علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها على هزيمة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام البرلمان ليلة الثلاثاء، بالقول إن بريطانيا أصبحت دون خطة خروج "وهي تسير نحو الكارثة".
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "التصويت الساحق في البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء ضد خطة تم العمل عليها تتعلق بخروج البلد من الاتحاد الأوروبي، كان مدمرا لأن أحدا، ولا حتى رئيسة الوزراء، وبالتأكيد حزبها أو الحزب المعارض، لديه في الوقت الحالي خطة أو حل جوهري، أو تعديل للخطة التي تم رفضها".
وتقول الصحيفة إن "البريكسيت أدى إلى اكتظاظ النظام السياسي البريطاني، وهو ما يعني أسوأ الخيارات للبلد، وهو الخروج من الاتحاد الأوروبي دون آلية جاهزة للإشراف عليه قبل 29 آذار/ مارس، ويجب على ماي ومعارضيها في البرلمان عمل ما لديهم لتجنب هذه النتيجة الكارثية".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "ماي عملت بجهد على مدى عامين ونصف لتحقيق رؤية وافق عليها الناخب البريطاني بهامش ضيق في حزيران/ يونيو 2016، بأن يمنح بالضرورة سيادة كاملة على أراضيه، إلا أن الحقيقة التي لم يعترف بها داعمو الخروج، هي أن أي طلاق سيكلف ثمنا سياسيا واقتصاديا، ولو استطاعت ماي تمرير الخطة لأدت إلى مرحلة انتقالية تقوم من خلالها بريطانيا والاتحاد الأوروبيبالتفاوض حول مستقبل العلاقة بينهما، تجارية أم أمنية وغير ذلك، مقابل حصول لندن على السيطرة على حركة الناس عبر حدودها".
وتنوه الصحيفة إلى أن "الاقتصاد البريطاني سيتعرض لضربة من خطة ماي، إلا أن النقطة الخلافية الكبرى هي كيفية إدارة الحدود بين شمال إيرلندا وجمهورية إيرلندا العضو في البرلمان، بشكل لا يؤثر على العملية السلمية التي أنهت عقودا من العنف في إيرلندا الشمالية، وبدلا من فرض تقسيم واضح للحدود، فإن الاتحاد الأوروبي اقترح ما أسماه الترتيبات المؤقتة لشمال إيرلندا، وهو ما يعني استمرارها في مراقبة التنظيمات الأوروبية دون أن يكون لها أي دور في إقرارها، وستجد من الصعوبة عقد اتفاقيات تجارية مع الدول الأخرى".
وتقول الافتتاحية إن "المعارضين للخطة من اليمين واليسار لم يقدموا بديلا عنها، بل حاولوا الاستفادة من النقاش حول البريكسيت للإطاحة بماي من الحكومةـ وحاول منافسوها في حزب المحافظين عمل هذا الشهر الماضي وفشلواـ وبناء على طلب من زعيم حزب العمال جيرمي كوربن، سيناقش البرلمان مسألة سحب الثقة منها اليوم، ووعدت ماي بأنها ستقوم بالتشاور مع قادة البرلمان والتوصل معهم لخطة بديلة في حالة نجاتها من التصويت على الثقة، وفي حال حصلت على دعم واسع فإنها ستقوم بنقلها إلى بروكسل".
وترى الصحيفة أن "الخطر هو عدم وجود غالبية في البرلمان، بالإضافة إلى عدم استعداد الاتحاد الأوروبي للمرونة أو تقديم تنازلات، وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، في بيان له، إن الخطة المرفوضة تظل الخيار الوحيد لخروج منظم، وفي حال فشلت هذه الخيارات كلها فإنه ليس أمام بريطانيا إلا تعليق إجراءات الخروج، وعقد استفتاء جديد، يصوت فيه الناخبون بناء على حقائق واضحة، بدلا من الوعود الكاذبة في عام 2016".
وتورد الافتتاحية نقلا عن ماي، التي تعارض هذا الخيار، قولها إن "كل يوم يمر دون حل الموضوع يعني مرارة جديدة، وغياب الأفق، وأحقادا جديدة".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إن "هذا الكلام صحيح، إلا أن فوضى جديدة لحليفة مهمة للولايات المتحدة لا مفر منها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: تصويت البرلمان ضربة قاصمة لماي.. ماذا بعد؟
هزيمة ماي المدوية تحظى بعناوين مثيرة في الصحف البريطانية
واشنطن بوست: ماذا ستقول البلورة في 2020؟ اختر من متعدد