تناول محلل يمني الدور الإماراتي في اليمن، لا سيما في الجنوب، و"مطامعها" في البلد الذي يعاني من الحرب وأزمة سياسية وإنسانية.
وقال رئيس مركز "يني يمن" الإعلامي (مقره إسطنبول)، صالح الجبري، لـ"عربي21"، إن "الإمارات بعد تحرير عدن من الحوثيين، ظهرت مطامعها، إذ صنعت لها مليشيات في المحافظة الجنوبية، وشوهت سمعة الشرعية في داخل المناطق المحررة في عدن ولحد وأبين وشبوة وحضر موت، وكلها محسوبة على المناطق الجنوبية".
وأضاف أن أبو ظبي كونت مليشيات يبلغ عددها 30 ألف مقاتل من القوات الانفصالية المحسوبة على الإمارات.
وبحسب الجبري، فقد "كونت الإمارات أحزمة أمنية كما في عدن، وهذه خارجة عن الجيش الوطني والشرعية، يعني أن الإمارات تسببت بدولة داخل دولة، وكأنها كيان محتل، حتى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لا يعود من الرياض إلى اليمن إلا بإذن من الإمارات".
وأكد أن هادي ما يزال في صراع مع الإمارات، وسبق أن حاول تغيير المحافظ السابق، وقتل، والإمارات منعت وزير الشباب والرياضة من دخول آسيا منذ أيام، بالإضافة إلى قصص وشواهد كثيرة.
وتابع بأن الإمارات "دعمت كذلك مليشيات سلفية مدخلية في عدن، بقيادة نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اسمه هاني بن بريك، ودعمت عناصر وشخصيات انفصالية مثل مدير الأمن في عدن شلال شايع، ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، الذي كان محافظ عدن، ثم غيره هادي نكاية في الإمارات".
وأوضح أن "هؤلاء ليسوا كمليشيات الحوثي، فالحوثيون يقاتلون بالعقيدة، وأنهم سيدخلون الجنة، وأن الشعب اليمني عبارة عن عبيد، أما الذين تدعمهم الإمارات فتسيرهم المصالح والمال".
ولفت إلى أن الإمارات أيضا "تدعم ما يسمى بمليشيات النخبة من الشبوة، والنخبة الحضرمية، وكلها تتبع أبو ظبي وخارجة عن إطار الجيش الوطني".
وعن مقتل علي صالح، قال: "بحكمة من الله، لم يقتل الرئيس السابق من التحالف الدولي ولا قوات الشرعية، وإلا لقامت ثارات إلى قيام الساعة، إلا أن الحوثيين حلفاءه هم الذين قتلوه".
وقال: "بعد مقتل صالح، أثبت الحوثيون أنهم لا يعترفون بأحد، وأنه لا يمكن أن يتم الاتفاق معهم، ولا يمكن إقامة اتفاقية أو سلام معهم إلا بقوة السلاح".
وأوضح أن الصراع مع الحوثيين ليس صفريا، بل إن الصراع معهم لجعلهم يتركون السلاح وينخرطون بالعمل السياسي، فهم مكون من اليمنيين، ولا يمكن عزله.
ولكنه أكد أن الحل مع الحوثيين لا يمكن إلا أن يكون بقوة السلاح لإجبارهم على ذلك.
الإمارات وقيادة التحالف العربي موجودة في مأرب، ولماذا اليمنيون صابرون في مأرب على الإمارات، بسبب بطاريات الباتريوت التي تتصدى لصواريخ الحوثي وتتصدى لصواريخ السكود في المحافظة، ولولا هذه المنظومة الصاروخية لكانت عانت مأرب من الدمار بسبب صواريخ الحوثيين.
مأرب وشبوة
وعلى الرغم من نفوذ الإمارات في الجنوب، رأى الجبري، أنها حتى ولو سيطرت بقوة المليشيات، لكن لا يمكن أن يكون لها وجود عسكري على الأراضي اليمنية.
وأوضح أن الإمارات لديها نفوذ في الجنوب، ولم تستطع أن تؤسس عملا لها في الشمال ما عدا شبوة.
الإبقاء على الحوثي
وفي معرض حديثه، لفت إلى إرادة من الإمارات والتحالف بإبقاء على نفوذ للحوثيين في "المناطق المحررة"، فعملت على الإبقاء على بعض المديريات بيد الحوثي في المحافظات التي تمت استعادتها.
وأكد أن الإمارات والتحالف العربي، ما استعادوا محافظة في الشمال اليمني، إلا وأبقوا فيها مديرية تابعة للحوثيين، والمدينة الوحيد في المنطقة الشمالية التي تم تحريرها مئة بالمية هي شبوة فقط، قبل ستة أشهر.
ومن المحافظات التي ضرب بها مثالا على ذلك، تعز ولحج وأبين والجوف ومأرب التي فيها مديرية صرواح، وجميعها فيها مديريات تابعة للحوثين.
وعلل سبب ذلك، بالقول إن "التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات يهدف بذلك لاستنزاف اليمنيين وطاقتهم وقدراتهم سواء الحوثي أو الشرعية، لكي يبقى هو المتحكم في اليمن".
أهداف الإمارات
وأوضح أن أهداف الإمارات في اليمن تتلخص بالسيطرة على الموانئ فيها بشكل أساس، بما فيها ميناء بلحاف الذي يعد أكبر مشروع يمني لتصدير الغاز المسال وميناء عدن الذي ساهمت باستعادته ولكنه بات شبه مشلول، وكذلك مسيناء المخا والضبة في حضر موت، والاستيلاء على الجزر اليمنية مثل سقطرة الاستراتيجية.
وإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون الواقعة على مضيق باب المندب، وشردت السكان الأصليين لهذه الجزيرة على مرأى ومسمع الشرعية والتحالف العربي، وفق ما وثقه مؤسسات بحثية أمريكية.
اقرأ أيضا: كيف رد يمنيون على "مطامع" الإمارات في جزيرة سقطرى؟
وأيضا شروع الإمارات إلى محاولة حكم الجنوب اليمني من خلال شخصيات تلمعها مثل الزبيدي، والإمارات لها دور في صراعات القاعدة إذ تريد إعادة صراعات التنظيم، التي كان علي عبد الله صالح يستخدمها من اجل الحصول على الأموال من الغرب لمحاربة التنظيمات المتطرفة.
وأكد أن "هدف الإمارات أن يبقى الصراع دائما ، بحيث يستلم الحوثي الشمال، والانفصاليون في الجنوب، والإسلاميون يخرجون من هذه المعادلة".
ولفت إلى إنشاء الإمارات سجونا سرية في اليمن، وفق ما وثقته منظمات حقوق الإنسان.
وأشار إلى أن الجبهات متوقفة خصوصا جبهة نهم، التي هي على أبواب صنعاء، ومتوقفة منذ عامين، إلا أنه لا يوجد نية للتحالف العربي للحسم عسكريا.
هكذا برر قرقاش قرار انسحاب قوات بلاده من اليمن
"الحوثي" تعلق على تقليص الإمارات تواجدها العسكري باليمن
وفاة نائب رئيس أركان الجيش اليمني متأثرا بجراحه في أبوظبي