أصدر ما يسمى "معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي" التابع لجامعة تل أبيب التقدير الاستراتيجي السنوي للعام الجديد 2019، جاء فيه أن "هناك احتمالات متزايدة لاندلاع مواجهات عسكرية مع إيران وحزب الله والفلسطينيين، وهي الجبهات المتوترة في مواجهة إسرائيل خلال العام الجاري".
وأضاف التقدير، الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت، وترجمته "عربي21"، أن "أسباب القلق الإسرائيلي من الواقع الإقليمي تبدأ في التواجد العسكري الإيراني في سوريا، الذي بات حقيقة واقعة، بجانب مشروع تطوير الصواريخ الخاص بحزب الله، وصولا إلى أن حماس باتت غير مردوعة، فضلا عن قابلية الوضع في الضفة الغربية للاشتعال".
وأشار التقدير الذي شارك في إعداده العديد من الجنرالات والوزراء والضباط الإسرائيليين إلى أن "معظم الجبهات المحيطة بإسرائيل باتت شبه متفجرة، بانتظار الصاعق الذي قد يشعلها: سوريا، لبنان، قطاع غزة، في هذه الجبهات الثلاث. ورغم وجود حالة من الردع المتبادل بينها وبين إسرائيل، فإن هناك احتمالا كبيرا لاندلاع مواجهة عسكرية واسعة وشاملة".
وأكد أنه "في حال تحقق هذا السيناريو القائم على فرضية مواجهة عسكرية شاملة، فإنها لن تكون أمام جبهة واحدة انفرادية، وإنما قد تجد إسرائيل نفسها أمام "حرب الكل"، بحيث تواجه: إيران، سوريا وحزب الله في الشمال، والمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة جنوبا، ما يتطلب منها أن تكون مستعدة لها".
وذكر التقدير أن "أول هذه السيناريوهات هي "حرب الشمال الأولى" أمام جميع الجهات المسلحة في الشمال: إيران وحزب الله وسوريا، وهو التهديد الأكثر خطورة أمام إسرائيل في العام الجاري 2019، ورغم ما بذلته إسرائيل من جهود وأنشطة عسكرية ضد البنى التحتية التسلحية الإيرانية، لكن هناك شكوكا أن تتراجع إيران عن قرارها بالتواجد في سوريا".
وأوضح أنه "في ظل بدء عودة الاستقرار إلى سوريا، وتسليح روسيا لها، فإن ذلك يضع صعوبات أمام استمرار العمليات الإسرائيلية هناك، ويقلص حرية الحركة أمام الجيش الإسرائيلي لدى الجارة الشمالية".
وأضاف أن "مواجهة عسكرية في الجنوب أمام حماس في غزة بات السيناريو الأعلى للعام الحالي؛ لأن أسبابه تتعاظم، فهي تتزامن مع استمرار تدهور الوضع المعيشي في القطاع، وضغط السلطة الفلسطينية على حماس، فضلا عن تبدد صورة الردع الإسرائيلية أمام الحركة، التي تحققت في الجرف الصامد صيف 2014".
وأشار إلى أنه "اليوم بعد أن انتهت عملية درع الشمال دون حرب مع حزب الله، فإن ذلك يتطلب العودة لقطاع غزة لإعادة ترميم صورة الردع التي أصابها كثير من الضرر أمام حماس، والمس بجناحها العسكري. ومن خلال مقارنة سريعة، فإن جبهة غزة هي الأكثر ترجيحا لسرعة انفجارها من جبهات أخرى".
وأكد التقدير أن "إسرائيل يجب أن تستعد لمعركة واسعة مع حماس، ولا مجال للتوصل لتفاهمات سياسية معها؛ لأنها ليست شريكا لعملية سياسية مع إسرائيل، وأي ترتيبات معها ستعني خسارة الطرف المعتدل في الساحة الفلسطينية، وتؤكد للفلسطينيين أن إسرائيل تفهم فقط لغة القوة".
التقدير انتقل في الحديث عن "تدهور الضفة الغربية، فمن المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة القرن بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن فرص نجاحها تبدو ضئيلة للغاية، وفي أحسن الأحوال ستنجح إسرائيل في معركة تحميل الفلسطينيين الذنب عن عدم إنجاح الصفقة".
وأكد أن "الأسباب الصريحة هي: حالة عدم الاستقرار الأمني للسلطة الفلسطينية، مع تقديرات قرب نهاية عهد أبو مازن، وفي المدى البعيد احتمال الذهاب نحو حل الدولة الواحدة ومخاطرها، وسوف تترك آثارها الخطيرة على إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي".
أما عن مواجهة الملف النووي الإيراني، فقال التقدير الإسرائيلي إن "هناك احتمالا ضعيفا لتحقق هذا السيناريو، مع وجود سيناريوهين يتضاءلان هذا العام: أولهما أن تنجح إيران في إنتاج سلاح نووي على غرار كوريا الشمالية، أو سقوط النظام الإيراني؛ لأن كل المؤشرات تؤكد استقراره، ولديه القدرة على قمع أي معارضة داخلية".
وختم بالقول إن "العلاقة مع الولايات المتحدة تتمثل في أن الدعم الأمريكي لإسرائيل مستمر، لكن على إسرائيل التجهز للقرارات المفاجئة التي قد يتخذها ترامب، ومن ذلك إخراج القوات الأمريكية من سوريا، الذي قد يساعد أعداء إسرائيل على الاستمرار في برامجهم التسلحية داخل سوريا، وانطلاقا منها".
تحذير إسرائيلي من هجمات سايبر مصدرها غزة.. ومن أيضا؟
ورقة إسرائيلية لتقييم "درع الشمال" بعد شهر على انطلاقتها
قلق إسرائيلي من ممر إيران البري إلى لبنان.. تهديد استراتيجي