انطلقت، اليوم الخميس، في عدة مدن سودانية، مسيرات دعا إليها تجمع المهنيين السودانيين وثلاثة تحالفات معارضة للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، الذي يحكم البلاد منذ ثلاثين عاما.
وأطلق السودانيون على مسيرات اليوم مواكب التنحي التي تنطلق من 17 نقطة في العاصمة الخرطوم وتتجه جميعها إلى القصر الرئاسي، بحسب بيان مشترك لـ (تجمع المهنيين، وتحالفات "نداء السودان"، و"قوى الإجماع الوطني"، والتجمع الاتحادي المعارض ).
وفي وقت اعتبر فيه نشطاء سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن مواكب التنحي اليوم ستمثل الضربة القاضية للثورة السودانية ضد نظام البشير تحت شعار "أكون أو لا أكون"، حذر بعض الثوار من خطورة المبالغة في نتائج مواكب التنحي اليوم خشية اتخاذها ذريعة للترويج إلى فشل الثورة، وضرب الروح المعنوية للثوار.
ويشهد السودان منذ 19 كانون الأول/ديسمبر حركة احتجاجية بدأت بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في بلد يعيش ركودا اقتصاديا.
وسعى اتحاد المهنيين السودانيين الذي يقف في الصف الأول من الاحتجاج، إلى تعزيز الضغط الخميس بدعوة جديدة إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد.
اقرأ أيضا: دعوات لـ"مواكب شاملة" بكافة أنحاء السودان الخميس
وقال في بيان إنه يدعو "شعبنا إلى التجمع في 17 مكانا في الخرطوم وأم درمان والسير باتجاه القصر الجمهوري".
وأضاف أن "الناس في مدن وبلدات أخرى سينظمون مسيراتهم" أيضا.
ومن جانبه طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الحكومة السودانية بحماية حق التعبير السلمي ومنع الاعتداء على المتظاهرين، والإسراع برفع المعاناة عنهم، ومعاقبة "الفاسدين والمعتدين".
و الاتحاد في بيان أصدره، الخميس، "الجميع بعدم الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، والحفاظ على السلمية".
وأضاف البيان أن "السودان يمر بمنعطف كبير نتيجة أزمة اقتصادية خانقة، تمثلت في الغلاء الطاحن الذي تبدى في شح النقود والوقود والخبز والدواء بشكل غير مسبوق، الأمر الذي فاق احتمال الناس وصبرهم، فخرجت جماهير منهم تعبر عن سخطها عما آلت إليه الأوضاع".
وحذر البيان من وجود "قوى أخرى متربصة امتطت ظهر الأحداث ولها أجندات غير مطالب المحتجين، تنتظر لحظة مناسبة لجر السودان إلى مستقبل مجهول يعصف بوحدته وأمنه واستقراره".
وأشار إلى أن "حق التعبير السلمي أمر كفلته الشريعة الإسلامية وأقرته المواثيق الدولية والدساتير والقوانين"، محذرا من "إراقة الدماء والاعتداء على المتظاهرين السلميين".
وأكد على "وجوب معاقبة كل من ثبت تورطه في إزهاق نفس معصومة سواء كان من الجانب الحكومي، أو من جانب المتظاهرين أو المندسين فيهم".
وطالب بضرورة "محاسبة المسؤولين الذين أفضوا بالناس إلى هذه الأحوال والمآلات، سواء كان ذلك بتقصيرهم أو بفسادهم، ووضع آليات قوية لمكافحة الفساد وردع المتلاعبين بالمال والمصالح العامة".
إقرأ أيضا: الحزب الحاكم بالسودان يطلق مبادرة يقول إنها لـ"جمع الشمل"
وتفيد حصيلة رسمية بأن 26 قتيلا سقطوا في هذه التظاهرات فيما تلقي السلطات باللوم على محرضين تقول إنهم تسللوا بين صفوف المتظاهرين.
لكن منظمات حقوق الإنسان تؤكد أن أكثر من 40 شخصا من بينهم عاملون في المجال الصحي قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 كانون الأول/ديسمبر.
ويعاني السودان من أزمة اقتصادية يغذيها نقص حاد في العملات الأجنبية وانكماش متصاعد أدى إلى مضاعفة أسعار الغذاء والدواء.
وتصاعدت حدة أزمة النقد الأجنبي منذ انفصال جنوب السودان في 2011 والذي تسبب بتقلص عائدات النفط بشكل كبير.
نقابات وأحزاب معارضة سودانية تدعو لمواصلة المظاهرات
استعدادات لمظاهرات جديدة بالخرطوم تدعو لتنحي البشير
مظاهرات السودان تتواصل والحكومة تقرر إعادة فتح المدارس