تناولت صحيفة عبرية، أهم المضامين والدلالات التي حملها الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مؤخرا في جامعة القاهرة، مشيرة إلى إمكانية ولادة "صيغة مصغرة" من حلف الناتو برعاية وهيمنة أمريكية.
ونوهت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في مقال كتبه البروفيسور إبراهام بن تسفي، إلى أن نحو 10 سنوات مرت على خطاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في جامعة القاهرة، حيث دعا من هناك إلى "فتح صفحة جديدة وتصالحية في علاقات الولايات المتحدة، واعتذر في حينه عن الدور الذي لعبته إدارة الرئيس آيزنهاور في الانقلاب العسكري الذي أدى في 1953 لتنحية رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق".
وأضافت: "اليوم وبعد أن تبددت آمال أوباما في رفع إيران نحو مسار السلوك المعتدل، عادت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب إلى جامعة القاهرة، لكنها حملت رسالة جديدة تختلف تماما عن سابقتها".
ورأت الصحيفة، أن "خطاب القاهرة" الذي ألقاه بومبيو في القاهرة بتاريخ 10 كانون الثاني/ يناير الجاري، "كان بعيد سنوات ضوئية عن الاعترافات العلنية لأوباما بخطايا الولايات المتحدة في الماضي السحيق، وعكس بإخلاص التحول الذي طرأ على التفكير الأمريكي في السنوات التي انقضت منذ دخول ترامب للغرفة البيضوية".
اقرأ أيضا: السيسي يزور الأردن.. و"تحالف بومبيو" على الطاولة
وزعمت أن "رسالة بومبيو لم تكن فقط قاطعة، بل انطوت على بشرى مشجعة للمعسكر السُني المعتدل (وفق وصفها) في كل المجال مثلما لحليفتها إسرائيل"، منوها إلى أن الخطاب "يعيد التأكيد بشكل مدوّ على الالتزام الأمريكي بعدم ترك الساحة الشرق أوسطية أبدا، كجزء من النهج الانعزالي الجديد الشامل لإدارة ترامب".
وأكدت "إسرائيل اليوم"، أن خطاب وزير الخارجية "عكس استراتيجية قوة تستند إلى الردع والإنفاذ - في الحالة المتطرفة يمكن استخدام الخيار العسكري – لإيران؛ فما بالك تجاه كل أقمارها؟".
وذكرت أن "كل رجال ترامب بمن فيهم بومبيو، يشيرون إلى أن سلوكهم تجاه التهديدات المباشرة على أمن الولايات المتحدة، كفيل بأن يكون قاسيا، وفي صندوق الأمريكي سيكون الاستخدام وليس فقط التهديد للقوة القاسية عند الحاجة، بخلاف سوريا..".
وبناء على ذلك، "يشهد توجه مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، إلى البنتاغون إعداد خيارات عسكرية لعملية ممكنة ضد إيران"، وفق الصحيفة التي قالت: "إلى جانب ذلك تنبغي الإشارة إلى العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضتها واشنطن على طهران".
اقرأ أيضا: مركز بحثي: لهذه الأسباب سيفشل تشكيل ناتو عربي ضد إيران
وأما الرسالة التي نقلها بومبيو عبر خطابه في القاهرة، فقد أكد – بحسب الصحيفة – أن "الانسحاب الأمريكي من سوريا، ليس بمثابة ضوء أخضر لطهران لمواصلة العمل دون عراقيل في أرجاء المنطقة، بل إن العكس هو الصحيح"، موضحا أن "المقصود هو حشد المقدرات – لأمريكا وشركائها الإقليميين– لتشديد الضغط على النظام الإيراني، والمس بقدرتها على تحقيق رؤيتها النووية".
واعتبرت "التشديد الذي وضعه وزير الخارجية في خطابه، بشأن استعداد ترامب لإقامة أطر جديدة للتعاون الاستراتيجي مع المحور السني المعتدل، وهكذا فإن مساعدته لمواجهة التحدي الإيراني، تشير إلى أننا أمام عقيدة جديدة تتمثل بصد مركز وموضعي".
وتابعت: "لا يدور الحديث عن مبدأ التضامن المتبادل في سياق واسع، بل عن تطلع للاستعداد بتصميم لمواجهة تهديد محدد ومعروف جيدا، وفي ظل الاستناد إلى قوات برية محلية وغلاف أمريكي داعم ومساند، وعند الطوارئ القتال أيضا".
ونبهت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه "في المستقبل القريب سيتبين، أنه إذا كانت هذه الصيغة متعددة الأطراف التي يمكن أن نرى فيها صيغة مصغرة لحلف الناتو، تتحقق وتصبح حاضرا جديدا، فإن ذلك سيكون حين تجتمع تلك الدول التي يفترض بها أن تشارك في هذه الشراكة الجديدة، لتبلور صيغة متفقا عليها للعمل برعاية المهيمن الأمريكي".
دراسة إسرائيلية: 10 تحديات أمام كوخافي القائد الجديد للجيش
وزير الطاقة الإسرائيلي يتجه للقاهرة للمشاركة بمؤتمر دولي
دعوة نتنياهو لحضور مؤتمر دولي ضد إيران بمشاركة دول عربية