نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرا تطرقت فيه إلى قصة ثلاثة طيارين إسرائيليين سابقين يعملون في إفريقيا، تبين أنهم على علاقة بهجوم تسبب في ذعر عالمي.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته
"عربي21"، إنه قد تم إجراء تحقيق جنائي دولي منذ سنتين حول مزاعم تفيد
بأن شركة "سلكوم ليبيريا" استأجرت مخترقين إسرائيليين-بريطانيين وأمرتهم
بتنفيذ هجمات سيبرانية ضد شركة منافسة تُدعى "لونستار".
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من تنفيذ هذه الهجمات كان
وضع شركة لونستار خارج نطاق العمل، لكن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة لدرجة أن
الحكومة الليبيرية اعتقدت أن الدولة مستهدفة بالفعل من خلال هذه الاعتداءات. وفي
الأسبوع الماضي، أفادت صحيفة "ماركر ويك"، أن المخترق دانيال كاي اعترف
خلال التحقيق معه، أن العملية التي نفذها كانت بأمر من الرئيس التنفيذي لشركة
"سلكوم ليبيريا"، أفيشاي مارسيانو.
وأفادت الصحيفة أن أحد الأطراف التي تمتلك أسهما في
شركة "سلكوم ليبيريا" كانت إمبراطورية تجارية سرية تدعى "أل أر
غروب"، أسسها ثلاثة طيارين مقاتلين إسرائيليين سابقين، استغلوا الفرص
التجارية التي ظهرت خلال الحرب الأهلية في أنغولا، التي دامت 27 سنة وانتهت سنة
2002.
وفي سنة 2011، غادر إيتان ستيفا، وهو أحد مؤسسي
الشركة، "أل أر غروب" ليظل المؤسسيْن الآخريْن، وهما آمي لوستيغ وروي
بان يامي، قائميْن عليها. لكن في سنة 2016، بيعت الشركة للشبكة الدولية
"أورانج"، وتم تغيير اسمها إلى "أورانج ليبيريا". كما استقال
مارسيانو، المدير التنفيذي المشتبه في ارتباطه بالهجمات الإلكترونية، من منصبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن دانيال كاي، كان مخترقا ماهرا
بما يكفي ليخترق أنظمة شركات الاتصالات ومواقع الويب الخاصة بالبنوك البريطانية.
مع ذلك، ووفقا لشهادته، اعترف كاي أنه كان يعاني من ضائقة مالية. الجدير بالذكر،
أنه بتنفيذه لهذا الهجوم الإلكتروني حصل كاي على الآلاف من الدولارات. وخلال شهر
شباط/ فبراير سنة 2017، هبط كاي في مطار لوتون في لندن، حيث تم اعتقاله. وفي وقت
لاحق، تم تسليمه من قبل السلطات البريطانية إلى ألمانيا، التي أمرت باعتقاله وطلبت
تسليمه لأنه استخدم مئات الآلاف من أجهزة التوجيه الخاصة بشركة الاتصالات
الألمانية العملاقة "دويتشه تيليكوم" أثناء تنفيذ الهجوم.
اقرأ أيضا: الاحتلال يفتتح مطارا جديدا قرب إيلات خلال الشهر الجاري
وبينت الصحيفة، أنه في شهر أيار/ مايو من السنة
ذاتها، وأثناء استجوابه من قبل الشرطة الفيدرالية في ألمانيا، اعترف كاي بالأفعال
التي نسبت إليه وشرح للمحققين كيفية تنفيذه للهجوم. وقد استخدم كاي برنامجا ضارا
لتنفيذ هجوم حجب الخدمة، لكن سرعان ما أدرك المحققون الألمان أن عملاق الاتصالات
كان مجرد وسيلة لتنفيذ الخطة. وقد اعترف كاي أن نيته لم تكن استهداف الشركة بل كان
يبحث عن الأنظمة التي تعرضت للتسلل في جميع أنحاء العالم وبالصدفة اخترق موجهات
شركة "دويتشه تيليكوم".
