاحة على الطاولة" بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا على سؤال حول إمكانية استخدام القوة العسكرية في الملف المحتدم.
وفرضت الولايات المتحدة الاثنين عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية وذلك في إطار تشديد الضغوط على الرئيس الفنزويلي.
وقال بولتون إن العقوبات تشمل تجميد أصول الشركة الواقعة في الولايات المتحدة، وتبلغ 7 مليارات دولار، وتكبد الشركة خسارة مالية قدرها 11 مليار دولار كان يفترض أن تأتيها من عائدات توريد النفط خلال العام المقبل.
وتحظر العقوبات على الأمريكيين التعامل مع الشركة.
اقرأ أيضا: غراهام: ترامب ناقش معي الخيار العسكري ضد فنزويلا
وأوضح بولتون أن "الطريق إلى تخفيف العقوبات على الشركة هو من خلال انتقال سريع للسلطة إلى الرئيس (غوايدو)".
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين إن العقوبات تهدف إلى منع مادورو من السيطرة على مزيد من موارد البلاد، لكنه أوضح أن شركة "سيتغو" الأمريكية التابعة لشركة النفط الوطنية الفنزويلية ستواصل أنشطتها شرط أن يتم إيداع عائداتها في حساب مجمد في الولايات المتحدة.
تضخم مفرط
وحتى الآن لا يبدي مادورو أي مرونة في موقفه وهو يرفض المهلة التي حددها الأوروبيون، وقد صرح لشبكة "سي إن إن-ترك" بأنه "لا أحد يستطيع توجيه إنذار لنا".
ووضعت هذه الأزمة الدولة النفطية المفلسة بعد أن كانت الأغنى في أمريكا اللاتينية، في صلب الساحة الدبلوماسية الدولية: فإلى جانب غوايدو تقف خصوصا الولايات المتحدة وقسم كبير من دول أوروبا وأميركا اللاتينية فيما تدعم مادورو روسيا والصين وكوريا الشمالية وتركيا وكوبا وغيرها.
وخفضت فنزويلا سعر صرف عملتها البوليفار بنسبة 34.83 في المئة، لجعله مساويا لسعر السوق السوداء، وسط تفاقم الأزمة السياسية في البلاد.
ويطعن غوايدو في فوز مادورو بولاية ثانية في الانتخابات التي أجريت في أيار/ مايو من العام الماضي بسبب مقاطعة المعارضة، في حين تقول جهات دولية عدة إن الانتخابات شهدت عمليات تزوير.
والأربعاء الماضي، دخل غوايدو في معركة سياسية مع مادورو، بعد أن أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي نفسه "رئيسا بالوكالة".
والاثنين دعا رئيس محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان إدواردو فيرير الطرفين لعقد لقاء "عبر قنوات سلمية" من أجل إيجاد سبيل لـ"إعادة بناء الديمقراطية الدستورية والاحترام التام لحقوق الإنسان".
اقرأ أيضا: تعرف على القوى الرئيسية المؤيدة لأطراف الصراع في فنزويلا
وأعلن وزير خارجية فنزويلا خورخي إرياسا أن ممثلين عن المكسيك والأوروغواي سيسلمون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين، اقتراحات لحل الأزمة السياسية في فنزويلا.
بدورها أعلنت وزيرة الخارجية الكندية كريستيان فريلاند، الاثنين، أن بلادها ستستضيف "اجتماعا "طارئا" لمجموعة ليما لبحث الأزمة في فنزويلا في الرابع من شباط/فبراير في أوتاوا.
وقالت إن التكتل المؤلف من 14 دولة -من أمريكا اللاتينية- وكندا "سيناقش الخطوات التي يمكننا اتخاذها لدعم (زعيم المعارضة) خوان غوايدو وشعب فنزويلا".
واتهم مدير البرنامج الفنزويلي للتوعية والعمل في مجال حقوق الإنسان رافايل أوسكاتيغي قوات خاصة في الشرطة بتنفيذ ثماني عمليات إعدام من دون محاكمة بعد احتجاجات الأسبوع الماضي.
هكذا علق غوايدو على إمكانية العفو عن مادورو لمغادرة فنزويلا
الأمن الفنزويلي يعتقل 268 شخصا خلال الاحتجاجات المستمرة
ارتفاع عدد قتلى فنزويلا إلى 26 شخصا خلال أربعة أيام