يعد
المنع من تلقي
العلاج والحرمان من الدواء والوفاة من المرض، أحد أكثر الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون السياسيون والصحفيون خاصة في السجون
المصرية التي تضم في أقبيتها وزنازينها وعنابرها أكثر من 60 ألف معتقل.
وارتفع عدد الصحفيين والصحفيات خلف القضبان إلى 89 بينهم 6 صحفيات، وفق تقرير المرصد العربي لحرية الإعلام السنوي بشأن انتهاكات حرية الصحافة والإعلام في مصر عن عام 2018، تحت عنوان "شرعنة القمع".
وأكدت منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، مثل هيومن رايتس ووتش، والعفو الدولية، والتنسيقية المصرية للحقوق والحريات وغيرهم، أن السجناء يعاملون معاملة سيئة ويعذبون بانتظام ويحرمون من الدواء، والعرض على الأطباء.
تعليمات بالقتل
وقال
صحفيون لـ"
عربي21" إن هناك تعليمات شفوية للسجون بترك المعتقلين وخاصة الصحفيين يعانون من المرض، ويحرمون من تلقي العلاج حتى الموت، ورفضت النظر في أوامر الإفراج المشروطة عنهم لأسباب صحية، وسط اتهامات لنقابة الصحفيين بالتقاعس عن نجدتهم وإغاثتهم.
ويوجد في عنابر الموت بسجون الانقلاب صحفيون محرومون من العلاج من بينهم أحمد عبدالعزيز، وهشام جعفر، ومجدي حسين، وإبراهيم الدراوي، وحسام السويفي، وإسلام جمعة، وأحمد ظهران، ومعتز ودنان، بعضهم حالتهم خطرة، وتتطلب تدخل جراحي.
ويعاني الصحفي أحمد عبدالعزيز، من تدهو حالته الصحية، وكانت قوات الأمن المصرية اعتقلته عقب فض وقفة احتجاجية على سلم النقابة ضد قرار أمريكا نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس رفقة أربعة صحفيين آخرين في كانون الأول/ ديسمبر 2017.
المرض والسجن
واتهمت زوجة الصحفي أحمد عبدالعزيز، نقابة الصحفيين بالتقاعس في إغاثة زوجها المريض، قائلة: "أُحَمِل نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية المسؤولية كاملة عن حياة زوجي أو تعرضه لأي خطر"، مطالبة زملاءه الصحفيين والمنظمات الحقوقية والإنسانية "بالتحرك مجددا من أجل الإفراج عنه نظرا لظروفه الصحية".
وقالت إنها "تقدمت أكثر من مرة بطلب لمجلس النقابة من أجل سرعة نقله إلى مستشفى
السجن لإجراء الجراحة المطلوبة، ولكن دون جدوى، وحالته تسوء بمرور الوقت، ومضاعفاتها تمثل خطرا حقيقيا على حياته بشهادة الأطباء".
وبشأن حالته الصحية، أوضحت أن "أحمد يعاني من وجود حصوة كبيرة في كليته يجب إزالتها وتفتيتها حتى لا تتسبب له في فشل كلوي، لا قدر الله، بالإضافة إلى المعاناة الكبيرة من آلام المغص الحادة، إضافة إلى أنه توقف عن تلقي علاج فيروس سي الخاص بالكبد، وهو خطر آخر يهدد حياته أيضا ولا بد من استكمال بروتوكول العلاج كما هو معروف".
وينفي نقيب الصحفيين المصري، عبد المحسن سلامة، باستمرار وجود صحفي مسجون بقضايا تتعلق بالنشر، مؤكدا أن هناك صحفيين مسجونين في قضايا جنائية ولا علاقة لها بالنقابة، وأن النقابة تدافع عن الصحفيين المقيدين بها فقط.
تعليمات بالموت
وقال الصحفي ياسر الحشاش لـ"
عربي21": "الصحفيون في السجون يتعرضون للموت البطيء؛ نتيجة إصرار إدارة السجون على منعهم من العلاج، وذهابهم إلى المشافي، وتعمد تركهم يعانون جتى الموت، ومن بينهم الصحفي أحمد عبدالعزيز، الذي اعتقل خلال وقفة نظمها مجلس النقابة نفسه". متهما نقيب الصحفيين بالتواطؤ مع إدارة السجون "من خلال إهمال طلبات العلاج، وتوقيع الكشف الطبي، وإجراء العمليات الجراحية المطلوبة، بهدف إسكات أصوات الصحفيين الذين يكشفون الحقائق، ويطالبون بحقوق المصريين".
وحذر من أن "عبدالعزيز يواجه الموت لأنه لم يستكمل علاج مرض فيروس سي "الالتهاب الكبدي"، الذي بدأه قبل شهر واحد فقط من اعتقاله، إضافة إلى تزايد حجم الحصوات على كليته والتي تهدد بحدوث فشل كلوي، وما يتسببه ذلك من آلام كبيرة".
استهداف الصحفيين
يقول مدير المرصد العربي لحرية الإعلام قطب العربي، لـ"
عربي21" إن "نقابة الصحفيين كانت نقطة انطلاق مطالبات المصريين بالإصلاح السياسي في عهد مبارك، وصولا للدعوة إلى خلعه، وظلت كل فئات الشعب تتردد من عمال وفلاحين والطلاب وليس فقط سياسيين وصحفيين يهرولون على سلالم النقابة للاحتجاج".
في عهد السيسي تجاوز الاعتداء على الصحفيين واعتقالهم إلى قتلهم، حيث وصل عدد القتلى من الجماعة الصحفية إلى نحو 13 صحفيا، وأغلب من وقفوا على سلالم النقابة إما في السجون، أو خارج مصر خشية الملاحقة الأمنية والاعتقال إلا القليل، ولم يعد يسمح بإقامة أي فعاليات سياسية.