أبدت "مجموعة
العمل من أجل فلسطينيي
سوريا" مخاوف شديدة جراء ارتفاع وتيرة الإعدامات التي
ينفذها
النظام السوري بحق
المعتقلين في سجن صيدنايا (المسلخ البشري)، محذرة من
وجود عشرات الضحايا من
الفلسطينيين السوريين.
ورجحت المجموعة، أن
يكون العشرات من المعتقلين الفلسطينيين من بين ضحايا الإعدامات الجماعية التي
ينفذها النظام السوري بشكل يومي.
حديث المجموعة يأتي
على خلفية تقرير مطول نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، الأسبوع
الماضي، عن حالات الإعدام في سوريا، حيث أوضح التقرير أن السجون التي كانت مكتظة
بالمعتقلين أصبحت فارغة جراء الإعدامات الجماعية التي ازدادت بازدياد فرص توقف الحرب
في البلاد.
وبحسب الصحيفة فإن
قوات النظام ضاعفت إعداماتها مع تسريع القضاة العسكريين إصدار أحكام الإعدام،
مؤخرا، الأمر الذي أكدته المجموعة، موضحة أن العديد من الحالات التي ذكرت في تقرير
"واشنطن بوست" تتقاطع مع ما وثقته المجموعة في أوقات سابقة خصوصاً ما
يتعلق بالحالة الصحية والجسدية للمعتقلين الفلسطينيين، وظروف الاعتقال والتعذيب في
سجون النظام السوري.
ونشرت الصحيفة
الأمريكية صورا ملتقطة عبر الأقمار الصناعية توضح تراكم عشرات الجثث في فناء سجن
صيدنايا السيء الصيت.
وفي هذا الصدد، أوضح
عضو "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، الكاتب والباحث ماهر شاويش،
في حديث خاص لـ"
عربي21" أن تحذيرات المجموعة جاءت نتيجة هواجس، بسبب
وجود معتقلين فلسطينيين داخل السجون السورية.
وقال إن "محاولات
تعويم النظام من قبل أطراف دولية وعربية، أعطت للنظام السوري دفعة للمضي في
سياساته" موضحا أنه "عندما كان النظام محاصرا كان الناس في حالة خوف
شديد على مصير المعتقلين، فكيف اليوم، والسفارات العربية تُفتح؟".
وفي السياق ذاته، أشار
شاويش إلى اعتقال النظام لعدد من اللاجئين الفلسطينيين الذين عادوا طوعا إلى
النظام السوري من أوروبا، وأضاف أن "مؤشرات كل ذلك خطيرة جدا".
وأوضح أن "ذلك
يجري بالتزامن مع توجه لإعادة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان والأردن إلى
سوريا"، محذرا من خطر محدق في حال إعادة اللاجئين الفلسطينيين دون أن تكون
العودة آمنة، معتبرا أن من الأهمية بمكان توفير مساكن للاجئين قبل الحديث عن
العودة.
وتساءل شاويش، إلى أين
سيعود هؤلاء، إلى مخيم اليرموك المدمر، أم إلى مخيم حندرات بحلب المدمر بشكل كامل،
أم إلى مخيم درعا المدمر أيضا.
وبحسب أرقام
"مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا" فإن 1711 لاجئا فلسطينيا في عداد
المفقودين في سجون النظام السوري، يعتقد أن جزءا منهم معتقلين في سجن صيدنايا، قد
يكونوا بين ضحايا الإعدامات الجماعية.
يذكر أن "مجموعة
العمل من أجل فلسطيني سوريا" التي تعمل على توثيق ما يتعرض له فلسطيني سوريا
من لندن، كانت قد طالبت النظام السوري بالإعلان عن عدد المعتقلين الفلسطينيين في
سجونه وكشف مصير المختفين منهم.