أكدت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، أن حالة التوتر والاحتقان المتصاعد بين حركتي فتح وحماس، يؤدي إلى "تدهور الوضع أمني" مع قطاع غزة في وقت غير مريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في
تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "تصاعد التوتر بين حماس
والسلطة الفلسطينية، يعكس نفسه الآن على الوضع الأمني مع قطاع غزة".
ونوهت إلى أنه "كلما زاد رئيس السلطة
الفلسطينية محمود عباس شدة منحى الانفصال عن القطاع، يزداد الضغط الاقتصادي الذي
تتعرض له حماس"، مؤكدة أن "تبادل التهديدات بين المعسكرين الفلسطينيين
يهدد بتحطيم الهدوء (النسبي والجزئي جدا) الذي تم التوصل إليه في الأسابيع الأخيرة
بين حماس وإسرائيل".
وذكرت أن ما يجري في الطرف الفلسطيني، "أمور
تحدث في وقت غير مريح لحكومة بنيامين نتنياهو بسبب الانتخابات القريبة"،
مشيرة إلى "العديد من الإجراءات التي أقرها عباس ضد قطاع غزة ومنها؛ إخلاء
المعابر من رجاله، وتقليص الأموال المرسلة لغزة الخاصة بالمياه والكهرباء".
ورأت أن "من وراء خطوات عباس، يقف إحباط أكبر
يتعلق بشعوره أن حماس (قطاع غزة) تأخذ منه الأموال ولا تعطيه أي شيء في المقابل،
كما أن إسرائيل، حسب رأيه، ترد على حماس باعتراف غير مباشر بسيادتها على القطاع
بواسطة وقف إطلاق النار وتسهيلات في الحصار، في حين تتجاهل كل دعوات السلطة لتجديد
المفاوضات السياسية".
اقرأ أيضا: محللون: سحب موظفي السلطة من معبر رفح سيعمق أزمات غزة
ومن الجدير التذكير به، وفق الصحيفة أن "موجات
التصعيد في القطاع، بدأت في نهاية شهر آذار الماضي، مع بداية "مسيرات العودة
وكسر الحصار"، كنتيجة للتقليصات الأولى التي تمنحها السلطة لقطاع غزة"،
مشيرة إلى حادثة تدمير مقر فضائية فلسطين "المتماهية" مع السلطة في
القطاع.
ونبهت أن "إجراءات عباس تثير قلق حماس، على
خلفية إمكانية المس بتزويد الكهرباء في ذروة فصل الشتاء، كما يبدو أن زعماء حماس
وحتى المصريين يجدون صعوبة في قراءة خطوات عباس القادمة".
وفي ظل هذا الواقع، بينت أن "التوتر الداخلي
ينزلق مرة أخرى نحو الجبهة الأمنية، ففي يوم الأحد الماضي تم إطلاق عبوة ناسفة
بواسطة طائرة مسيرة وبالونات على النقب، كما أطلق ليلة الأحد بعد هدنة طويلة
نسبيا، صاروخ من القطاع على عسقلان، واعترضته القبة الحديدية".
وفي "هذه الأثناء يتم تعويق إدخال المساعدة
المالية القطرية الشهرية إلى القطاع، التي تبلغ 15 مليون دولار، ويبدو أن التأخير
يتعلق بضغط فترة الانتخابات"، منوهة إلى أن وزير الحرب المستقيل، أفيغدور
ليبرمان "هاجم نتنياهو دائما على استمرار تحويل أموال قطر لحماس".
ومع ذلك، "رئيس الحكومة لم ينحرف عن سياسته
خلال السنة الأخيرة في القطاع، وهدد حماس مؤخرا عبر رسائل نقلها بواسطة المخابرات
المصرية، بأن على حماس أن لا تحاول إشعال الوضع على السياج في فترة الانتخابات لأن
إسرائيل سترد بشدة استثنائية"، وفق الصحيفة.
وبينت أن "التعليمات لقادة الجيش الاسرائيلي،
فيما يتعلق باستخدام القوة في القطاع بقيت على حالها؛ وهي ضبط النفس، وبذل كل ما
في استطاعتهم للحفاظ على الهدوء دون أن يؤدي إلى تصعيد"، مضيفة أن "هذا
صحيح حتى الآن، وهذا ما يريده القائد (نتنياهو)، وهو مفهوم جيدا في كل مستويات
جهاز الأمن".
مخاوف إسرائيلية من هجوم خارجي وسط الانشغال بالانتخابات
الاحتلال يبحث القيام بعملية "درع الجنوب" العسكرية حول غزة
هآرتس: عمليات الضفة تعزز قوة حماس وتضعف السلطة.. كيف؟