لا زالت أزمة معبر رفح تراوح مكانها بعد مرور نحو أسبوع على انسحاب موظفي السلطة الفلسطينية منه، الأمر الذي تسبب في تعطيله جزئيا بفتحه باتجاه واحد فقط للعائدين، في وقت نفت فيه حركة حماس تلقيها شروط السلطة في رام الله لعودة موظفيها لإدارة المعبر.
ويعقد الغزيون الآمال على وعودات مصرية بفتح المعبر في كلا الاتجاهين، في ظل حالة من اللامبالاة تبديها السلطة الفلسطينية، على حساب معاناة آلاف العالقين في غزة ممن هم بحاجة ماسة إلى السفر من مرضى وطلاب وذوي حاجات إنسانية.
وكانت السلطة الفلسطينية، قد قررت الأحد الماضي، سحب موظفيها كافة من المعبر، بشكل مفاجئ.
وقالت هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، في بيان، إنها قررت سحب موظفيها العاملين في معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر ابتداء من صباح الإثنين، وحتى إشعار آخر.
ورفضت معظم الفصائل الفلسطينية في غزة قرار السلطة، واعتبرته أمرا يعمّق الانقسام، و"مرفوض".
وفي السياق، قال القيادي في حركة حماس غازي حمد إن الحركة تلقت وعودات من الوفد المصري الذي زرا غزة الخميس بفتح المعبر قريبا في الاتجاهين وبشكل دائم، مشيرا إلى أنه لا تطورات تذكر بشأن عودة الموظفين التابعين للحكومة برام الله إلى عملهم في المعبر.
ونفى حمد لـ"عربي21"، تلقي الحركة أي مطالب من قبل السلطة لإنهاء الأزمة، مؤكدا أن الأنباء التي تحدث عن اشتراط السلطة تسليح موظفيها العالملين في المعبر إضافة إلى الغاء صالة أبو يوسف النجار (صالة خارجية لانتظار المسافرين تسيطر عليها حماس)، عارية عن الصحة، ولم يصل إلى الحركة أي شئ من هذا القبيل.
وتداول صحفيون فلسطينيون الأحد أنباء عن شروط قدمتها السلطة لحماس عبر الوسيط المصري، لقاء عودة موظفيها للعمل في معبر رفح، منها تسليح موظفيها في المعبر، إضافة إلى إلغاء انتظار المسافرين في صالة أبو يوسف النجار بخانيونس والتي تسيطر عليها حركة حماس.
وتحدثت "عربي21" إلى مديرعام المعابر في السلطة الفلسطينية نظمي مهنا الذي رفض بدوره إعطاء أي تعليق حول أزمة معبر رفح، قائلا، إن وظيفته فنية ولا دخل له في الشأن السياسي.
وكانت حماس أعلنت في بيان لها تلقت "عربي21" نسخة منه، أن قيادتها استقبلت الخميس وفد المخابرات المصرية، وبحث معه المستجدات، سيما ملف تفاهمات تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال، والمصالحة الفلسطينية، ومعبر رفح وما يعانيه سكان القطاع خلال سفرهم.
وطالبت الحركة مصر بضرورة أخذ دورها في التخفيف عن أبناء شعبنا، والضغط من أجل كسر الحصار عن قطاع غزة، واستمرار العمل في معبر رفح بكلا الاتجاهين، وبأهمية العمل على تخفيف معاناة المسافرين أثناء المغادرة والعودة.
اقرأ أيضا: مصر تفتح معبر رفح باتجاه واحد رغم وعود فتحه باتجاهين
وتسلمت السلطة الفلسطينية المعبر لأول مرة منذ عشر سنوات، في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، بالإضافة لمعابر قطاع غزة، من حركة "حماس"، حسبما نص اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه.
وبند تسليم معابر غزة، الوحيد الذي تم تطبيقه من اتفاق المصالحة الذي وقع آنذاك بين حركتي "حماس" و"فتح".
ويسود انقسام فلسطيني بين "فتح" و"حماس" منذ عام 2007، لم تفلح في إنهائه اتفاقيات عديدة، أحدثها اتفاق العام 2017؛ بسبب نشوب خلافات حول قضايا عديدة، منها: تمكين الحكومة في غزة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم "حماس" في أثناء حكمها للقطاع.
مصر تفتح معبر رفح باتجاه واحد رغم وعود فتحه باتجاهين
وفد أمني مصري يصل غزة لبحث آلية إعادة فتح معبر رفح (صور)
"عربي21" تكشف تفاصيل سبقت تسلم حماس لمعبر رفح مجددا