عززت الأجهزة الأمنية المصرية من وجودها بمحيط المؤسسات والمنشآت الحيوية، وفي الميادين العامة تزامنا مع ذكرى ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
وتشهد الشوارع انتشارا أمنيا مكثفا بشكل كبير خاصة ميدان التحرير وسط القاهرة، الذي يعد "أيقونة الثورة"، مع استمرار الحملات الأمنية التي قالت السلطات إنها تستهدف الخارجين بالتزامن أيضا مع إحياء "عيد الشرطة".
ولم تشهد مصر أي دعوات للتظاهر والاحتجاج أو حتى الاحتفاء داخل البلاد لإحياء الذكرى، في ظل حالة القمع والبطش غير المسبوقة التي يمارسها النظام ضد معارضيه، وضد كل من يتخذ موقفا من السلطات.
ومنذ ثورة 2011، توالت على مصر سلطات انتقالية وأخرى منتخبة، حيث قاد المشير محمد حسين طنطاوي، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، المرحلة الانتقالية (2011 ـ 2012).
وبعده أصبح محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر (2012 ـ 2013).
اقرأ أيضا: بعد 8 أعوام على ثورة يناير.. ماذا يقول مصريون من غير الإخوان؟
وبعد الانقلاب العسكري الذي نفذه وزير الدفاع في عهد مرسي؛ عبد الفتاح السيسي تولى عدلي منصور، الرئيس السابق للمحكمة الدستورية العليا، الرئاسة مؤقتا (2013 ـ 2014).
وبعده تولى السيسي، الرئاسة (2014 ـ 2018)، ويحكم حاليا في فترة ثانية وأخيرة، بحسب الدستور، تنتهي في 2022.
مع دخول الذكرى الثامنة لثورة يناير، دعت الجبهة الوطنية المصرية إلى "استعادة روح الاصطفاف التي تجسدت في ثورة يناير، مجددة في بيان لها تعهدها بالعمل على استكمال طريقها حتى ينعم الشعب المصري بالحرية والكرامة والعدالة والعيش الكريم تحقيقا لشعارات الثورة.
وقالت الجبهة إن "مرور 8 سنوات على ثورة يناير لم يفقدنا الأمل في انتصار الثورة، رغم ما تعرضت له من كبوات وضربات على يد الثورة المضادة التي لم تعد تقصر ضرباتها على أبناء يناير، بل تعدتها إلى عموم الشعب وإلى حدود الوطن وترابه وسيادته".
من جهتها، دعت جماعة الإخوان المسلمين الشعب المصري إلى ما وصفته بالاصطفاف الوطني الثوري، واستكمال ثورة يناير، وتصحيح مسار الوطن مجددا بحماية مصر من محتليها بالوكالة.
قالت الجماعة في بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه: "لننطلق ولنتمَّ ثورتنا إلى منتهاها المشرّف وهدفها النبيل، لقد آن لنا أن نعود جميعا سيرتنا الأولى من النهوض".
وتابعت: "لهيب الثورة لم ينطفئ، وإن عزيمة الشباب لم تلن، وسنظل نكافح هذه العصابة المجرمة ونستكمل موجات يناير الثورية، فليست ثورتنا يوما واحدا ولا شهرا واحدا، وإنما هي مشوار طويل من النضال والعمل على رفعة مصر ونهضتها".
وذكرت أن "ثماني سنوات مضت على الملحمة الأولى لثورة يناير، تلك الثورة الشعبية العظيمة، التي هبّ فيها الشعب المصري كله ضد نظام ديكتاتوري مستبد، التي شهد العالم بنزاهتها ونقائها؛ حيث قدم فيها الشعب صورة مشرقة من اللُّحمة الوطنية، وجسّد فها المعنى الحقيقي للتوحد والاصطفاف الثوري حول أهدافه المنشودة".
اقرأ أيضا: إخوان مصر تدعو لاستكمال ثورة يناير وتصحيح المسار
ورأت أن ما وصفته بالانقلاب الفاشي بالتعاون مع قوى إقليمية خبيثة، "جرّ على مصر ويلات الخراب والدمار، وفعل فيها ما لم يُفعل بها في حروبها مع أعدائها؛ حيث قُتل الشرفاء، وبِيع الوطن، ودِيست الكرامة، واعتقل الشباب، وانتهكت أعراض البنات".
وشدّدت جماعة الإخوان على أن "مصر صارت على يد الانقلاب حامية الحمى الصهيوني علانية، فضلا عن الغلاء الهائل، والتدني في كل المجالات، الصحية، والتعليمية، والأمنية، والأخلاقية"، بحسب تعبير البيان.
50 عاما.. هكذا أصبح "معرض الكتاب" مرآة لوضع مصر السياسي
في ذكراها الثامنة.. هل انطفأت جذوة الثورة بنفوس المصريين؟
حماس تعلق على شهادة "مبارك" ضدها في محكمة مصرية