عبر معارضون سوريون عن توقعاتهم لأوضاع بلادهم للعام الجديد 2019، موضحين لـ"عربي21"، تكهناتهم في ما يخص الحل السياسي في سوريا.
وتراود غالبية السوريين آمال بأن يكون العام الجديد 2019 عاما للتسوية، للخروج بحل يضمن عودة اللاجئين ووقف نزيف الدماء، في بلد مزقته الحرب، إلا أن معارضين عبروا عن إحباطهم جراء التوقعات السلبية التي تقودها مؤشرات لصالح النظام السوري سياسيا وعلى الأرض.
تطبيع عربي مع الأسد
ومثل الحراك الدبلوماسي العربي نحو النظام السوري مؤخرا، الهادف إلى تعويم نظام الأسد من جديد خيبة أمل كبيرة في أوساط المعارضة السورية بتحقيق حل عادل، الأمر الذي ظهر جليا خلال رصد "عربي21" لعينة من آراء السوريين.
وعن افتتاح بعض الدول العربية لسفاراتها في دمشق، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، محمد يحيى: "على الجميع أن يعلم أن تعويم النظام يعني خلقا للإرهاب في المنطقة، ونشر المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في كامل المنطقة".
اقرأ أيضا: "لاكروا": سوريا تكسر عزلتها الدبلوماسية تدريجيا
اقرأ أيضا: معارضة سورية: إعادة العلاقات العربية مع الأسد مصلحة إيرانية
وأضاف لـ"عربي21" أن "إيران ومليشياتها هي أكبر المستفيدين من ذلك، وإن كانت هناك إرادة ورغبة في استقرار المنطقة، فعلى الجميع أن يدفع برحيل بشار الأسد".
الحل السياسي
وعن آمال السوريين بتحقيق تسوية وحل سياسي، ربط مكتبي، تحقيق التسوية على المستوى السوري بزيادة حجم الضغط الدولي على النظام السوري.
وقال: "في حال بقي المجتمع الدولي متراخيا، فلن يحدث تغير ملموس في العام الجديد".
وأضاف أن "المعارضة طالبت من قبل -وما زالت- المجتمع الدولي، بالتعامل بحزم مع النظام السوري، من أجل دفع العملية السياسية قدما للأمام".
واعتبر مكتبي، أن "نظام الأسد لا يقبل القسمة على اثنين، وهو لن يقدم شيئا للمضي في الحل"، لكنه رأى أن "لا بد للسوريين من التفاؤل (...) دائما هناك نهاية للأنفاق المظلمة".
بقاء الأسد
بدوره، عبّر رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا، الدكتور أحمد طعمة، في تصريح لـ"عربي21" عن أمله في أن يشهد العام الجديد حلا للقضية السورية، معتبرا أن الجزم بذلك يعد أمرا صعبا للغاية.
ومختلفا مع القراءات السابقة، بدا الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، جازما بأن العام الجديد سيكون عاما للتسوية السورية.
اقرأ أيضا: أوبزيرفر: كيف انتهى 2018 بانتصار للأسد في حربه الوحشية؟
لكنه استدرك بالقول: "لا يعني ذلك، أن التسوية ستكون مرضية للأطراف، بمعنى آخر فإن الحراك الدبلوماسي العربي نحو النظام السوري يعطي انطباعا بأن هناك تسوية فرضت، وعلى الجميع القبول بها".
وأوضح السعيد لـ"عربي21"، أن "المؤشرات تشير إلى بقاء الأسد، مع تشكيل هيئة حاكمة بمشاركة أسماء محددة من المعارضة، وهي الرؤية التي تتشاطر فيها كل من روسيا والولايات المتحدة، وإعادة افتتاح السفارات جزء من تطبيق هذا الحل".
وبحسب الباحث المعارض، فإن المعضلة القادمة تتمثل بالحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وعلق بالقول: "هذا الأمر لن يكون سهلا، إلا إن كانت الدول العربية ستجعل من سوريا محطة للمصالحة مع إيران، وهذا هو الاحتمال الأقرب، نظرا لصعوبة الفصل بين النظام وإيران".
حرب نفوذ
أما الكاتب الصحفي المعارض إبراهيم العلوش، فذهب إلى اعتبار أن العام الجديد سيكون عاما للحرب بين الدول النافذة في سوريا.
وقال لـ"عربي21" إن "روسيا لن ترضى ببقاء إيران ولا ببقاء تركيا، وأمريكا لن تقبل ببقاء روسيا متحكمة في سوريا، ما يعني مزيدا من الحرب بين الجميع".
وأضاف: "بكل أسف، لا توجد دلائل على قرب تسوية دولية في سوريا. توجد حروب نوعية جديدة في سوريا ستتكشف أشكالها في الأشهر المقبلة"، وفق قوله.
اقرأ أيضا: هاس: ستكون حرب بالشرق الأوسط.. ماذا عن سوريا؟ (شاهد)
هل يشكل انسحاب أمريكا من سوريا ورقة قوة أم أزمة لأنقرة؟
هذا ما تستغرقه عملية شرق الفرات وطبيعة مشاركة المعارضة
مخاوف تطبيع عربي مع الأسد.. هل تجاوز البشير الجامعة العربية؟