دعا خبير إسرائيلي، الإدارة أمريكية برئاسة دونالد
ترامب، إلى قطع كافة "أذرع الأخطبوط"
الإيراني في سوريا والمنطقة، وعدم الاكتفاء بـ"المعالجة الموضعية".
وقال أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، الخبير إيال زيسر، في مقال له نشر بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن "
العقوبات الاقتصادية على إيران آخذة في الاشتداد، وتتعاظم بسببها العزلة السياسية لطهران".
ورأى أن المرشد الأعلى علي خامنئي؛ اعترف بأن العقوبات تثقل على الحكومة والجمهور في بلاده بطرق غير مسبوقة، لافتا إلى أن "
واشنطن ستعقد قريبا مؤتمرا دوليا في بولندا كي تفحص مزيدا من السبل لصد الخطر الإيراني على الاستقرار والأمن في العالم"، وفق قوله.
ونوه زيسر إلى أن "إيران احتلت مكانا هاما في خطاب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في القاهرة الأسبوع الماضي، وهو الخطاب الذي جاء ليصلح الانطباع الذي خلفه خطاب الرئيس السابق باراك أوباما في القاهرة؛ حيث وعد الأخير بفتح صفحة جديدة في علاقات واشنطن مع دول المنطقة، ولكن السياسة التي اتخذها - وفق بومبيو – عبرت عن الضعف ومنحت تشجيعا للمحافل الراديكالية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها إيران".
وأضاف: "أما الآن فواشنطن وفق وزير خارجيتها، مصممة على الدفاع عن حلفائها، وإبعاد إيران عن سوريا ومكافحة حزب الله في لبنان"، لافتا إلى أنه "ليس إرث أوباما وحده هو ما سعى بومبيو إلى إصلاحه، بل وتصريحات الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن الأسبوع الماضي أنه يمكن لإيران أن تفعل ما تشاء في سوريا".
ورأى أنه "يجدر ببومبيو، أن يلفت الانتباه إلى ما جرى في وزارة الخارجية التي يقف على رأسها، ففي الوقت الذي يهاجم فيه حزب الله ويعد بمكافحته، تعمل الإدارة الأمريكية على التعاون مع الحكومة اللبنانية، وتخطط لمنح مساعدة مالية وسلاح للجيش اللبناني، الشقيق التوأم لحزب الله".
ومع ذلك، فإنه "في كل ما يتعلق بالقتال الاقتصادي ضد طهران، تبدي واشنطن تصميما وتسجل نجاحات، ويحتمل أن يكون ترامب بالغ في قوله إنه بسبب العقوبات لم تعد إيران ذات الدولة إياها، وإنها تضطر لسحب قواتها من سوريا واليمن"، وفق الخبير الذي نوه إلى أن "التقارير من طهران تفيد بتعاظم الضائقة الاقتصادية، التي تجبر الإيرانيين على تقليص نشاطهم التآمري على الأقل مؤقتا".
وذكر زيسر، أن على "الأمريكيين، أن يفهموا أن عملهم سيكون طويلا، ولن يحسم فقط في الساحة الاقتصادية"، معتبرا أن "التصدي لإيران؛ يشبه الكفاح ضد أخطبوط متعدد الأذرع".
وتابع: "ذراع واحدة هي التواجد العسكري لإيران، في شكل الحرس الثوري، وفي صورة المليشيات التطوعية الشيعية من أفغانستان والباكستان والعراق، والتي تمولها إيران وتستخدمها في كافة أرجاء الشرق الأوسط، أو من خلال رسل محليين، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن..، إضافة لذراع أخرى هي منظومة
الإرهاب العالمي".
ولفت إلى أن هناك "ذراعا إيرانية أخرى؛ تتمثل بمنظومة الإرهاب العالمي، كشف بعضها في أوروبا بفضل معلومات إسرائيلية، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض عقوبات ضد وزارة الاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري، بدعوى وقوفهما خلف محاولات تصفية معارضين للنظام الإيراني في هولندا، والدنمارك وفرنسا".
كما أن "ثمة ذراعا أخرى؛ هي منظومة الصواريخ بعيدة المدى، والأقمار الصناعية وكذا السلاح النووي الذي تطوره ايران"، بحسب المستشرق الإسرائيلي الذي نبه إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أعلن قبل بضعة أيام أن بلاده ستطلق قمرين اصطناعيين إلى الفضاء، في ظل استخدام صواريخ من إنتاج إيراني".
وبين أن "تكنولوجيا إنتاج صواريخ إطلاق الأقمار الاصطناعية، ضرورية لإيران لحاجة إنتاج الصواريخ بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى أوروبا، وفي المستقبل الولايات المتحدة، مع قدرة على حمل رؤوس متفجرة نووية".
وفي إطار مسعى واشنطن لـ"صد الخطر الإيراني"، شدد زيسر على ضرورة أن "تقطع أمريكا أذرع الأخطبوط التي تنطلق من طهران، وألا تحاول المعالجة الموضعية لواحدة منها فقط، مثلما فعلت إدارة أوباما".