نشر موقع "لكسبرس" الفرنسي تقريرا سلط فيه الضوء على الأزمة العالمية التي تلوح في الأفق، في ظل غياب إرادة دولية لإيجاد حلول لها.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إنه في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة المخاطر العالمية، تتشتت
إرادة التصدي لها بشكل جماعي، ففي جميع أنحاء العالم، تدعي الأحزاب السياسية أنها
"استعادت السيطرة" على هذه الأزمة، حسب ما ورد في تقرير المنتدى
الاقتصادي العالمي، الذي يحذر من أزمة محتملة وتدهور الأوضاع الجيوسياسية.
وقد أُنجز هذا التقرير الاقتصادي بالاستناد إلى
دراسة شملت آلاف الخبراء وصناع القرار، وخلصت هذه الدراسة إلى أن ما يقرب من 90
بالمئة من المستطلعين يتوقعون أن المواجهة الاقتصادية التي بدأت بين الصين
والولايات المتحدة في سنة 2018 ستستمر هذه السنة، وبحلول شهر آذار/ مارس، قد تقرر
القوتان العظمتان ما إذا كان ينبغي لهما مواصلة المفاوضات، لكن، وفقا للخبراء،
يجب توقع تصاعد التوترات في ضوء خلافاتهما.
وأشار الموقع إلى أن الأخطار المناخية والبيئية
ستشكل مصدر قلق هذه السنة، سواء من حيث احتمال حدوثها أو من ناحية تأثيرها المحتمل،
كما سيعاني العالم من تسارع تدهور التنوع الحيوي، حيث خسر العالم 60 بالمئة من
الأنواع الحيوانية والنباتية طيلة السنوات الخمسين الماضية، مع ذلك، يشعر الخبراء
بقلق أكبر بشأن التهديدات البيولوجية، سواء كانت طبيعية أو بشرية، وعلى سبيل
المثال، يشير التقرير إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.
ومن الآن فصاعدا، يُصنف الخبراء المخاطر السيبرانية،
التي تشمل الأخبار الزائفة، وفقد البيانات، وغياب السرية، أو الهجمات السيبرانية،
ضمن أبرز خمس مخاطر قد تهدد الشركات، ويذكر التقرير أيضا أنواعا من مخاطر رئيسية
أخرى، بما في ذلك تزايد الاستقطاب في المجتمع، وتعمق الفجوة بين المداخيل والثروة،
وتنامي المشاعر القومية في جميع أنحاء العالم، ووفقا لرئيس المنتدى الاقتصادي
العالمي، بورغه برنده، دخل العالم اليوم في "حقبة زمنية تشهد موارد وتطورات
تكنولوجية غير مسبوقة، لكن، بالنسبة للعديد من الأشخاص، تعد هذه الفترة حقبة
انعدام الأمان".
اقرأ أيضا: غياب أبرز قادة العالم عن فعاليات مؤتمر "دافوس"
وأضاف الموقع أنه خلافا لذلك، يشير مؤلفو تقرير
المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن العالم عموما يشهد تحسنا نسبيا مقارنة بما كان
عليه خلال العقود والقرون السابقة، إذ أصبح الأشخاص يعيشون عمرا أطول، في حين
يتواصل نمو الاقتصاديات وانتشار الديمقراطية.
من ناحية أخرى، يواجه العالم تحديات معقدة ومتداخلة،
بما في ذلك التباطؤ الاقتصادي المثير للقلق والتفاوتات المستمرة، والتحول الرقمي
السريع والتغير المناخي.
مع ذلك، وفي مواجهة هذه التهديدات، تناضل القوى
السياسية المختلفة في جميع أنحاء العالم، على غرار الرئيس دونالد ترامب في
الولايات المتحدة، أو المشرفين على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من أجل
"استئناف السيطرة" على الوضع على المستوى المحلي، بدلا من البحث عن
التشارك مع نظرائهم في بلدان أخرى للتعامل مع هذه الأزمة، وفي الوقت الذي يجب فيه
التوصل إلى حلول جماعية، تتوسع رقعة "الانقسامات"، فضلا عن ذلك، لوحظ
"استقطاب متزايد في العديد من البلدان"، وفقا لما أورده التقرير.
وتطرق الموقع إلى أن النظام العالمي متعدد الأطراف
يخضع لضغوط، حتى داخل الاتحاد الأوروبي، الذي لطالما اعتبر المنظمة الأكثر نجاحا
في التاريخ، فضلا عن ذلك، بيّن تقرير المنتدى الاقتصادي أن حكومات العديد من الدول
الأوروبية ترغب في إنشاء عقد اجتماعي جديد لوقف صعود الأحزاب الشعبوبية.
وتساءل مؤلفو هذا التقرير: "هل يسير العالم
بشكل عشوائي نحو أزمة؟ إن المخاطر العالمية تتزايد، لكن تبدو الإرادة الجماعية
للتصدي لها غائبة"، وفي ظل هذا السياق، توجد حاجة إلى تعاون وثيق أكثر من أي
وقت مضى، خاصة لوقف تباطؤ النمو الاقتصادي الناتج عن الديناميكية الحالية، وسيكون
ذلك بفضل عمل منسق لدعم النمو ومجابهة التهديدات الرئيسية المطروحة اليوم.
في المقابل، يشدد التقرير على أن الخلافات التي ظهرت
مؤخرا على الساحة العالمية ذات بُعد شخصي أساسا، تجدر الإشارة إلى أن شعور
المواطنين بالعجز وفقدان السيطرة على مشاكلهم والضغط المنجر عن ذلك، يساهم في
تدهور التماسك الاجتماعي وظهور أحزاب سياسية تدعو إلى "استعادة السيطرة على
المنظمات متعددة الأطراف".
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن التقرير قد استنتج
أن العالم "سيكون بحاجة إلى وسائل جديدة لتكريس عولمة تقف في وجه هذه الشكوك،
ويتطلب هذا الأمر أساليب جديدة أو موارد إضافية".
لماذا ينفق العالم الملايين على "العلم" بوجود "الجوع"؟
بوليتيكو: خاشقجي هو المفكر الحر الذي صُدم العالم بمقتله
تصنيف دولي: السعودية الأسوأ أداء في مكافحة تغير المناخ