وأوردت الصحيفة أن الهجمات السيبرانية تحدث من وقت
لآخر، حيث أن معظمها تستهدف قوى عالمية على غرار الصين والولايات المتحدة، لكن لم
يكن من المتوقع أبدا أن تحدث هجمة كهذه في ليبيريا، وهي دولة تقع في غرب أفريقيا
وتعاني من الفقر. وفي شأن ذي صلة، صرح كاي قائلا: "أنا لم أرغب في مهاجمة
ليبيريا. إن كل ما في الأمر أنني كنت أريد الإحاطة بنظام شركة شبكة اتصالات خليوية
في ليبيريا تسمى "لونستار سال"، وهي من أشهر شركات الاتصال في
أفريقيا". كما أضاف قائلا: "شخصيا، ليس لدي أي شيء ضد هذه الشركة، لكن
شركة منافسة استأجرتني للقيام بهذه المهمة".
وأضافت الصحيفة أن الفترة التي تم تنفيذ الهجمة
خلالها أمر بالغ الأهمية، لأنه يشتبه في أنها تزامنت مع انتقال ملكية شركة
"سلكوم ليبيريا" إلى شركة أورانج. تجدر الإشارة إلى أنه تم الإعلان عن
بيع الشركة في شهر نيسان/ أبريل سنة 2016، ومن المعروف أن الهجوم استمر إلى غاية
السنة التالية بينما كان يدير الشركة رئيس تنفيذي إسرائيلي آخر، كما أن المدير
العام الجديد استقال أيضا بعد عدة أشهر من انتهاء الهجوم.
وأفادت الصحيفة بأن الطيارين الثلاثة أسسوا شركة
"أل أر غروب" خلال الثمانينيات، وقد كانوا يعرفون بعضهم البعض منذ أن
كانوا في أكاديمية الطيران التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، حيث تدربوا معا
ليصبحوا طيارين. وشأنها شأن العديد من البلدان الإفريقية الأخرى، كانت ليبيريا
غنية بالثروات الطبيعية على غرار النفط والذهب والألماس، ومع ذلك كانت تعاني من
الفقر الشديد وذلك بسبب تورط الدول الأجنبية في نزاعاتها المحلية وحكومتها الفاسدة.
وأضافت الصحيفة أن شركة "أل أر غروب" كانت
تقوم بتصدير الأسلحة لأنغولا في منتصف الثمانينيات، كما قضت سنوات كثيرة في تدريب
قوات هذا البلد الأفريقي. كما قام المسؤولون الثلاثة بتشييد مطارات وأنظمة الأمن
في أنغولا، وشاركوا أيضا في شراء طائرة للرئيس الأنغولي السابق، جوزيه إدواردو دوس
سانتوس.
وفي سنة 2000، تحديدا بعد انتهاء الحرب، سعى
الطيارون السابقون إلى اقتحام المجال المدني ونفذوا مشاريع طموحة لتطوير البنية
التحتية والتكنولوجيا والزراعة. كما نفذوا خططا لتصفية المياه وغيرها من المشاريع
الزراعية في دول أخرى مثل غانا ونيجيريا ومؤخراً في تشاد. كما دعموا العمل الخيري
مثل دور الأيتام والمدارس الداخلية في أنغولا، بالإضافة إلى إقامة عيادات طبية
وبناء المستشفيات.
ونقلت الصحيفة عن أحد المصادر قوله إن الطيارين
الثلاثة السابقين هم من أثرى الأثرياء في إسرائيل، ولكن لأن أعمالهم خاصة، فإن
الناس لا يعرفونهم. وبخصوص القضية المتعلقة بالهجوم السيبراني، أصدرت الشركة
البيان التالي رداً على هذا التقرير: "لقد فوجئنا عندما سمعنا عن القضية التي
أثُيرت في الفترة التي أعقبت بيع شركة "سلكوم ليبيريا" ونحن ندحض
الادعاءات التي تشير إلى تورطنا في هذه القضية، هذا إن وقعت بالفعل". وأضافت
الشركة: "نحن ندين بشدة أي سلوك عدواني حدث ونحرص دائما على أن يعمل مديرو
الشركة والموظفون المنتمون إلى المجموعة ضمن حدود القانون التنظيمي المحلي والدولي".
هآرتس: الجيش الإسرائيلي يكتشف نفقا رابعا لحزب الله
منفذ عملية رام الله استولى على سلاح جندي قبل انسحابه
يديعوت: هذه مظاهر الحماية الروسية لحزب الله في سوريا