علقت حركة حماس السبت، على التقارير التي تحدثت عن وساطة مصرية بطلب من رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة، في أعقاب التطورات السياسية الإسرائيلية الجديدة والمتصلة بانتخابات الكنيست الإسرائيلي المبكرة في نيسان/ أبريل المقبل.
وقال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "العدو الإسرائيلي أمام اختبار شعبنا وفصائل المقاومة في غزة؛ للالتزام بتفاهمات كسر الحصار"، مضيفا أن "الوسطاء أيضا أمام اختبار، لإلزام العدو بما تم الاتفاق عليه في التفاهمات، ونحن ماضون حتى تحقيق كامل أهدافنا".
وأكد القانوع أنه "لا علم له بما تحدثت به المصادر" عن طلب نتنياهو عدم التصعيد خلال الفترة المقبلة، والتي تعد شديدة الحساسية بالنسبة لنتنياهو، الذي يرغب بشكل قوي في تمرير اتفاق الهدنة طويلة الأمد.
وكانت صحيفة "العربي الجديد" نقلت عن مصادرها الخاصة أن رسائل إسرائيلية ستنقلها مصر إلى حركة حماس خلال الأيام القليلة المقبلة، للحصول على ردود واضحة بشأنها، في ما يتعلق بالتوصل إلى "هدنة طويلة الأمد" قبيل الانتخابات الإسرائيلية المبكرة.
اقرأ أيضا: طائرات الاحتلال تقصف موقعا للمقاومة وسط قطاع غزة
وتعقيبا على تصاعد اعتداءات الاحتلال في غزة والتي كان آخرها القصف الإسرائيلي الليلة الماضية، حمّل الناطق باسم حركة حماس المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم للاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن "الاحتلال هو الذي يبدأ باستهداف المدنيين السلميين".
وأشار القانوع إلى أن "غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة حذرت الاحتلال من أي حماقة يرتكبها"، مشددا على أن "المسيرات متواصلة ومتصاعدة، وغرفة العمليات حاضرة للرد على أي جريمة أو حماقة يرتكبها العدو"، على حد قوله.
التعامل بحذر
يذكر أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت فجر السبت، موقعا للمقاومة الفلسطينية شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد مزاعم بإطلاق قذيفة صاروخية من القطاع تجاه المستوطنات، فيما استشهد فلسطيني وأصيب 6 آخرون الجمعة، برصاص الاحتلال خلال مشاركتهم في مسيرة العودة بغزة.
بدوره، رأى المحلل السياسي هاني البسوس أن "تصميم فصائل المقاومة الفلسطينية على دعم مسيرات العودة، وتأكيد غرفة العمليات المشتركة على التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي في حال قامت بالاعتداء على المتظاهرين السلميين؛ يأتي في ظل الدعوة لانتخابات إسرائيلية مبكرة".
وتوقع البسوس في منشور بموقع "فيسبوك" أن "يتعامل الاحتلال الإسرائيلي بحذر مع المتظاهرين، حتى لا تنتقل الأوضاع من مواجهة سلمية إلى عسكرية"، مستدركا بقوله: "إلا أن طبيعة المسيرات وكيفية مواجهتها من سيحدد الوجهة"، وفق تقديره.
وفي وقت سابق، جددت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار تأكيدها على استمرار مسيرات العودة "بكل عنفوانها وبرنامجها الأسبوعي"، مشيرة إلى أنها "بصدد استخدام خيارات نضالية جديدة، هدفها الوقوف بحزم أمام العدو الإسرائيلي، الذي ما زال يمارس سياسة المماطلة والتسويف، ويسعى لحرق الوقت للالتفاف على حقوقنا ومطالبنا العادلة، هروبا من ورطته وعجزه عن مواجهة مسيرات العودة".
وأضافت الهيئة في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن "الاحتلال عليه ألا يراهن على أساليب الخداع، فكلها مكشوفة لشعبنا، وهو قادر على تحطيمها بصموده وباستمراره بمسيرات العودة".
ودعت "جماهير شعبنا في الضفة إلى استمرار الحراك الجماهيري ضد الاحتلال والمستوطنين، تلاحما مع مسيرات العودة بغزة، وحتى تبقى نار المقاومة والانتفاضة متأججة في وجه هذا العدو"، منوهة إلى أن "التجربة أثبتت أنه لا طاقة للاحتلال ولا قدرة له على مواجهة أساليب الاستنزاف الدائمة خصوصا في الضفة".
اقرأ أيضا: شهيد وإصابات باعتداء قوات الاحتلال على المتظاهرين في غزة
وطالب البيان "المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية وعلى رأسها مؤسسات الأمم المتحدة، بضرورة تحمّل مسؤولياتها في إنهاء معاناة شعبنا الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال والعدوان والحصار"، معتبرا أن "استمرار الصمت على هذه الجرائم أمر مشبوه".
وأكد أن "تعقيدات اللحظة السياسية الراهنة والتحديات الخطيرة الماثلة أمامنا، تتطلب أكثر من أي وقت مضى مزيدا من الوحدة ورص الصفوف، وتنسيق الجهود للتصدي للاحتلال وإفشال مخططات التصفية".
"مسيرات العودة" كيف أثرت على واقع الفلسطينيين في 2018؟
بداية تصعيد مسلح.. هكذا قرأ مختصون عملية إطلاق النار بالضفة
حماس لـ"عربي21": هذه خطواتنا لإحباط مشروع القرار الأمريكي